زاوية الأبحاثعقائد الشيعة

بحث – من هو السفياني الذي يحارب المهدي (ع) الحلقة (9)

بحث - من هو السفياني الذي يحارب المهدي (ع) ؟؟؟ الحلقة (9)ذكر رسول الله (ص) في وصيته لأبن مسعود ، بعد ان توعدهم بالمسخ والخسف وقال وهو تأويل الآية (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) ، وهي الآية التي ذكرها أهل البيت (ع) في جيش السفياني الذي يخسف بهم ، فالآية واحدة والزمن واحد (زمن الظهور) إذن فالتأويل واحد وقد اشار رسول الله (ص) الى احد اماكن الخسف كما هو مبين ادناه: 

ما روى أبو سعيد الخدري أن النبي ص قال : تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والفرات وقطر، بل تجبى إليها خزائن الأرض ويكون الخسف بها . البحار: ج18 ص 114.؟

وهنا اشارة واضحة الى مكان الخسف بجيش سفياني الكوفة فدجلة والفرات هي بلاد مابين النهرين ولاتمت بصلة الى مكة والمدينة والاشارة الاكثر وضوح بانها تجبى اليها خزائن الارض وهل توجد جباية غير الذي ياخذها فقهاء اخر الزمان في الكوفة (المؤسسة الفاسدة ).

عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام يقول : ألزم الأرض لا تحركن يدك ولا رجلك أبدا حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، ويبعث بعثا إلى المدينة ، فيقتل بها رجلا ويهرب المهدي و المنصور منها ،ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ، لا يترك منهم أحد إلا حبس و يخرج الجيش في طلب الرجلين . ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفا يترقب حتى يقدم مكة ، و يقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء ، وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر ، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ، ومعه وزيره . فيقول : يا أيها الناس إنا نستنصر الله على من ظلمنا ، وسلب حقنا ، من يحاجنا في الله فأنا أولى بالله ومن يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم …. ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف ، يتبع بعضهم بعضا ، وهي الآية التي قال الله ” أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير ” بحارالأنوار – العلامة المجلسي ج 52 ص 222.

وهنا اشارة واضحة بان المهدي (ع) يستنصر الناس ويطلب منهم النصرة الا ان الناس لاتلبي نداءه لتكذيبهم له بسبب فقهاء اخر الزمان الذين يزيفون الحقائق ويحرفون الامة عن الطريق القويم ، فيطلب  المهدي (ع) من فقهاء اخر الزمان المحاججة (المناظرات ) لاثبات الحق الا انهم يرفضون لعلمهم بفشلهم وظهور خزيهم على العباد ان قبلوا محاججته ومناظرته لذلك يستخدمون لغة الوعيد والتهديد وتزييف الحقائق ونشر الاكاذيب عن المهدي (ع) فتزوغ الناس عنه ولايلتحق به في أول الامر الا (ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة) يتبع بعضهم بعض وهي دلالة على التحاقهم بالمهدي (ع) بالتعاقب وليس كما صورها اغلب الباحثين بانهم – 313 رجل + 50 امرأة –  يلتحقون به  في ليلة واحدة وفي يوم واحد وهذا خلاف ما يحصل بجميع الرسالات الإلهية  فأصحاب الأنبياء والمرسلين يتبع بعضهم بعض بالالتحاق بالدعوات الإلهية وسُنة الله لن تتبدل ولن تتغير  (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الأحزاب:62) فيرجى الإلتفات الى هذا الأمر ، وتشير الرواية الى أن المهدي (ع) وأصحابه يلاقون الويلات من دولة بني العباس فمنهم من يقتل ومنهم من يشرد ومنهم من يحبس وهذا والله ما هو حاصل اليوم في دولة بني العباس التي تحكمها الكوفة!!!

وهناك مسألة مهمة يجب الالتفات اليها وهي الصيحة التي  ذكرت بالروايات وهي من العلامات المحتومة فكما بينا أن هناك اكثر من سفياني واكثر من مهدي في زمن الظهور سنثبت بالدليل بان هناك اكثر من صيحة ، ولكن المراجع (المؤسسة الفاسدة ) واتباعهم يوهمون الناس بقولهم انتظروا الصيحة في 23 من شهر رمضان فهي العلامة الوحيدة والركيزة الاساسية لظهور المهدي وبالحقيقة هي علامة أخيرة لنزول العذاب وليس لظهور المهدي لوجود صيحات كثيرة قد سبقتها وقد غفل عنها الناس بسبب أتباعهم فقهاء آخر الزمان الخونة (المؤسسة الفاسدة) وسنخصص بحث مستقل عن الصيحة والنداء السماوي ونثبت تعددها ولا تكون في ليلة واحدة وعلى الله قصد السبيل .

وعن رسول الله (ص) قال : ( يأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ولا من الإسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم ابعد الناس عنه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود) البحار ج52 ص190 ح21

و في الفتوحات المكية قال : (… يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام يعز الإسلام به بعد ذلة ويحيى بعد موته ، يضع الجزية ويدع إلى الله بالسيف فمن أبى قُتل ومن نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله يحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبق إلا الدين الخالص أعداءه الفقهاء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم ….) بشارة الإسلام ص297

وهنا اشارة واضحة بان اعداء المهدي (ع) هم الفقهاء أهل الاجتهاد لانه يهدم ما بنوه من باطل ويخالف احكامهم الباطله ولايوجد مصداق اكثر وضوحاً من مراجع الكوفة الذين يدعمون سفياني الكوفة فيتبعهم جمع كثير فيصبحون من الد اعداء المهدي (ع) ويوهمون الناس بانهم من المنتظرين له .

 عن رسول الله (ص) ( … أسعد الناس في الفتن كل خفي نقي ، إن ظهر لم يعرف ، وإن غاب لم يفتقد ، وأشقى الناس فيها كل خطيب مصقع أو راكب مضوع . لا يخلص من شرها إلا من أخلص الدعاء كدعاء الغرق في البحر) كنـز العمال – المتقي الهندي ج11 ص 144.

وعن علي بن إبراهيم عن تفسير القمي : في قوله تعالى (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) ، نزلت في الخطباء والقصاص وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام : وعلى كل منبر خطيب مصقع يكذب على الله وعلى رسوله وعلى كتابه . بحار الأنوار ج 69   ص223.

فسفياني الكوفة ياخذه المهدي(ع) بعد الخسف بجيشه وبعد هزيمته ويقتله بالحيرة وهي منطقة من مناطق النجف بينما سفياني الشام يقتله المهدي (ع) على صخرة في بلاد الشام ، واليك هذه الرواية :

عن أبي جعفر (ع): ( يهزم المهدي (ع) السفياني تحت شجرة أغصانها مدلاة في الحيرة طويلة ) بحار الانوار ج52 ص 386 .

وبهذا اثبتنا ان هناك خسف بجيس سفياني الكوفة وبمن تبعه وسينتصر رب محمد (ص) على اعداء محمد وآل محمد (ع) (فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (ابراهيم:47)

في الحلقة لقادمة سنتكلم عن علاقة السفياني باليماني والخرساني ومن الله نستمد العون .

والحمد لله رب العالمين

اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا 

—————————————–

(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 30/سنة 2 في 15/02/2011- 11 ربيع الاول 1432 هـ ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى