أخبار سياسية منوعة

يوم عراقي أسود جديد

لا يمكن حقاً للكلمات أن تصف حجم وعظم الجريمة التي أقدم عليها برلمان الطارئين فاقدي الكرامة .

جربت العديد من الجمل لتكون فاتحة مقالي الذي رأيتني منساقاً فيه خلف سورة الغضب العارمة التي اجتاحتني بعد سماع نبأ المصادقة على إتفاقية الذل ، من قبيل : ((يوم عراقي أسود أسقط آخر ورقات التوت عن عورة أمراء الطوائف ، وجللهم الى الأبد بعار العمالة والذل والهوان )) ، (( أخيراً تصافق أمراء الطوائف على تمرير وثيقة بيع العراق ، وارتضوا لأنفسهم لعنة الله وعار الأبد )) ، (( يوم عراقي أسود خطته أنامل فقهاء آخر الزمان الخونة ؛ السيستاني واليعقوبي ومن لف لفهم وسار في ركابهم ، وأعانهم الطارئون الذين حملتهم دبابات المحتل الأمريكي )) ، ولكني بعد كتابة هذه الجمل وجدتها باهتة باردة لا تعبر عن حقيقة ما أشعر به فتركتها زمناً ، وبعد جولة في سوق المدينة ولقاء جمعني ببعض الإخوة عدت الى منزلي وفي رأسي صدى يردد قوله تعالى : (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) .

لقد كانت هذه الآية المباركة المفتاح الذي هدّأ ثورتي ، نعم فمكر هؤلاء سيبور وسينقلب ضدهم ، وعما قريب يجنون غب ما زرعوا ، وسيحلبونها دماً عبيطاً ، فعن عيسى ( ع ) قال : ( يا علماء السوء ليس أمر الله على ما تتمنون وتتخيرون , بل للموت تبنون الدار , وللخراب تبنون وتعمرون, وللوارث تمهدون ) .

والحق إن الصفقة الخاسرة التي أقدم عليها برلمان الخيبة قد عرت كل الوجوه حتى تلك التي تقنعت زمناً بقناع الوطنية والدفاع عن مصالح العراقيين على حد زعمهم ، ولم يعد بمقدورهم مواصلة طريق الخداع والتضليل وإيهام الناس بأنهم صنف من الناس تختلف قناعاته عن جوقة المطبلين للمحتل والسائرين في ركابه ، فالجميع اليوم ؛ سنة كما يزعمون أو شيعة كما يتمنون قد التحقوا بركب الدجال الأكبر ( أمريكا ) وكانوا أولياءه حقاً ، ورد في الحديث ما معناه إن الدجال (( يأتي و ينادي إلي أوليائي … أنا ربكم الأعلى )) ولا يخفى على أحد إن أمريكا التي دخلت إلى العراق من الكويت من جهة جبل سنام الموجود في سفوان وفي الحديث عن رسول الله محمد (ص) و أهل بيته (ع) ما معناه (( يأتي الدجال جبل سنام فيسحر الناس ، معه جبل من نار وجبل من طعام )) و جبل النار هو آلة الحرب الأمريكية الضخمة ، أما جبل الطعام فهو الاقتصاد الأمريكي العملاق والدولار الأمريكي ، وأمريكا تنادي اليوم إلي أوليائي وتعارض حكم الله سبحانه وتعالى وتشرع وتسن القانون وتريد فرضه على أهل الأرض فهي تدعي أنها ربكم الأعلى وهي لا ترى إلا بعين واحدة هي عين المصلحة الشيطانية الأمريكية ويدّعي هؤلاء الدجالون أنهم يمثلون عيسى المسيح (ع) مع كل ما هم فيه من فساد و إفساد ، فأمريكا هي المسيح الدجال فقد ساحت في الأرض لتملأها بالفساد ، هذه حقيقة الصفقة التي عقدها برلمانيو الكتل الكونكريتية ، فهم قد باعوا دينهم ووطنهم للدجال ولن يجنوا من صفقتهم هذه سوى الخسران المبين ، فأمريكا لا عهود ولا مواثيق لها ، والعالم اليوم لا يعترف بحقوق لغير القوي ، أما الضعيف فحظه الإذلال وضياع الحقوق ، كما إن أمريكا تمر بأزمة مالية مرشحة لمزيد من التفاقم ، والمرجح إنها ستفقدها مكانتها الإقتصادية وحالة الرخاء التي تعيشها ، وعندئذ ستكون كالوحش المجروح لا تتورع عن نهش هذا الطرف أو ذاك وقد تتورط بشن حروب استعمارية ، ولن تجد أفضل من دول النفط لتستعمرها وسيكون عراق الخائبين من أمثال السيستاني والحكيم والمالكي والطالباني والهاشمي لقمتها الأسهل ، ولا شك إن هؤلاء الفاشلين سيجادلون أمريكا بما تقرره الإتفاقية الخيانية من بنود وعندئذ لن يكون الرد الأمريكي سوى لطم وجوههم بورقة الإتفاقية .

إن الإنسان البسيط لن تبلغ به السذاجة حد التصديق بأن أمريكا التي ضربت عرض الحائط بمجلس الأمن وجاءت بجيوشها غازية ، وتجشمت من أجل تحقيق غايتها أموالاً طائلة وكثيراً من القتلى ، أمريكا هذا الذئب المتوحش ستتخلى عن كل شئ هكذا وببساطة لأن المالكي وثلة الفاشلين توهموا أنهم عقدوا معها إتفاقاً يتضمن مواعيد مقدسة لا يمكن النكث بها !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى