الإفتتاحية

لماذا تتعمد بعض الجهات الخلط بين الدعوة اليمانية المباركة وبين الجماعة المنحرفة المسماة جند السماء

مما يؤسف له أن جهات كثيرة تتعمد – عن علم –  خلط الأمور على الناس وتركهم أسارى الحيرة وعدم التمييز بين الأفكار والدعوات. وإذا كان مثل هذا الأسلوب المخادع يدل على إفلاس من يمارسه فإنه يدل بلا شك على أن الجهة المستهدَفة – وهي هنا الدعوة اليمانية – تملك من الأدلة الصحيحة والقوية ما أرغم الخصم المعاند على إتباع أساليب الضعفاء العاجزين.

إن تعمد الخلط بين الجماعة المنحرفة المسماة ( جند السماء ) وبين الدعوة اليمانية المباركة يُراد منه إيهام الناس بعدم وجود أدلة شرعية تستند عليها الدعوة اليمانية وبالتالي إبعادهم عن البحث فيها وتأمل أدلتها. كما إن مثل هذا الخلط يُقصد منه كذلك تصوير الدعوة اليمانية على أنها حركة عنفية أو حتى إرهابية الطابع لتأليب الدولة عليها وحملها على التعامل معها بمنطق أمني. ويبدو – وللأسف الشديد –  إن الجهات المغرضة المفلسة قد نجحت في مسعاها، فالكثير من الناس المستضعفين فكرياً ينظرون للدعوة اليمانية نظرتهم للحركة الضالة المسماة ( جند السماء ) على الرغم من نفي الدعوة اليمانية المتكرر وبيانها لحقيقة الخلط الذي تسعى له الجهات المشار اليها، وهو نفي تم التصريح به من خلال بعض القنوات الفضائية مثل قناة ( الشرقية ) التي اتصل بها أحد الأنصار إبان ما يُعرف بأحداث (الزركة)، وكذلك في لقاء مع راديو (سوا) ومن خلال صفحات جريدة ( الصراط المستقيم ). بل إن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية آنذاك (علي الدباغ) قال في لقاء أجرته معه قناة (العربية) في برنامج (بانوراما) بأن لا علاقة للدعوة اليمانية المباركة بما يُسمى بجماعة (جند السماء).

وعلى الرغم من إننا لا نعرف عن هذه الجماعة سوى القليل جداً الذي تسرب عبر القنوات الفضائية، وعلى صفحات الانترنيت، غير أن قراءة الكتاب المنسوب لزعيم هذه الجماعة المدعو ضياء الكرعاوي وهو كتاب ( قاضي السماء ) كفيلة بتعريفنا بحقيقة هذه الجماعة المنحرفة.

فالفكرة التي يقوم عليها الكتاب تتلخص بإنكار كل الحقائق الثابتة المتعلقة بالإمام المهدي عليه السلام، فالمهدي بحسب هذه الكتاب ليس هو الإمام محمد بن الحسن وإنما هو ( علي بن علي بن أبي طالب )!! فهو إذا أخ للإمامين الحسن والحسين عليهما السلام كما يزعم كاتب الكتاب المذكور، ولكن نطفته كانت معلقة في السماء!! ويقول انه ولد قبل الحسن والحسين وانه كان بيضة مخصبة محفوظة في مكان خاص اطلق عليه اسم “البحر المسجور”.

وعليه ينكر الكاتب كل التاريخ والتراث المهدوي الشيعي منه والسني على حد سواء، فلا سفراء ولا غيبة، بل ولا إمامة ولا أئمة.

إذن هذه الحركة كما هو واضح حركة منحرفة ظاهرة البطلان وهي بالضرورة حركة شيطانية أراد منها صانعوها – ولا استبعد وقوف الوهابية والاحتلال وراءها – أن يوجهوا ضربة لمذهب التشيع عموماً وللعقيدة المهدوية خصوصاً.

 وبالنتيجة فإن من يطلع على الدعوة اليمانية وأدلتها يعلم يقيناً أن الفرق بينها وبين جماعة (جند السماء) المنحرفة كالفرق بين الثرى والثريا، ويعلم بالتالي أن من يريد للناس أن يخلطوا بين الاثنين ليس سوى مفلس عاجز عن المواجهة الفكرية الشريفة.

صحيفة الصراط المستقيم/ العدد 9 / السنة الثالثة في 14 شوال 1432 هـ الموافق  13 سبتمبر 2011

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى