زاوية الأبحاثزاوية العقائد الدينيةعقائد السنة

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

يزعم المعاندون أن أبا طالب وعبدالمطلب عليهما السلام ماتا على ملة الكفر والعياذ بالله، ويزعمون كذلك أن التسمي بالعبودية لغير الله شرك بالله تعالى، ونجيبهم قائلين لو كان ما تقولون لما قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون اسم من أسماء أجداده اسماً شركياً كما تزعمون، ولكان غيره كما غير أسماء سواه، فقد كان جعيل بن سراقة رجلاً صالحا. وكان دميما قبيحا. وكان يعمل معهم في الخندق. وكان (صلى الله عليه وآله) قد غير اسمه يومئذٍ وسماه عمراً. فجعل المسلمون يرتجزون ويقولون:

سماه من بعد جعيل عمراً    وكان للبائس يوماً ظهراً

بل إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يغير أسماء الصحابة الغير لطيفة مثلا (صخر) إلى (سهل)، فهل صخر إسم شركي؟ راجع (سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 516. وراجع: المغازي للواقدي ج 2 ص 447 و 448 متنا وهامشا وراجع دلائل النبوة للبيهقي ج 3 ص 409 و 410. والسيرة النبوة لابن هشام ج 3 ص 227/228 وتاريخ الأمم والملوك ج 2 ص 234 و 235 والبداية والنهاية ج 4 ص 95 والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 183 وبهجة المحافل ج 1 ص 264 والسيرة الحلبية ج 2 ص 311/312 وراجع: الإمتاع ص 222 وأسد الغابة ج 1 ص 290 وقال: اخرجه أبو موسى والإصابة ج 1 ص 240!).

وجويرية بنت الحارث، يقولون إنها وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، أو ابن عم له، أو في سهمهما معا. فكاتبته. ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إعانتها، فأدى صلى الله عليه وآله وسلم عنها، وتزوجها وهي بنت عشرين سنة، وكان اسمها برة، فحوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جويرية. كره أن يقال: خرج من عند برة، كذا في المشكاة. راجع (السيرة الحلبية ج 2 ص 280، الإصابة ج 4 ص 265 وكراهته صلى الله عليه وآله وسلم الخروج من عند برة في ص 26 عن صحيح مسلم. وتاريخ اليعوقبي ج 2 ص 53 والوفا ص 692 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج 4 ص 258 ـ 261 والكامل في التاريخ ج 2 ص 192).

على العكس من ذلك نجد صلى الله عليه وآله وسلم يفتخر بعبدالمطلب ويقول كما في صحيح مسلم ج: 3 ص: 1400: يوم حنين وساق أن حديث يونس وحديث معمر أكثر منه وأتم: ح1776): أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب).

ومصادر هذا الحديث كثيرة جدأً، فراجعوا مثلاً صحيح البخاري ج: 3 ص: 1051: ح2709.
ومعنى كلمة (مُطَّلِبٌ) كما في لسان العرب ج: 1 ص: 560: قال الأَعشى: يا رَخَماً قاظَ علـى مَطْلُوب ويقال: طالبٌ و طَلَبٌ مثل خادِمٍ وخَدَمِ و طالِبٌ و مُطَّلِبٌ و طُلَـيْبٌ و طَلَبة ُ و طَلاَّبٌ: أَسماء إذاً مُطَّلِبٌ اسم، لكن اسم لأي شيء؟ من هو الـمُطَّلِبُ؟

ورد في لسان العرب ج: 1 ص: 559: طلب: الطَّلَبُ: مُـحاوَلَة ُ وِجْدانِ الشَّيء وأَخْذِه والطِّلْبَة ُ: ما كان لكَ عند آخر من حَقَ تُطالِبه به و الـمُطالَبة: أَن تُطالِبَ إِنساناً بحق لك عندهِ ولا تزال تَتَقاضاه و تُطالبه بذلك والغالب فـي باب الهَوى الطِّلابُ و طَلَبَ الشَّيء َ يَطْلُبهطَلَباً واطَّلَبهِ علـى افتعلهِ ومنه عبد الـمُطَّلِب بن هاشمِ و الـمُطَّلِبُ أَصلهُ: مُتْطَلِب فأُدغِمَتِ التاء فـي الطاءِ وشُدِّدتِ فقـيل: مُطَّلِبِ واسمه عامر!

إذاً المطلب هو المطالب بشيء معين، ويطلبه مرة بعد مرة، أي الملح في طلب شيء معين..!!
فهل عبدالمطلب، اسم شركي أم لا؟؟

(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 13/سنة 2 في  19/10/2010 – 11 ذو القعدة 1431هـ ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى