أخبار الدعوة اليمانية

رد انصار الامام المهدي ع على صحيفة “المصري اليوم “

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

لمقال المصري اليوم يضاف الى  ظلم الاعلام لانصار الامام المهدي ع قد فاجئتنا صحيفة (المصري اليوم) في عددها المرقم 2312، الصادر في الثلاثاء 12 اكتوبر 2010، بظلامة جديدة تضاف إلى ظلامات أنصار الإمام المهدي (ع)، حيث إنها نسبت الى  الأنصار القول بتحريف القرآن، وسبهم وشتمهم للصحابة، مضافاً إلى أنهم يدعمون مادياً. لكن لم تصرح الصحيفة من أين هذا التمويل !!

وكذلك محاولة ضم أنصار الإمام المهدي (ع) لغيرهم ممن ينتسبون للشيعة واعطاء الأمر بعداً سياسياً ومن هنا اتهامهم بإزدراء الطائفة السنية !!

والحال أنّ أنصار الإمام المهدي (ع) ليسوا أهلاً للتفرقة وإنما جاءوا للملمة شعث الأمة الاسلامية التي جعلها الوهابيون طرائق قددا، فراحوا يكفرون كل من خالفهم، وكأنهم الوحيدون الذين يسلكون طريق الحق والصراط المستقيم.

فكل من يقول بخلاف قولهم يعد كافراً وخارجاً عن الإسلام.

ونذكر ان هذا الإجراء من الحكومة المصرية جاء نتيجة لمناظرة خاضها أنصار الإمام المهدي (ع) بدعوة رسمية من قناة الصفا الفضائية، فذهبوا بدعوة منهم وبموافقة الدولة المصرية.

وإذا بنا نفاجئ باختطاف الأخوة الأنصار حفظهم الله لا لذنب فعلوه بل لأنهم بينوا حقيقة الإسلام الذي أراد الوهابيون طمسها وتخريبها.

وتعرضوا في المناظرة لعدد من المواضيع منها: الامامة،  المهدي ع، القراءات، والتوحيد، وصفات الأئمة من آل البيت (ع).

وكانت مناظرات علمية إلاّ أنّه لما ضاق بالعرعور الخناق عمد إلى لغة التهديد وخرج عن الأسلوب العلمي، فراح يستجدي العواطف ويحرض الناس على الانتقام من أنصار الإمام المهدي (ع) بعد أن أعيته السبل وعجز عن مقارعة الحجة بالحجة، وتناسى قوله سبحانه : ﴿ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾(البقرة:111).

ولنقف لتقييم ما جاء في هذه الصحيفة:

أولاً: أدعت أنّ هناك جهات تمول أنصار الإمام المهدي (ع) والحال أنّ هذا الامر غير صحيح ولا يمت إلى الحقيقة بصلة أبداً؛ إذ ليس أنصار الإمام المهدي (ع) حزباً سياسياً وحركة قومية تستهدف جمع الأموال والمتاجرة بنفوس الناس، بل هم أنصار أهل بيت النبي (ص) الذي وصّى بهم الرسول (ص) قائلاً: ( من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي ) (كنز العمال: ج12/ص103،بشارة المصطفى: ص294،ينابيع المودة: ج2/ ص380، خصائص الوحي المبين للحافظ ابن البطريق: ص30، تاريخ دمشق : ج42/ص241).

ولذا قال الشافعي:

يا راكباً قف بالمحصب من منى         واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى        فيضا كما نظم الفرات الفائض

إن كـان رفضا حب آل محمد           فليشهد الثقلان أنى رافضي (تفسير الرازي: ج 27/ ص 166).

وقال الشيخ شمس الدين ابن العربي:

رأيت ولائي آل طـه فريضــة         على رغم أهل البعد يورثني القربا

فما طلب المبعوث أجراً على الهدى         بتبليغه إلاّ المــودة في القربى (الغدير: ج2/ص310).

وكما يعلم الجميع أن مجرد الاتهام بالتمويل أمر سهل جداً فالكل يستطيع توجيه الاتهام لكل أحد، لكن أنى له بالدليل الذي يستطيع من خلاله إثبات تلك التهمة.

وهذا ما لم تبينه الصحيفة فاكتفت بالاتهام فقط.

ثانياً: قالت الصحيفة:( وكشفت التحقيقات عن وجود قراءة للمجموعة المقبوض عليها لآية الكرسي مغايرة تماماً لآية الكرسي في القرآن الكريم).

ولا نعلم هل أتى هذا الأمر من عدم اطلاع بالقراءات أم أتى من البغض لآل بيت النبي (ص) !! ويعلم علماء الأزهر قبل غيرهم بتعدد القراءات ومنها سبعة مشهورة وهي تختلف فيما بينها وإلاّ لما تعددت، غاية ما في الأمر أنّ هناك قراءة لآل بيت النبي (ص)، فلماذا لم تعد من جملة القراءات ويقرأ القرآن بها؟

فما ذكره أنصار الإمام المهدي (ع) هو قراءة أهل البيت (ع)، فهل قراءة أهل البيت يحرم القراءة بها والقائل بها يعد مجرماً ويجوز قراءة القرآن بقراءة غيرهم ؟

أليس هم أهل بيت نبيكم ؟ ألم يوصيكم النبي (ص) بأهل بيته خيراً؟ فهل هذا جزاء لنبيكم الذي قال امتثالاً لأمر الله سبحانه : ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ (الشورى:23).

فما ذكره أنصار الإمام المهدي (ع)، هي قراءة وردت في روايات أهل البيت (ع)، وأين القول بالقراءة من القول بالتحريف، فهل كل من يقول بالقراءات يكون محرفاً ؟ وهل يعتبر جميع المسلمون محرفون لأنهم يؤمنون بالقراءات السبعة المعروفة والتي يقر بها علماء الأزهر؟

ثالثاً: القول بأنّ السيد أحمد الحسن (ع) مغربي الجنسية غير صحيح، فهو رجل عراقي، وهو المهدي الذي يولد في آخر الزمان كما يعتقد بذلك أبناء السنة والجماعة فقد صح عندهم قول النبي (ص): ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة. كلهم ابن خليفة. ثم لا يصير إلى واحد منهم. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق. فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم. ثم ذكر شيئاً لا أحفظه. فقال ” فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج. فإنه خليفة الله، المهدي ).( سنن ابن ماجة – لمحمد بن يزيد القزويني المتوفي سنة 273 هـ – تحقيق وترقيم وتعليق: محمد فؤاد عبد الباقي – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – ج2 ص1367 ح4084).

فالسيد أحمد الحسن (ع) هو المهدي الذي يولد في آخر الزمان وكما يعتقد أبناء السنة طيلة القرون الماضية، فهل اليوم تنكر الوهابية  (او كما يسمون انفسهم السلفية) لذلك ؟

الأولى بكم أن تبحثوا في أدلة السيد أحمد الحسن (ع)، لعل الله يريكم الحق ويجمعنا وإياكم على كلمة سواء. فهل كل من يأتينا  من آل محمد سنكذبه ونحاربه والرسول (ص) يقول :( فبايعوه ولو حبواً على الثلج)!

هل هذه قيمة كلمات نبيكم عندكم ؟! إنا لله وإنا إليه راجعون.

أنصفوا أنفسكم ولو مرة وابحثوا في دعوة السيد أحمد الحسن (ع)، فإذا كنتم لا تعرفون هويته وتقولون أنه مغربي فكيف تكذبوا دعوته بلا بينة وبلا علم ، مالكم كيف تحكمون ؟!

رابعاً: قالت الصحيفة:( وازدراء الطائفة السنية).

وهذه في الحقيقة تهمة أخرى خالية من الدليل تضاف إلى السابق؛ إذ أنصار الإمام المهدي (ع) ليس هدفهم الإزدراء بأحد وإنما هدفهم بيان الحق بالأدلة والبراهين لجميع الناس على حدٍ سواء، بل من يريد الإ بالأديان معروف معلوم من خلال تصريحه بذلك، فطيلة الدهور الماضية هناك تعايش وتقارب ومخالطة بين السنة والشيعة أحدهم يزوج الآخر، لكن في الآونة الأخيرة لما قويت شوكة الوهابية زرعت الفتنة بين الطائفتين وصورت الشيعة بصور غير لائقة، كل ذلك بهدف تفريق الأمة الإسلامية وتلبية نداء الحاقدين على الإسلام وأهله، فمن يريد الإزدراء هم الوهابيون وليس أنصار الإمام المهدي (ع) الذين يدعون الجميع للالتفاف حول راية المهدي الذي بشر به رسول الله (ص) كي تجتمع الأمة على كلمة سواء حقة لا “كلمة سواء” مزيفة تستبطن الفتنة وصنع الخلاف بين المسلمين.

خامساً:(وسب ولعن الصحابة الكرام).

لقد قلنا في المناظرات بقول صريح لا مجال لإنكاره بأننا لا نسب ولا نسيء للرموز ، بل نبين الأمور على حقيقتها كما جاءت في التاريخ الإسلامي، فالصحابة ليس كلهم سائرون على الصراط المستقيم ويكفينا في ذلك القرآن الكريم الذي يصرّح بانقلاب البعض على الأعقاب في قوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ (آل عمران:144).

قال الشيخ محمود أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية: ص 350:( ومع هذا فالعدالة غير العصمة . وقد غلا الناس فيمن ثبتت صحبته في التعنت في إثبات العدالة ، فلو سلمنا شمول الصحبة ثم العدالة لم يبلغ الأمر إلى الحد الذي عليه غلاة الرواة . ولو نفعت الصحبة نحو بشر بن مروان على فرض الثبوت أو الوليد لتبين لنا ، أن الصحبة لا يضر معها عمل غير الكفر فتكون الصحبة أعظم من الإيمان ، ويكون هذا أخص من مذهب مقاتل وأتباعه من المرجئة . ثم أين أحاديث ( لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ) وهي متواترة المعنى ، بل لو ادعى في بعضها تواتر اللفظ لساغ ذلك ، والمدعون للسنة ، ادعوا الصحبة أو ثبوتها لمن لم يقض له بها دليل ، وفرعوا عليها ما ترى . ثم بنوا الدين على ذلك ألم يقل الله ﴿إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ في رجل متيقن صحبته. ولم تزل حاله مكشوفة مع الصحبة، ومنهم من شرب الخمر…).

فهل انفرد أنصار الإمام المهدي (ع) بالقول بعدم عدالة جميع الصحابة، فها هو امامكم الشيخ أبو رية يصرّح بذلك.

نحن نجل الصحابة الذين ساروا على نهج الرسول(ص)، ولم يبدلوا بعده، ونحترمهم غاية الاحترام، ولكن ما ذنبنا إن كان منهم من غير وبدل ، ونقل لنا التاريخ هذه الحقائق، فهل نصادر التاريخ ونسير عمياً وبكما.

واخيرا نود ان نعلن من هذا المنبر الاعلامي استعدادنا لاجراء لقاءات تلفزيونية مع القنوات او مقابلات صحفية كتابة مع الصحف والله ولي التوفيق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى