أخبار سياسية منوعة

عراق بلا كرامة

عراق بلا كرامةالمالكي ، الحكيم ، السيستاني ، الطالباني ، الهاشمي ، المشهداني ، وما تبقى من قائمة الأشباه والإمعات ، هؤلاء بملامحهم الباهتة الممسوحة ، يرسمون خارطة وطن مهدور الكرامة .
لا أدري حقاً أي كلمات يمكن أن تعبر عن حجم الألم الكبير الذي يستشعره العراقي الشريف وهو يرى أراذل الأمريكان والعرب والإيرانيين وشذاذ الآفاق ، وهم يدوسون يومياً على كرامته ، دون أن يسمع ولو كلمة استنكار خجولة من ثلة الأذلاء التي تتحكم بمصيره ؟!
ولكن .. إذا كانت الكرامة أرخص الأشياء في حسابك ، وآخر ما يمكن أن تفكر به أو تأبه له ، أو يشكل فرقاً بالنسبة لك ، بل إذا كانت الرقم ( كذا ) الأخير في سلم أولوياتك ، فتوقع دائماً أن يقتحم عليك دارك نغروبونتي ، أو أبو الغيط ، أو كروكر ، أو حتى الخنازير السائبة ، ولا تفكر عندها بكرامة أو وزن أو حرمة ، لا تفكر بشئ أبداً مما يمكن أن يخطر على بال إنسان حقيقي يقيم وزناً لكرامته ونفسه وعزته ، إذ لست سوى لاشئ ، أنت نكرة .. كلب أجرب لا تستحق شيئاً من المراعاة والإحترام .
هل من حق أحد بعد هذا أن يستغرب الصلف الأمريكي ، والوقاحة التي تعامل بها نغروبونتي مع ثلة الأذلاء الأخساء ؟ أ ليس هذا ما يليق بهم ؟ أ ليسوا هم من ارتضوا لأنفسهم هذا المستوى من التعامل ؟ هم ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا من خدم الأمريكان ، فبأي منطق يريدون الآن أن يبرروا تمردهم على إرادة سيدهم ، وهل يلام السيد إن أراد تذكيرهم بحجمهم وحقيقتهم الدونية ؟ انظروا الى استحقاق هؤلاء الأذلاء ، ما إن أشار لهم سيدهم حتى أرخوا ذيولهم أسفل أقدامهم وتبعوه مثل كلب مطيع الى حيث يريد .
نغروبونتي لم يفعل شيئاً خارج حدود اللياقة التي يستحقها شعب ارتضى بالأذلاء قادة وسادة ، بل لعله كان كيساً بطريقته الأمريكية ، فالعبد الذليل لا يستحق عناء المجئ عنده ، يكفي أن تلوح له من بعيد بالعصى الغليظة التي يعرف وقعها ، ليقدم من فروض الطاعة والولاء ما يتوقعه السيد .
وكذلك لم يفعل أبو الغيط ، ولا قبله ملك الأردن ، أو رئيس وزراء لبنان ، لم يفعل أي من هؤلاء شيئاً غير متوقع ، نعم هم لم يأتوا العراق لسواد عيون العراقيين ، ولماذا يفعلوا هذا ، بل أي وجهة نظر عاطفية ساذجة هذه التي تنبثق عنها مثل هذه الفكرة .. فكرة العيون السود ، والأخوة العربية الإسلامية ، نعم هي فكرة تليق بشعب بلغ به الإذلال حد استجداء العاطفة الرخيصة .. شعب سلبه قادته الأذلال نخوته وكرامته ، ولكن ما ذنب الآخرين إذا كانت كل هذه الأفكار الدونية بعيدة كل البعد عن أفق تصوراتهم ، ليس من الإتزان بمكان أن يأتي ملك أو رئيس وزراء ولا حتى وزير خارجية معبأ بالمزيد من المشاعر التافهة ، نعم من الطبيعي تماماً والمتوقع الى ابعد الحدود أن تحمل حقائبه الكثير من الأطماع في نفط يعرضه أصحابه كرشاوى مقابل الحصول على كلمات معسولة فارغة .
إن من ينتظر من أبو الغيط أو غيره أن يطلق كلمة واحدة يمكن تصنيفها في حقل الكلمات التعاطفية أو التضامنية هو كمن ينتظر من السيد أن يرمي بعظمة لكلب أجرب  .
Aaa_aaa9686_(at)_yahoo.com   

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى