الإفتتاحية

يقولون: اللهم أجل فرجه!

الواقع العراقي – وللأسف الشديد – يفرز يومياً وقائع وظواهر يدمى لها القلب، فالعراقيون الذين كانوا زمن الطاغية صدام لا يجدون بداً من التمسك بعقيدة الانتظار، والدعاء إلى الباري عز وجل بتعجيل فرج إمامهم، باتوا اليوم – أو لنكن دقيقين – بات الكثير منهم ينزعج حين تذكره بإمامه فيقابلك بكلمات من قبيل: ( خلينه من المهدي هسه، عدنه أشغال خلينه نخلصها ) كما قال أحدهم فعلاً! وقد يقابلك آخرون ببرود حتى كأنك تكلمهم عن مسألة نظرية لا تستحق منهم أن يتفاعلوا معها عاطفياً ولا أن يولوها مزيد عناية.

مثل هذه الوقائع تشير بلا شك إلى حقيقة عميقة تتمثل بتدني المستوى الإيماني لدى هؤلاء، وتكشف بوضوح أن تمسكهم بالإمام أيام الشدة لم يكن ناتجاً عن دافع إيماني حقيقي.

إن الله عز وجل يعلم حقيقة هؤلاء الناس، ولهذا امتحنهم بأن أزاح الظالم عنهم وفتح عليهم شيئاً من أبواب الدنيا الدنية، فإذا بهم – ويا للخزي والعار – يتهافتون ويتدافعون على هذه الأبواب، غير آبهين بإمام طال غيابه، بل ومتنكرين له كل التنكر!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى