زاوية العقائد الدينية

بوادر حركة السفياني وحفر الخنادق الجارية حول المدن العراقية

انتشر حفر الخنادق حول مجموعة من المحافظات التي تقابل غرب العراق وهي الموصل والرمادي وكربلاء والنجف بالإضافة إلى حفر خندق على طول الحدود السورية العراقية البالغة 600 كم

حيث اعلن رئيس مجلس محافظة نينوى هشام الحمداني إنه ستتم المباشرة بحفر خندق حول مدينة الموصل وأضاف أن الخندق سيحيط بالمدينة من كل الجهات للحد من العمليات المسلحة وتهدف فكرة انشاء الخندق إلى تعزيز الحالة الأمنية في المحافظة وقطع الطرق التي تسلكها المجاميع المسلحة كما افاد مصدر امني في قيادة عمليات نينوى ان القوات الأمنية العراقية بدأت بالفعل بحفر خندق يحيط بحي التنك غرب الموصل ابرز معاقل القاعدة والحي الصناعي التابع له وكذلك السوق الشعبية المجاورة له .
اما محافظة الانبار ؛ فقد أعلنت قيادة عمليات الأنبار في اجتماع امني عقد في  وقت سابق  وضم القيادات الأمنية لقوات الجيش والشرطة والقوات الأمريكية عن حفر خندق حدودي بين العراق وسوريا لمنع تدفق المسلحين الأجانب إلى العراق.
وقال قائد عمليات الأنبار اللواء مرضي الدليمي في حديث لـ”نيوزماتيك” ، أن الاجتماع الأمني الذي جرى بالقاعدة العسكرية الأمريكية، 3 كم شرق الفلوجة، “ضم القيادات الأمنية بمحافظة الأنبار من الجيش والشرطة وتمخض عنه إقرار حفر خندق على طول الحدود العراقية والسورية”.
وفي كربلاء اكد المحافظ عقيل الخزعلي ان المالكي شكل غرفة عمليات يترأسها احد الضباط الكبار من وزارة الداخلية هدفها تفعيل الاجراءات الامنية وتعزيزها في المحافظة وقال الخزعلي ان الملاكات الفنية والهندسية بدأت في حفر خندق حول المدينة من جهتها الغربية بالإضافة الى نشر فوجين للشرطة حوله وان العمل بحفر الخندق بدأ من الجهة الغربية وبكلفة بليوني دينار .
وكشف ايضا محافظ النجف الأشرف اسعد سلطان ابو كلل في حديث له عن احداث الزركة مطلع هذا العام عن حفر خندق ايضا حيث قال  : ((ونحن في النجف نمتلك امكانيات جيدة لذلك عمدنا الى حفر خندق حول النجف وان الحادث الذي حدث كان يستهدف كل العراق انطلاقا من النجف .))
وبعد استعراض تلك التصريحات الرسمية التي صدرت من رجال الدولة حول إصدار الأوامر في شق الخنادق  والمباشرة فيها فعلا بقي ان نبحث عن الدوافع والنتائج .. أما الدوافع فقد صرح عنها علنا رموز الحكومة وشيوخ العشائر بتوجيه من المرجعيات الدينية بالإضافة إلى قوات الاحتلال الأمريكية طبعا .
والدوافع هي لحماية المدن الحدودية من المد الوهابي القادم من الغرب وتحديدا من السعودية وسوريا والأردن كما بدا ذلك واضحا من خلال ما صرح اغلب المسؤولين وبنفس الوقت فانهم اغفلوا ذكر اسبابها او تحاشوا ذلك فالسبب الحقيقي في الاصل هو عقائدي ديني فالجميع يترقب قدوم حركة السفياني من الشام والتي يجتمع الفريقين على صحة ورودها في الروايات ولكن قلة الوعي وضياع الهوية الاسلامية كان سببا في اخفاء تلك المعتقدات وربما الحياء في الخوض فيها ولو انهم اجبروا على التفاعل مع المعطيات الحاصلة على الأرض تماشيا مع استحقاقات الاحداث الجارية بالإضافة إلى المعتقد الموروث وان لم يتنبهوا لما يفعلون ؛ باستثناء محافظ النجف ابو كلل الذي صرح باصل المشكلة وارجعها إلى اصلها الديني بسبب كون مذهب التشيع اقرب إلى الفكر المهدوي من غيره ولديه استعداد اكبر للفهم والتلقي من خلال هذا الاتجاه ( العقائدي ) فكان من كلامه بخصوص حركة اتباع ضياء الكرعاوي
(( ان احداث مزارع الزركه اكبر مما نتصور فهي عالمية اشتركت فيها سوريا والسعودية وبريطانيا والامارات وتنظيمات حزب البعث وكان توجه المشاركين فيها يرمي الى تدمير النجف والوضع الشيعي و القضاء على ا لمراجع وعلى حالة الاستقرار التي تشهدها المحافظة.
وقال ابو كلل في تصريح خص به مراسل ( الملف برس ) في النجف :ان اجهزة الاستخبارات توصلت الى معلومات مهمة تمكنا من خلالها الامساك بخيوط العملية الارهابية التي كانت تستهدف مدينة النجف الاشرف وعلمائها الاعلام ومراجعها الكرام والشيعة في العراق على وجه العموم.
واوضح ان هذا المجرم ( يقصد الكرعاوي ) اراد ان يدمر النجف ومراجعها وابنائها ومراقدها وقد تم تدريب جماعته في سوريا والرمادي ودول اخرى..))
ولهذا فقد استخدم السياسي هذه القضية العقائدية لتمرير بعض الإجراءات الوقائية ( حفر الخنادق ) لتكريس الحكم والأنظمة وهم بالتأكيد يعتبرون أنهم عادلين يمثلون دولة العدل الإلهي وان من يناوئهم او يرفض منهجهم سفياني ومعادي وان كان عراقي مسلم من نفس المذهب الذي يدينون به ..
لذلك نجد ان الخندق موجود في الروايات الخاصة بملاحم الظهور المقدس وهو من العلامات المواكبة للظهور .
كما ان حركة السفياني تكون متوافقة مع حركة الدجال الأكبر والذي احد أهم مصاديقه اليوم هو أمريكا وهذا الدجال الأكبر ومن خلال الروايات يكون هو الدافع والداعم لحركة السفياني وقد تعددت التحركات التي يتحرك السفياني من خلالها إلى العراق بشكل معقد جدا مما يجعل تصويرها بهذه العجالة أمر صعب للغاية ولكن الأمر الذي يهمنا توضيحه في هذا المقال هو السفياني الذي يأتي من الشام أو من الوادي اليابس والذي شقت من اجله كل تلك الخنادق ولكن دون جدوى فانه سيأتي حتما كما صرحت بذلك الروايات واعتبرته من العلامات الحتمية :ـ
عن حذيفة بن اليمان أن النبي (ص)( … ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق و المغرب قال فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق و آخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف و يفضحون أكثر من مائة امرأة و يقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر و يستنقذون ما في أيديهم من السبي و الغنائم…)) بحار الأنوار    186    52   
وكما هو واضح ان حركة السفياني تجتاح العراق قادمة من الشام وتحتل بغذاد وتقتل 300 كبش أي ربما من القادة من حكومة العمائم الجاثمة الآن على صدر العراق المحتل ثم تتوجه الجيوش إلى النجف ولا تدخلها وكما توضح تلك الرواية فهي تقول يخربون ما حولها ويظهر ان بني العباس يحتمون بالنجف ويدافعون عن أنفسهم حتى ينسحب جيش السفياني عنهم عائدا من حيث اتى ، ثم يأتيهم جيش القائم (ع) من الجهة الأخرى الذي تذكر الروايات انه في سباق مع السفياني نحو الكوفة .. وفي هذه الواقعة نلاحظ وجود الخندق بشكل بين : ـ

عن ابو جعفر (ع) ((…. لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاث مائة و بضعة عشر رجلا كأن قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يسير الرعب أمامه شهرا و خلفه شهرا أمده الله بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ حتى إذا صعد النجف قال لأصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع و ساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح قال خذوا بنا طريق النخيلة و على الكوفة خندق مخندق قلت خندق مخندق قال إي و الله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم ع بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها و غيرهم من جيش السفياني فيقول لأصحابه استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم قال أبو جعفر ع و لا يجوز و الله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حن إليها ….)) بحار الأنوار ج : 52 ص : 344
والرواية تتحدث عن انصار اليماني وهو قائم بأمر الإمام المهدي (ع) وهو يتوجه للكوفة بعد ان طرد منها كما ذكرت الروايات  (( أنا قد ظلمنا و طردنا و بغي علينا و أخرجنا من ديارنا و أموالنا و أهالينا و قهرنا إلا أنا نستنصر الله اليوم و كل مسلم …..))
والسفياني المذكور في هذه الرواية هو ليس سفياني الشام لأنه من أهل النجف والناس تخرج معه وهو في هذه الحالة ربما يكون احد رموز حكومة بني العباس ففيهم سفياني أيضا ( فالسفياني في الروايات هو كل من يحارب محمد وال محمد ) لذلك يفتح اليماني النجف ويلحق بجيش السفياني الذي عجز عن مناجزة سفياني النجف فيستنقذ منه بعض الاسرى ((… فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر و يستنقذون ما في أيديهم من السبي و الغنائم ..))
وهنالك اشارة اخرى ايضا للخندق ضمن معارك النجف : ـ
عن أمير المؤمنين قال :  (( …… و الذي فلق الحبة و برأ النسمة كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة و قد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله و لرسوله و للمؤمنين ……… و لذلك آيات و علامات أولهن إحصار الكوفة بالرصد و الخندق و تخريق الزوايا في سكك الكوفة و ….))
بحار الأنوار    81    53 
والذي لا مناص منه في الروايات هو تزامن حركتي اليماني والسفياني في العراق وكثرة الروايات التي تذكر المعارك التي بينهما ومع ذلك نجد الناس تستسلم لما يبثه الإعلام الغربي والإعلام العربي وأبواق المرجعية ولا تجد من يصدق ان اليماني قد ظهر فعلا وان هذه هي أيام الظهور قد بدأت فعلا وها هي الخنادق تحفر استعدادا للملاحم القادمة وقى الله المؤمنين شرها ولكن أسمعت لو ناديت حيا .. فلا يسمع اغلبهم الا بالسيف والقتال ولعق الدماء :ـ
عن أبي جعفر (ع)(( ….و أنه ينصر بالسيف و الرعب و أنه لا ترد له راية و أن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام و خروج اليماني و صيحة من السماء في شهر رمضان و مناد ينادي باسمه و اسم أبيه )) بحار الأنوار    217    51

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى