زاوية العقائد الدينيةعقائد السنة

خطبه الامام الحسين (ع) في مجلس معاوية

خطبه الامام الحسين (ع) في مجلس معاوية
خطبه الامام الحسين (ع) في مجلس معاوية

اعترض الامام الحسين عليه السلام لبيعه يزيد عليه لعنه الله حينما قدم معاوية إلى المدينة لأخذ البيعة ليزيد لعنه الله بعده وبعد أن أكمل طبته لعنه الله أراد عبد الله بن عباس أن يخطب فأشار الإمام الحسين بيده الشريفة إلى ابن عباس وقال على رسلك يا بن عباس أنا المراد قال: فتيسر ابن عباس للكلام، ونصب يده للمخاطبة، فأشار إليه الحسين وقال: على رسلك، فأنا المراد، ونصيبي في التهمة أوفر، فأمسك بن عباس، فقام الحسين، فحمد الله، وصلى على الرسول ثم قال: أما بعد يا معاوية، فلن يؤدي القائل، وإن أطنب في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم من جميع جزءاً وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله من إيجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت، وهيهات هيهات يا معاوية: فضح الصبح فحمة الدجى، وبهرت الشمس أنوار السرج، ولقد فضلت حتى أفرطت، واستأثرت حتى أجحفت، ومنعت حتى محلت، وجزت حتى جاوزت ما بذلت لذي حق من اسم حقه بنصيب، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر، ونصيبه الأكمل، وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله، وسياسته لأمة محمد، تريد أن توهم الناس في يزيد، كأنك تصف محجوباً، أو تنعت غائباً، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص، وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ فيه، من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش، والحمام السبق لأترابهن، والقيان ذوات المعازف وضرب الملاهي تجده باصراً، ودع عنك ما تحاول، فما أغناك أن تلقى الله من وزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه، فوالله ما برحت تقدح باطلاً في جور، وحنقاً في ظلم حتى ملأت الأسقية وما بينك وبين الموت إلا غمضة، فتقدم على عمل محفوظ، في يوم مشهود، ولات حين مناص، ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر، ومنعتنا عن آبائنا تراثاً، ولقد- لعمر الله- أورثنا الرسول عليه الصلاة والسلام ولادة وجئت لنا بها، أما حججتم به القائم عند موت الرسول، فأذعن للحجة بذلك، ورده الإيمان إلى النصف، فركبتم الأعاليل، وفعلتم الأفاعيل، وقلتم كان ويكون، حتى أتاك الأمر يا  معاوية من طريق كان قصدها لغيرك، فهناك فاعتبروا يا أولي الأبصار، وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأميره له، وقد كان ذلك، ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول، وبيعته له، وما صار – لعمر الله – يومئذ مبعثهم حتى أنف القوم إمرته، وكرهوا تقديمه، وعدوا عليه أفعاله، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا جرم معشر المهاجرين، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري”. فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول، في أوكد الأحكام، وأولاها باالمجمع عليه من الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعاً، وحولك من لا يؤمن في صحبته، ولا يعتمد في دينه وقرابته، وتتخطاهم إلى مسرف مفتون، تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي في دنياه، وتشقى بها في آخرتك. إن هذا لهو الخسران المبين. وأستغفر الله لي ولكم. قال: فنظر معاوية إلى بن عباس فقال: ما هذا يا بن عباس؟ ولما عندك أدهى وأمر. فقال بن عباس: لعمر الله إنها لذرية الرسول، وأحد أصحاب الكساء، وفي البيت المطهر.

صحيفة الصراط المستقيم – العدد 23 – السنة الثانية – بتاريخ 28-12-2010 م – 22 محرم 1432 هـ.ق) 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى