أخبار سياسية منوعة

خطاب الحاكم الملكي البريطاني العام في العراق 1919

جنود الإحتلال في العراقزار الحاكم الملكي العام في العراق ، السير أي . تي . ولسن ، مدينة البصرة في مطلع شهر كانون الثاني من عام 1919 م فأقيم له إحتفال باهر حضره وجهاء المدينة وأعيانها وسراتها ، وقد إنتهز هذه الفرصة فألقى على مسامع المحتفلين به هذا الخطاب :


يا حضرات السادة الاماجد !
ذكر لكم من قبل كبار الرجال البريطانيين بأننا لم ندخل بلادكم بقصد الاستعمار لمنفعتنا الخاصة ، وإنما دخلناها محررين لكم من ربقة الذل ولننقذكم من مظالم الاستعباد ، ونخلصكم من الضيق الذي ثقلت به كواهلكم ردحاً طويلاً من الزمن ذقتم في خلاله الامَّرين بين ظلم وإعتساف وجور وإقتسار للحقوق ، وإغتصاب للاموالكم ، وغيرها من الاسباب التي قضت على مجدكم القديم قضاءً مبرماً ، وتركتكم حيارى بين عوامل اليأس والحيرة من أمركم ، بعيدين عن أسباب المدنية الصحيحة ، والرفاهية التي يتمتع بها غيركم من الامم الاخرى ، وها أنا ذا أقف بينكم اليوم لاقول لكم ، بعد أن أؤيد ما قاله من سبقني من كبار الرجال : لقد آن آوان الوفاء بالوعد ، وأننا نريد أن نقرن أقوالنا بالفعل ، ولا نقصد من وراء ذلك الا إستعادة مجدكم القديم قبل خمسمائة عام ، نعم نريد ذلك ، ونريد لكم خيراً ، وأن نكون مرشدين لكم في أعمالكم ، وتأكدوا أن العثمانيين لن يعودوا الى بلادكم مطلقاً .
ثقوا ياحضرات السادة بأن ستشكل حكومة جديدة ، ومحاكم عديدة أيضا في بلادكم .
بقي أمرٌ واحد وهو مسألة إستئناف القضايا ، وهذا على ما أظن سيكون في بغداد ، عاصمة دياركم المجيدة ، فإن لم يرق لكم فمن السهل أن نجعله في مدينة البصرة أيضا ولا نريد منكم أكثر من أن تنهضوا بأنفسكم لاحسان أعمالكم وإصلاح شؤونكم ، وثقوا بأننا لانقصد لكم الا كل الخير في الحاضر والمستقبل اه.
الثورة العراقية الكبرى للمرحوم عبد الرزاق الحسني .
_____________
وجه الشبه بين ذاك الاحتلال البريطاني وهذا الامريكي ، الوعود ، وسبب المجيئ ، وهو تحريركم ، وأن الذي إضطهدكم العثماني لم يعود وذهب الى غير رجعة ، وحقوق الشيعة ، وقول بريمر للجعفري ( لاتكرروا أخطاء 1920 م ، ونظام البعث وصدام ذهب الى غير رجعة )، لكن الفارق بين رجال الامس ورجال اليوم كبير جداً ولا تجوز المقارنة والمفاضلة ، بين الفريقين ، لان أولئك الرجال لم يدعوا المحتل أن يخدعهم ولم يسمحوا أن تمر الوعود الكاذبة ، ولم يخدعوا مرة ثانية ، وأخذوا يطالبون بحقوقهم ، وقاموا بثورة إنتزعوا بعدها استقلال العراق ، لانهم عرفوا أن الاحتلال هو ذل وإستعباد ، وفهموا أن الثورة خسائرها أقل من الركون للاحتلال ، ومد الرقاب للذبح ، وأن المعتدي لايخرج الا بالقوة ، وهو لايعرف غيرها .
أما أنصاف الرجال اليوم الذين قالوا أنهم سينتزعون الاستقلال من أمريكا بالابتسامة ، والعملية (السياسية ) وأخرون قالوا ( بالمقاومة السلمية ) ، وذهب آخرون ( فقهاء آخر زمان ) أنها الفرصة الذهبية التي لاتعوض لنجعل بوش وجنوده يدخلون الاسلام ، وقال أبواقهم أن مراجعنا ( حقنوا دماءنا ) ولو لاهم لم يبق العراق ، ووقفوا في وجه الحرب الاهلية ……. وكل ذلك حصل سالت الدماء وإنتهكت الاعراض ، والمقدسات ، والنتيجة هي أننا نريد ان نحافظ على أئمة (الشيطان) في السراديب ، ومثل عمليتهم السياسية والعام السادس أوشك على نهايته ، كمثل حنضل الذي ذهب الى الكويت وبقي يعمل 25 سنة ، والنتيجة أنه رجع لبيع الدعبل في باب الامام الحمزة الشرقي ، وصار مثلا يضرب ( طرشة حمضل للكويت 25 سنة ويبيع دعبل في باب الحمزة ) .
اليوم أخطر رجل على العراق هو جواد نوري المالكي ، دولة رئيس وزراء ، القائد العام للقوات ……. ، وهو لايدري من يمول القوات القذرة ، ربما يعلم مثلنا أنها أمريكية التمويل والاهداف والتوجهات ، عراقية الوجوه ، لا أدري الي أين يريد أن يصل هذا الرجل ، والبصرة والموصل وما بينهما من المدن تعيش حالة رعب من جراء ظهور عصابات القتل وسيارات البطة ، وانقطاع الكهرباء ، ونقص الخدمات التي نسيها المواطن العراقي ، وأصبح همه الوحيد الامن ، وهذا ما أرادت قوات الاحتلال أن يصل اليه المواطن العراقي ، ويتسنى لقوات الاحتلال وشركاته أن تنهب ثروات البلد ، وتعطي الفتات والفضلات لعملاءها من الكلاب السائبة ، من ما يسمى الاحزاب والكتل ……
والان دب الوعي في صفوف العراقيين ، وخصوصا البصرة ، حيث أقسم أهلها من الزبير الى التحسينية ، أن لايقبلوا منافقا يصلي فيها ويكذب ، وخير دليل أنهم طردوا جلال الصغير عندما أغار على البصرة والزبير ، وهو يحمل الحقد الاسود ، وعنجهية هذا المجرم القاتل ، أنه يتجاوز على أهل البصرة ، ويهددهم ظناً منهم أنهم يخافون وينتخبون حزبه الاجرامي ، والمعروف عن السياسي الذي يريد أن يدفع الناس لانتخابه يحسن ألفاظه قبل الانتخابات ، ويطلق الوعود ، وبعد الفوز يتنكر لها ، أما هذا الساذج – جلال – يعتقد أن العراقيين مازالوا يصدقون مقولة ( فرس الحسين بكربلاء تاكل حشيش ) ولا يعلم أن البصرة وخصوصا منطقة التحسينية ، أبناءها من خيرة مثقفي العراق والبصرة ، ومن السياسيين المضطهدين ، ولم ولن يقبلوا أن يقف كلباً أجرب مثل هذا بينهم ويكذب ويهذي ، وهو في نفس الوقت عميل ومرتزق وقاتل .
نسي هذا وغيره من أبواق الاحتلال الذين قالوا تحرر العراق ، وبين الحين والاخر يخوفون الناس بعودة البعث ، وهم القائلون أن البعث لم يعود ، يقولون اذا لم تنتخبونا ستأتيكم عصابة أسوأ من البعث ، وهل يوجد أسوأ من جلال والحكيم والاحزاب الاخرى ؟.
الوعود تبخرت ، والحديث الان عن بيع العراق ، وعلى الشعب العراقي أن يقتلع هؤلاء الخونة ، ويثور عليهم لانه اذا ثار سيخسر الالاف ، واذا سكت فإنه سيخسر الملايين ، وقلنا في أول يوم للاحتلال أن القادم أسوأ لعلمنا بتاريخ حروب أمريكا ، وما سيجلبه الاحتلال ، ومعرفتنا ومعايشتنا لاحزاب الخراب والفساد ، وخصوصا حزب( الدعوة العميل ) وفقهاء الشيطان ، لكن العراقيين جربوا ( حامي العراق وحافظ دماء الشيعة ) وعرفوا أن هذه الالفاظ كلها لاقيمة لها ، والحامي مثل النعامة وضع رأسه في داخل السرادب هذا اذا لم نقل أنه إشترك بتدمير العراق ، ومحاربة الاسلام ، وشاهدوا عراقهم أصبح خراباً ، وأهله يبحثون عن ذويهم في ثلاجات الجثث المجهولة ، وهذه هي نعمة التحرير ، وحكم أحزاب الفساد والخراب ، وأن أمريكا عبرت البحار والمحيطات للتحرير الذي أصبح اتفاقية بيع طرفها الثاني جواد نوري المالكي بطل طويريج .
على العراقيين أن يتركوا وراء ظهورهم كل هذه المسميات والألفاظ التي ثبت أنها ضرر ودمار، من قبيل ( مراجع وأحزاب اسلامية ، وسماحته ) الخ ، ويتوجهوا لتطهير العراق من هذه النجاسات ، سواء كانوا عمائم أم دجالين .
لاننا بدون ثورة سنصبح إضحوكة للامم ، ولانكسب إلا الدمار ، لان هذه الجهات من مراجع وفقهاء سوء وعملاء هي وراء تثبيت قدم امريكا في العراق والمنطقة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى