زاوية العقائد الدينيةعقائد السنة

الشك الذي عصف ببعض الصحابة بعد صلح الحديبية

روى البخاري “ قال عمر بن الخطاب : فأتيت نبي الله (ص) فقلت : ألست نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننـا إذا ؟ قال : إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟! قال : بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام ؟ قـال قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به ، قال : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبـا بكر أليس هذا نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا عـلى الباطل ؟ قال : بلى قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ، قال : أيها الرجل إنه لرسول الله (ص) وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بـغرزه فوالله إنه على الحق ، قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطـوف به ؟!

قال : بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به ، قال الزهري : قال عمر : فعملت لذلك أعمالا ،

والعجب بعد هذا كله يذكر البخاري في كتاب الجزية باب إثم من عاهد ثم غدر ” فقرأها رسول الله (ص) على عـمر إلى آخرها ، فقال عمر : يا رسول الله أو فتح هو ؟! قال : نعم ” ، يعني بعد هذا كله بقي شاكا ويقول : ” أو فتح هو ؟! ” .

بل شك عمر يعترف به عمر نفسه كما في رواية ابن حبان في صحيحه حيث نقل قول عمر : “والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ

بل شك صحابة آخرين تصرح به روايات كتب التاريخ فقد روى كل من الطبري في تاريخه وابن هشام في ( السيرة ) وابن الأثير في ( الكامل ) وابن كثير في تاريخه : ” وقد كان أصحاب رسول الله (ص) خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله (ص) فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل عليه رسول الله في نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون … وجعل أبو جندل – ممن أسلم ولحق بالنبي بعد إبرام الصلح وطالبت به قريش وفق معاهدة – يصرخ بأعلى صوته : يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني ، فزاد ذلك الناس إلى ما بهم … ” .

وروى البخاري أن المسلمين قالوا : سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ؟  

…………………………………………………………………………………………………………………

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 31 – السنة الثانية – بتاريخ 22-2-2011 م – 18 ربيع الأول 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى