زاوية العقائد الدينيةغير مصنف

كلمة أخيرة : القرآن الكريم يكذّب العدالة المزعومة للصحابة أجمعين

الاحزاب:12

يقول أهل السنة أن مصاحبة النبي صلى الله عليه وآله، أي معاصرته زمنياً تكفي لإضفاء صفة العدالة على المصاحب، بل أحياناً يغالطون ويقولون أن من لم يقل بعدالة الصحابة كلهم يطعن بالنبي لأنهم أصحابه! وكأنهم يقولون أن النبي قد اختار هؤلاء الناس كما يختار الرجل أصحابه أو أصدقائه، وهذا قول ليس بصحيح على الإطلاق، فالنبي يعيش بين جماعة معينة يعرض عليهم دعوته فيقبلها من يقبلها ويرفضها من يرفض، وقد يكون بين من يقبلها من هو منافق وهذا يثبته القرآن الكريم. وقد يقولون أن صحبتهم للنبي أزالت من أنفسهم كل ما يتناقض مع العدالة، فنقول: نعم المفروض أن يزيلوا هم من أنفسهم كل ما يناقض العدالة من خلال التزامهم بتعليمات النبي، ولكن هذه النتيجة لا يمكن أن ننظر لها على أنها متحققة ، بل لابد من البحث عن تحققها في كل رجل رجل منهم وهذا ما يرفضه السنة ويقولون: لابد أن نترك البحث في أحوال الصحابة ونسلم سلفاً بكونهم عدولاً.
ولا أدري هل يرتضون بعرض المسألة على القرآن الكريم لنسمع قوله الفصل فيها؟ فهاهي آيات القرآن تبين أن في الصحابة من هو منافق ظاهر النفاق، قال تعالى: (( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّهِ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنّكَ لَرَسُولُهُ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقينَ لَكاذِبُونَ )). وفيهم من هو منافق ومتخفي بحيث لا يعلمه إلا الله، قال تعالى:  ((وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُم )).  
وفيهم أيضاً مرضى القلوب قال تعالى (( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاّ غُرُورا )). ومنهم السمّاعون للمنافقين، قال تعالى:  (( لَوْ خَرجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلاّخَبالاً… وفيكُمْ سَمّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَليمٌ بِالظّالِمين )). ومنهم المشرفون على الارتداد، قال تعالى: (( وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْر الحَقِّ ظَنّ الجاهِليةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْء )). ومنهم من هو فاسق، قال تعالى: (( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَاء فَتَبَيَّنُوا )). ومنهم من هم مسلمون غير مؤمنين، قال تعالى: (( قالَتِ الأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا )). ومنهم المؤلّفة قلوبهم، قال تعالى: (( إِنَّما الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم )). ومنهم المولّون أمام الكفّار، قال تعالى: (( وَمَنْ يُولِّهِمْ يَومَئِذ دُبُرَهُ إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتال أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَة فَقَدْ باءَ بِغَضَب مِنَ اللهِ )).  
 بعد هذا كيف يمكن أن نقول بعدالة كل الصحابة، وهل يعني هذا شيئاً غير إن من يقول بعدالتهم أجمعين يتجاهل القرآن الكريم؟؟
وسبحان الله لو كانت المصاحبة كافية لإثبات العدالة فلما لم تنفع امرأتي نوح ولوط ، حتى قال القرآن بحقيهما: (( قيلَ ادْخُلاَ النّارَ مَعَ الدّاخلين )).

 (صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 26 / السنة الثانية ـ بتاريخ 13 صفر 1432 هـ الموافق ل 18/01/2011 م)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى