زاوية الأبحاثزاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

أدلة واشارات أخرى تؤيد أن القائم شخص آخر غير الإمام المهدي محمد بن الحسن القسم الأول

أدلة واشارات أخرى تؤيد أن القائم شخص آخر غير الإمام المهدي محمد بن الحسن u القسم الأول المقصود من القائم في هذا البحث هو ولد الإمام المهدي محمد بن الحسن عليه السلام الذي ذكرته وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أحمد وهو قائم بأمر من أبيه الإمام المهدي. 

أولاً :

الروايات التي تصف القائم u تصور شخصين لا شخصاً واحداً :

الرواية الأولى :

 ( عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال : دخلت إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام فقال: يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم ، حججت عشرين حجة… إلى قوله: فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة واتزر بأخرى، وقد كسر بردته على عاتقه، وهو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف عليها الندى، وأصابها ألم الهوى، وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخي تقي نقي، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدين، على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر )([1]).

الرواية الثانية :

 ( عن حمران بن أعين قال قلت لأبي جعفر الباقرu جعلت فداك إني قد دخلت المدينة و في حقوي هميان فيه ألف دينار و قد أعطيت الله عهداً أنني أنفقها ببابك ديناراً ديناراً أو تجيبني فيما أسألك عنه، فقال: يا حمران سل تجب و لا تنفقن دنانيرك. فقلت: سألتك بقرابتك من رسول الله  أنت صاحب هذا الأمر و القائم به؟ قال: لا، قلت: فمن هو بأبي أنت و أمي؟ فقال: ذاك المشرب حمرة الغائر العينين المشرف الحاجبين العريض ما بين المنكبين برأسه حزاز و بوجهه أثر رحم الله موسى )([2]).

الرواية الثالثة :

 ( عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده  قال : قال أمير المؤمنين u – وهو على المنبر – : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون ، مشرب بالحمرة ، مبدح البطن عريض الفخذين ، عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان : شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله ، له اسمان : اسم يخفى واسم يعلن ، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد … )([3]).

الرواية الرابعة :

( عن يحيى بن الفضل النوفلي قال : دخلت على أبي الحسن موسى ابن جعفر u ببغداد حين فرغ من صلاة العصر ، فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول : أنت الله لا إله إلا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن … إلى قوله: أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تعجل فرج المنتقم لك من أعدائك ، وأنجز له ما وعدته يا ذا الجلال والإكرام . قال : قلت : من المدعو له ؟ قال : ذاك المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله . ثم قال : بأبي المنتدح البطن ، المقرون الحاجبين ، أحمش الساقين ، بعيد مابين المنكبين ، أسمر اللون ، يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل ، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً… )([4]).

في الرواية الأولى يصف ابن مهزيار الإمام المهدي u، وقد شاهده عياناً، ومن وصفه نعرف أنه :

1-    ليس طويلاً ولا قصيراً بل معتدل القامة، فالمربوع والربع بحسب تاج العروس هو متوسط القامة.

2-    أزج الحاجبين.

3-    أقنى الأنف.

4-    سهل الخدين.

5-    في خده الأيمن خال.

أما الرواية الثانية فهي تصف صاحب الأمر بصفات هي:

1-    مشرب حمرة.

2-    غائر العينين.

3-    مشرف الحاجبين.

4-    عريض مابين المنكبين.

5-    برأسه حزاز.

6-    بوجهه أثر.

7-    طويل القامة ( قوله: رحم الله موسى تشبيه له بموسى u ). ففي قصص الأنبياء للجزائري (قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فأما موسى فرجل طوال )([5]).

نتيجة المقارنة :

الإمام المهدي u : متوسط القامة ، بينما صاحب الأمر طويل .

الإمام المهدي u : أزج الحاجبين ، وأزج العشب إذا طال (تاج العروس) ، بينما صاحب الأمر : مشرف الحاجبين ، أي مرتفعهما.

الإمام المهدي u : في خده خال ، بينما صاحب الأمر في خده أثر ، والأثر : الأثر بالتحريك : ما بقى من رسم الشيء (صحاح الجوهري) .

من هذا يتضح أن صاحب الأمر شخص آخر غير الإمام المهدي محمد بن الحسن u.

ولننظر الآن في الروايتين الأخريين:- 

في الرواية الثالثة يصف أمير المؤمنين u ولده الذي يخرج في آخر الزمان بأنه: أبيض مشرب بحمرة، بينما يصف الإمام الكاظم u مهدي آل محمد في الرواية الرابعة بأنه : أسمر اللون وفيه صفرة من سهر الليل.

إذن الروايتان تصفان شخصين لا شخص واحد.

ثانياً :

*  ( عن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله u فقلت له أنت صاحب هذا الأمر فقال : لا . فقلت فولدك ، فقال: لا. فقلت فولد ولدك ، فقال : لا . قلت فولد ولد ولدك.قال :لا . قلت فمن هو ؟ قال : الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا لعلى فترة من الأئمة يأتي كما أن النبي  بعث على فترة من الرسل)([6]).

قال في شرح أصول الكافي – مولي محمد صالح المازندراني :

( (على حين فترة من الرسل) الفترة الضعف والانكسار وما بين الرسولين من رسل الله تعالى ، يعني ابتعثه على حين فتور من الإرسال وانقطاع من الوحي )([7]).

إذن صاحب الأمر يأتي على فترة من الأئمة ، أو انقطاع وهو لا ينطبق على الإمام المهدي u لأنه لم يحدث انقطاع بين مبعثه ومبعث آبائه u ، فهو قد تسلم الإمامة بعد وفاة أبيه مباشرة، ومارس مهام الإمامة، لاسيما في فترة الغيبة الصغرى التي تلت وفاة أبيه مباشرة . بل إن إمامته سارية حتى في الغيبة الكبرى كما هو معروف ، وإذا قيل أن الغيبة الكبرى يمكن أن تعتبر فترة، فإن الغيبة الصغرى لا يمكن أن يقال فيها ذلك .

فالمعني إذن هو ( أحمد ) ابن الإمام المهدي u الذي يستلم الإمامة بعد غيبة الإمام المهدي الطويلة. وفي الرواية إشارة إلى أنه سيأتي مرسلاً من أبيه قبيل ظهوره، لأن مجيئه بعده يمنع انطباق كونه مبعوثاً على فترة من الرسل . للبحث بقية ستأتي بعونه تعالى.



  ([1])الغيبة للطوسي : ص 263 – 266.

  ([2])الغيبة للنعماني : ص 215.

  ([3])كمال الدين وتمام النعمة :ص653 .

  ([4])بحار الأنوار : ج83 / ص81.

  ([5])قصص الأنبياء :ص 251.

  ([6])الغيبة للنعماني : 187.

  ([7])شرح أصول الكافي : ج 1 – ص 31.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 24/سنة 2 في 04/01/2011 – 29 محرم 1432هـ ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى