خبر عربي وإسلامي

المقاومة الشيعية في الجنوب تنهض من جديد

تناقلت وكالات الأنباء هذه الأيام تجدد عمليات المقاومة في محافظات الجنوب وآخرها ما حدث في محافظة ميسان وتحديدا في قضاء العمارة


المقاومة الشيعية العراق
وقضاء المجر الكبير من عبوات في الطرق وإطلاق صواريخ الكاتيوشا على مطار البتيرة في العمارة والذي اتخذته القوات الأمريكية مقرا لها بالاظافة إلى قوات الجيش العميل ؛ وهذه التطورات المهمة إنما تدل على بداية الصحوة لدى شباب المقاومة وهم  يضعون الأمور في نصابها الصحيح وهي ضربات موجعة ومفاجئة للامريكان وتقض مضاجع العملاء وترعبهم وبنفس الوقت هي تعتبر انذارا للسائرين بركب الامريكان وعملائهم المتخندقين معهم  وباتت الصورة واضحة تماما وكل من ينادي بالاحتلال أصبح في جانب المحتلين الكفرة ومن يرفض المهادنة والعمالة فانه يرفض هذا الواقع جملة وتفصيلا ويمكن ان نلمس هذه الحقيقة من خلال نبض الشارع في إحدى محافظات الجنوب ؛ ولتكن في العمارة نفسها فهي تعتبر المثال الأوضح لواقع محافظات الجنوب بصورة عامة لانتماء اغلب أهلها إلى التيار الصدري المعارض للاحتلال وللحكومة العميلة المتمثلة بالمجلس والدعوة ..
لقد كان الشارع في العمارة يتحرك وفق معطيات التعنصر والولاء للرموز الدينية  وهو انسياق اعمى غايته الحصول على مكاسب مادية توفرها تلك الاصطفافات والتخندقات في المجتمع .. أما الآن فقد وفرت القبضة الحديدية والإجرامية لدولة الطاغوت المالكية الأمريكية وفرت صدمة قوية جدا للتوجهات الشيعية في الجنوب فبعثرت تلك الاصطفافات الممغنطة باتجاه واحد هنا وهناك لتكون كلها تصب في بودقة واحدة هي بودقة الاحتلال وعملائه فجردتهم تماما من المكاسب الاجتماعية والمادية الوقتية التي استحوذوا عليها باسم الدين سواء كان بعضهم  في مجلس المحافظة أو مجلس القضاء او منصب اداري مهم أو حتى شرطي بسيط ؛ و هم يتبجحون بالولاء لصنم معين ويعتبرونه هويتهم ويضعون صورته فوق رؤسهم اين ما حلوا  وهم بفعلهم هذا يخدرون انفسهم بافيون الولاء لهذا الصنم او ذاك بدل الولاء الحقيقي للدين والمذهب حتى وصل بهم الحال انك إذا تفوهت عليه بأي كلمة فربما يباح دمك .. والآن وقد تعرضت هذه الواجهات إلى التعريض والإلغاء التام ، رغم هذا بقي كل واحد منهم متمسك بمكاسبه الدنيوية ولو على حساب توجهاته السابقة … إلا قليل جدا ممن فروا استجابة لولاءاتهم او خوفا من الاعتقال لا نهم كانوا في الواجهة .
النتيجة ؛ تحطمت تلك الأصنام وتحطمت معها اغلب المكاسب و بانت النتائج المذهلة وهذه بعضها فقط : ـ
مكتب  الشهيد الصدر في العمارة أمسى مقر لقوات الأمريكان ..
مكتب الشهيد الصدر في قضاء المجر الكبير مقر لقوات الجيش العميلة ..
وفي بقية الاقضية كذلك ؛ فلا وجود للتيار في الساحة !!
من يشغل في الموبايل شيء يخص التيار الصدري أو السيد مقتدي فتلك جريمة يحاسب عليها القانون !!
ربما تؤدي إلى الضرب المبرح أمام الناس والسحل بالشارع إلى اقرب معتقل والباقي معروف .
تعليق صور الصرخي او سيد مقتدي او حتى السيستاني ( أو الحكيم وهذا لذر الرماد فقط ) ممنوع .
الأمريكان يجولون في الشوارع والأحياء بأمان بعد كان ذلك محرم عليهم تماما !
من كانوا يشغلون اللطميات والحسينيات في الشوارع أصبحوا اليوم يشغلون الأغاني والكاولية وبصوت عالي !!
اللبس المتزن الذي عرفه أهل المحافظة تغير بين يوم وليلة فامسى الشباب يلبسون الموديلات المستوردة الغريبة وتغيرت معها أيضا قصات الشعر المهووسة بالغرب .. والملفت للنظر هو لبس المحجبات البنطرونات  في ظاهرة جديدة وغريبة على مجتمع الجنوب …
لقد حصل فرز حقيقي للمجتمع في الجنوب بصورة عامة وهؤلاء الذين قبلوا النوم في حضن الأمريكان وحكومة الطاغوت العميلة وفرحوا بها إنما رضوا الذلة وتلونوا بالتغيير رغم علمهم بنجاسته ؛ و وصف حالهم اقرب إلى وصف الأمم السابقة التي عصت الله سبحانه وتعالى وركنت إلى الطواغيت وحاربت الرسل فانزل الله عليها غضبه وانتقامه وقد بين القرآن الكريم هذه الحقيقة في اجلى صورة وبيان وتناوله السيد احمد الحسن بشيء من التفسير لتحذير الناس قبل ان ينزل عليهم الغضب الالهي  في منشورات كثيرة وزعت في محافظات الوسط والجنوب فكان مصيرها الاستهزاء و دون فائدة فحب الناس للدنيا أعشى بصرهم وبصيرتهم ؛ وهذا جانب من تلك الكتابات :ــ

(( إذا تمت أسباب العذاب وكذب الرسول و استهزأ به  القوم وخصوصا علماء السوء ومقلدوهم العميان بدأت مرحلة جديدة وهي مقدمات العذاب وهي كمقدمات العاصفة الهوجاء التي تبدأ بنسيم طيب يركن إليه الجاهل  ويظن انه سيدوم ولكن بعد لحظات تصل الريح العاصف التي تدمر كل شيء بأذن ربها ( فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُون) (الأنعام: 44) ) .
بداية العذاب بإقبال الدنيا على أهلها الذين كذبوا الرسل ( فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ) وذلك لسببين الأول هو إغراقهم في الشهوات والملذات وزخرف الدنيا بعد أن ركنوا إليه وأمسى هو مبلغهم من العلم لا يعدونه إلى سواه وليزدادوا غفلة إلى غفلتهم (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (الأعراف:183) والثاني ليعظم عذابهم النفسي لما ينزل بهم العذاب الإلهي الدنيوي وذلك عندما يفارقون الدنيا التي أقبلت عليهم واستقبلوها بالأحضان ( فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا ) دونما تفكر أو تدبر لحالهم المخزي وهم يرزحون تحت ظل طاغوت محتل متسلط وكأنهم لم يسمعوا الحديث القدسي ( يا أبن عمران إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته ) وهكذا الغافلون دائما يظنون أن الدنيا التي أقبلت عليهم مكافئة لهم والنعمة والنعيم ثمن لأتعابهم وهي في الحقيقة النسيم الذي يسبق العاصفة !!وهي في الحقيقة ذنب عجلت عقوبته !!  ))

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى