خبر عربي وإسلامي

عرّابو عصر العولمة!!!

منذ زمن بعيد صرح أحد فلاسفة القرن الثامن عشر تصريحا غريبا في زمنه ولكنه أثبت صدقيته بمرور الأيام ، حيث قال ـ وهو يتحدث عن أهل زمانه ـ العالم اليوم يقف على رأسه!!!

وإذا كان العالم في القرن الثامن عشر له رأس يقف عليه ، فعالم اليوم فقد الملامح تماما ولم يبق من إنسانيته إلا صورة اللحم والدم!!! ليس في هذا العالم غير أرباب متفرقين يعبدون من دون الله سبحانه ، ذاك أن المجتمع المدني صاحب نظرية المؤسسات هو في واقعه يعيد إنتاج الوثنية من جديد ، ولقد نجح في ذلك ونصب لدين الوثنية أصناما بمسميات براقة مخادعة استلابية ، فنصب للدين مرجعيات ، وللاقتصاد مؤسسات ، وللسياسة أحزابا وحركات ، وللمجتمع منظمات وجمعيات ، وعلى وفق هذا التصنيف تذوب أصنام وتولد أخرى ، غير أن هذا الدين الوثني ما زال إلى اليوم يعاني شوكة العشائرية التي حاول تفكيكها وإضعافها للانقضاض عليها ولكنه بيده في مواقف يسقيها دواء الحياة ليعيد هذا الصنم إلى الواجهة وصنم العشائرية يعود إلى الواجهة كلما ضعفت مواجهة الأصنام الأخرى للعواصف القوية الشرسة ، حيث يعد هذا الصنم الممثل الحقيقي لـ(أنا) البشرية الوثنية ذاك أنه الوحيد من بين أصنام دين الوثنية القادر على تزكية عرق المرء بحسب ما ثبت في قانون الوثنية المعاصرة ، حيث يعد صنم العشائرية الملاذ الأخير (إذا ما خطب دهر نابا)!!!
إن قراءة لحال البشرية اليوم يكشف عن تشتت يتناسب طرديا مع الأصوات الداعية لنبذ الفرقة والتوحد ، وأنى لهم ذلك فدعواتهم تلك ما تفتأ أن تذهب أدراج الرياح عندما تتزاحم الأكتاف على وليمة الوثن الأب ، فتتناطح الأصنام وتتهاوى ولا يصمد غير صنم العشائرية صاحب السيف القاطع ، لماذا ؟؟؟!!! لأن علاقة الأصنام جميعها بالـ(أنا) علاقة مصطنعة ، أما العلاقة بصنم العشائرية فهي علاقة متجذرة .
لقد نجحت الديمقراطية المعاصرة بتشتيت القوة وتوحيد المصالح على أساس (الإضعاف) ،ذلك لأن النظر من موقف الضعف يسوغ لصاحبه التنازل حتى عن الكرامة مقابل النفس ، بل يصبح التفريط بالكرامة ثمنا للنفس تجارة رائجة لا مشاحة فيها ، بل وليس فيها إزراء بإنسانية الإنسان!!! وتحرص الديمقراطية المعاصرة ، أو وثنية العالم المعاصر ، أو العولمة (سمها ما شئت) على محاربة كل صوت يدعو إلى بعث قيمة التوحد في نفوس الناس انتصارا لكرامتهم المضيعة ، بل وتراها تجتمع بصورة غريبة على محاربة ذلك الصوت وتسخر كل إمكانيتها لمحاصرته وخنقه بل وقتله في كل ميدان وساحة يكون له حضور فيها ويصدق فيهم قول آل محمد(ص) ـ ما معناه ـ (اجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم) ، نعم في عالم اليوم الفاقد للملامح الذي لا يعرف من أين والى أين؟؟!! وهذا ما كشفه إيليا أبو ماضي عندما عبر عن هويته قائلا :
جئت لا أعلم من أين؟ ولكني أتيت!!!
في هذا العالم الذي تعددت فيه المرجعيات واختلفت إلى حد أنها تتصارع تحت الطاولة صراعا تصفويا شديدا وفوق الطاولة تبتسم ابتسامات صفراء ماكرة مخادعة ، وجدت ميدانا تحارب فيه متوحدة وخصمها وعدوها هذه المرة طبيبها الذي بعثته السماء لعلاجها من مرض ألفته وعاشرته وباشرته ـ على نجاسته وظلمته وظلمه ـ مباشرة (محبة) وتعلقت فيه تعلقا جعلها تتوهمه عالم الخلود وليس عالم الفناء!!! لقد أتاها طبيب السماء وانتفضت بوجهه انتفاضا استحضر فيه قول أمير المؤمنين علي(ص) :
أريد حياته ويريد قتلي *** خليلك من عذيرك من مراد
وكان اجتماع المرجعيات على طبيب السماء لأنه توجه مباشرة إلى أس علتها ونحره بالكلمة الصالحة والحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي أحسن ، فجرد أتباع الوثنية صوارمهم لأنه حطم كبيرهم بقوله :
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل:82)  إلى من صمت دهراً ونطق كفراً !!! إلى  كبيرهم لعلهم إليه يرجعون !!! (النمل 82)  والى عبيد الأَمَة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب !!! والى كل مسلم التبست عليه الأمور والى كل مسلم غيور على دينه وعرضه ومقدساته .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:35) وقال تعالى ( انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (التوبة 41-42) وقال تعالى ( وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ * رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ * لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التوبة 86-88) وقال تعالى ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج:78). وقال رسول الله (ص) (سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون به وهم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود) بحار الأنوار ج52 ص190 . وقال رسول الله (ص) عن الله سبحانه وتعالى في المعراج (…قلت الهي فمتى يكون ذلك (أي قيام القائم ) فأوحى الي عز وجل يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمل وكثر الفتك وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة الخونة …) البحار ج52 .
أمريكا بلد الحرية بلا حدود الزنا واللواط والخمور والفجور ، وأمريكا البلد المحارب لله سبحانه ولأولياء الله ، والحربة التي بيد الشيطان لعنه الله يوجهها حيث يشاء وكل يوم يغرسها في قلب بلد إسلامي ، وأمريكا التي لا تقبل حاكمية الله في أرضه ، وأمريكا البلد المحارب للتوراة وإيليا(ع) وللإنجيل وعيسى(ع) الذين يدعي اليهود والنصارى انتظارهم وموالاتهم قبل أن تكون البلد المحارب للقرآن والمهدي (ع) وأمريكا الوحش الحديدي الذي أكل وداس كل الممالك على الأرض كما قال دانيال (ع) في التوراة وتنبأ بها ، وأمريكا التي تطرح الديمقراطية ( أو حاكمية الناس لا حاكمية الله سبحانه ) ، كحل للحكم ويعتبرونها نهاية التاريخ والأطروحة التي أسقطت جميع الحلول حتى ما دعا إليه سبحانه من تحكيم القانون الإلهي وخليفة الله في أرضه حيث قال تعالى : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)(المائدة: 44) ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(المائدة: 45) ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(المائدة: 47) وقال تعالى ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(البقرة: 30) وقال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ)(آل عمران:26) وقال تعالى ( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) (صّ:26) وقال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)(البقرة: 246) . قال الصادق(ع) (…أ ما ترى الله يقول : ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها ، يقول ليس لكم أن تنصبوا إماما من قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم و إرادتكم ثم قال الصادق(ع) : ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم من أنبت شجرة لم ينبته الله يعني من نصب إماما لم ينصبه الله أو جحد من نصبه الله ) (تحف العقول ص325 ) .
وأمريكا التي طرحت نفسها قائداً للعالم ، أخيرا حققت حلمها ودخلت بلاد المسلمين بالقوة العسكرية بعد أن مهد لها الطريق عملاؤها الأرجاس أمثال ؛ صدام وابن لادن  والحكام الخونة . 
لتجد : قادة ومفكرين إسلاميين مهزومين من الداخل أمام الديمقراطية الأمريكية فلم يعد لهم من الإسلام إلا القشور والظاهر ، وباطنهم كله أمريكي . وكأن القرآن لا يصلح دستوراً للمسلمين وفي البلاد الإسلامية وكأن الأمام المهدي(ع) لا يصلح قائداً للمسلمين ليقترح هؤلاء دستوراً وضعياً وانتخابات ديمقراطيه أمريكية توصل أمثال (كلنتن) رئيس أمريكا الذي يعتدي جنسياً على سكرتيرته ، للحكم في البلاد الإسلامية.
ولتجد : فقهاء هم شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود فقهاء لا يفقهون شيئاً إلا أن أحدهم يود لو يعمر ألف سنة . فقهاء يتعاطون مع أمريكا ولا يجدون حرجاً من التعامل مع الأطروحة الأمريكية بل دعا أحدهم إلى مظاهرات للمطالبة بالمطالب الأمريكية نفسها !! فهو يدعو إلى الانتخابات وأمريكا أيضا تدعو إلى الانتخابات !! إنه مؤيد لأمريكا !! ومع ذلك فهو يدعي الاختلاف مع أمريكا حول كيفية هذه الانتخابات ووقتها ليضفي على نفسه صورة المعارض لأمريكا مع انه لا ينطق بكلمة واحدة يطالب بها الأمريكان للخروج من بلاد المسلمين !! بل ولا يدعو على الأقل إلى مظاهرات للمطالبة بخروج القوات الغازية المحتلة لبلاد المسلمين !! بل ترقى أحد هؤلاء الفقهاء الخونة لمطالبة القوات الغازية المحتلة بالبقاء مدة أطول لان الأوضاع في البلاد الإسلامية غير مستقرة ولا تستقر إلا بوجود الأمريكان  بحسب رأي الأصنام التي صمتت دهراً ونطقت كفراً !! 
ولتجد : أمريكا الهمج الرعاع الذين يميلون مع كل ناعق ولا يميزون بين الحجر والجوهر ومبلغهم من العلم الحياة الدنيا لا يعدونها إلى سواها . وهم من لا دين لهم ولا رادع في نفسه يمنعه من المعصية والفساد والإفساد وقبول المنكر ومن الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم وعن هؤلاء صدام وأمريكا وكل ظالم مقبول بل الشيطان أيضا مقبول المهم أن يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل . 
ولقد وجدت أمريكا في الفقهاء الخونة وأعوانهم أصحاب القشور الدينية والباطن الأمريكي الشيطاني وفي الهمج الرعاع نعم القاعدة التي تهيئ لها سلطانها وهيمنتها على البلاد الإسلامية وبالتالي مسخ الهوية الإسلامية لهذه البلاد وتحويلها إلى مستعمرات أمريكية ، فباسم الإسلام يطعن الإسلام وكل من يدعو إلى الجهاد فهو إرهابي بحسب رأي أمريكا وبتأييد صامت من السادة الفقهاء الصامتين الذين لا يتكلمون إلا ضمن الحدود التي رسمها سيدهم الأمريكي ولذا فأني اذكر المسلمين الذين التبست عليهم الأمور ويظنون أن طاعة الفقهاء الخونة هي طاعة الله سبحانه وتعالى !!! 
بأقوال رسول الله (ص) والأئمة (ع) :
قال رسول الله (ص) ( لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال الأئمة المضلون، و سفك دماء عترتي من بعدي، أنا حرب لمن حاربهم، و سلم لمن سالمهم ) الامالي للطوسي مج 18 ص 512 . وعنهم (ع) ( زلة العالم تفسد عوالم) تحف العقول ص 325 . (زلة العالم كانكسار السفينة تغرق و تغرق معها غيرها )( زلة العالم كبيرة الجناية ) غرر الحكم . ( زلة العالم كانكسار السفينة تغرق و تغرق ) كنز الفوائد . وعنه (ص) (إن أشد ما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خلال ؛ أن تتأولوا القرآن غير تأويله وتتبعوا زلة العالم …) معدن الجواهر ص31 . وعن أبي بصير عن الصادق (ع) (قال قلت له ” اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ” فقال (ع) آما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ولكن احلوا لهم حراما وحرمواً عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون )البرهان ج 10 ص120 .
عسى أن يتحرر المسلمون من عبادة الفقهاء الخونة ويعبدوا الله الواحد القهار بعد أن تبين لهم أن هؤلاء الأصنام صامتون لا ينطقون وإذا أجبرتهم الظروف على النطق نطقوا كفراً .
وعسى أن يتخذ المسلمون موقفاً مشرفاً رافضاً للتواجد الأمريكي في البلاد الإسلامية وبشكل عملي لا باللسان فقط بعد تحررهم من عبادة أصنام الضلالة الخونة.
وأوجه خطابي بالخصوص إلى المسلمين الغيارى على دينهم وأعراضهم ومقدساتهم:
ماذا تنتظرون ؟!  أمير المؤمنين (ع) يقول ( الجهاد باب فتحه الله لخاصة أوليائه ) 
اعدوا العدة وتهيئوا للجهاد في سبيل الله و إذا قال لكم الناس وعلماء الدين الأمريكان 
أن أمريكا أقوى بلد في العالم قولوا لهم : إن الله أقوى واكبر من أمريكا ، وإذا قالوا لكم انتم ضعفاء قليلون قولوا لهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله ، وإذا قالوا لكم  سيقتلكم الأمريكان  ، قولوا لهم يكفينا أن نكون كالحسين(ع) وأصحاب الحسين(ع) ، وإذا قالوا لكم إن الفقهاء لم يدعوا المسلمين للجهاد ، قولوا لهم ولن يدعوا هؤلاء الفقهاء المسلمين إلى الجهاد أبدا لأنهم فقهاء الضلالة الخونة ، هؤلاء هم شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن وشريح القاضي في هذا الزمان ، هؤلاء كعلماء اليهود الذين ذكرهم الله في القرآن يود أحدهم لو يعمر ألف سنة .
وإذا قالوا لكم …. وقالوا لكم …. وقالوا لكم ….
قولوا لهم هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وحجور طهرت أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام 
                      بقية آل محمد عليهم السلام
                      الركن الشديد أحمد الحسن
              وصي ورسول الإمام المهدي(عليه السلام)
                            إلى الناس أجمعين                        
          المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل
              ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم 
                    1 / = / 1424هـ . ق
إن من يقرأ هذا البيان منصفا لنفسه عاطفا قلبه على الحكمة سيلحظ أن طبيب السماء توجه بمشرطه لاستئصال أس مرض الإنسانية العضال وفرغ كل المرجعيات من صنميتها التي استعبدت بها الناس وأذلتهم وجعلتهم طرائق قددا!!! نعم فالـ(أنا) هي بيت الداء ، بل هي الداء العضال حيث قال فيها عز وجل (إن النفس لأمارة بالسوء) ووصفها رسول الله(ص) بأعدى الأعداء حينما قال (ص) ـ ما معناه ـ (أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك) .
ولقد شهر بقية آل محمد(ص) سيفه علنا بوجهها ولم يداهن ولم تأخذه في الله سبحانه لومة لائم ، حتى لو كانت الأمة كلها لوامة فسيكون له أسوة بأبيه إبراهيم(ع) حيث قال الله سبحانه فيه (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله …) ولذلك كان عنوان البيان (إلى كبيرهم) مخاطبا به المصداق ومخاطبا به المفهوم لمن شاء أن يعمل على تطهير نفسه وجعلها محلا لقدس الله سبحانه وبيانا من بياناته المعرفية التي تفضح وثنية آخر الزمان ، وتكشف زيف وخداع النظام العالمي الجديد(العولمة) وتفضح كل الذين انتهكوا كرامة القلم وسلبوا الأوراق عذريتها وصفاءها ليسطروا كلمات شوهاء في تمجيد نظام كأسه مترع بالظلم والدماء والكرامات المستباحة ، وبالخصوص أولئك الذين يتسلطون على رقاب الناس تحت عناوين السلطة الأولى(التشريعية) ، والسلطة الثانية(التنفيذية) ، والسلطة الثالثة(القضائية) ، والسلطة الرابعة(الصحافة والإعلام) ، وتلحظهم لا يرعوون ولا تثنيهم النصيحة ولا تصحوا قلوبهم لذكر الله سبحانه ، بل أسكرتهم الغفلة وصدقوا أنهم قادرون على فعل شيء ، وهم يتخبطون في الجهالات كحاطب ليل مغرورين مفتونين بعطاء المادة الزائل وزاهدين بعطاء الله الباقي!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى