زاوية العقائد الدينية

ما سر اتفاق المقتدائيين مع البريطانيين؟؟؟!!!

بقلم: أبو الهيجا الأنصاري 

بسم الله الرحمن الرحيم
ما سر اتفاق المقتدائيين مع البريطانيين؟؟؟!!!
منذ العاشر من محرم الحرام الماضي وما تمخضت عنه الأحداث التي جرت فيه وكيف وقف جيش مقتدى بوجه أنصار اليماني أمر كان يلفه شيء من الغموض نتيجة تقمصهم لدور الخزي والعار الذي بدأت بفضل الله سبحانه حلقاته تنكشف يوما بعد يوم ، بعد أن قام جيش مقتدى بمتابعة أنصار اليماني بفعل العلاقة التي كانت بين الجانبين ، حيث كانوا يظنون الخير بجيش مقتدى لأنه يحمل ـ بحسب ما كانوا يتصورون ـ الهمّ ذاته على الرغم من الخلاف العقائدي الذي بينهم ، إلا أن العدو واحد وهو المحتل البغيض ، ولذلك كان قرار القيام في العاشر من محرم من أنصار اليماني فرقانا لهذه الظنون حيث انكشف العدو والصديق ، فاسقط القيام الأقنعة الزائفة لجماعة مقتدى وادعائهم أنهم جيش الإمام المهدي(ع) وتبين موقفهم ـ لا أقول المنحاز بل ـ الممثل للطاغوت يتنافى تماما وادعائهم لهذا العنوان العظيم ، حيث أنهم ركبوا ظهر السلطان الظالم ليواجهوا صيحة الحق ، ولقد كان موقفهم مؤلما بل اشد إيلاماً من الجهات الأخرى المختلفة الأهواء والمصالح المتفقة على عداء السيد أحمد الحسن وأنصاره ، ذاك أن أتباع مقتدى تربطهم والأنصار وحدة العنوان ، والعدو الواحد!!!
إن موقف جيش مقتدى في العاشر من المحرم الماضي لم يكن مصادفة ـ لمن يؤمن بالمصادفة ـ ولا كان موقفا اجتهاديا ابن لحظته وواقعه بل كان أمراً مدبراً دبره الأشرار بليل الظلم والظلام محاولين وأطراف أخرى إلى إطفاء الشعلة الحسينية المباركة التي رفعتها أيدي الأنصار الطاهرة ، وخشية من أن يفضح نور هذه الشعلة المباركة الذي بدا مستطيلاً ، اقتحم على النفوس المنطوية على الخبث والخبائث أوكارها وحاصرها في أقبيتها فتحالفت وصارت كما وصف لسان آل محمد الناطق(ص) (اجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم) ، حيث نما لدى الأنصار خبر كان مصدره من جماعة مقتدى مفاده : إن كل القوى السياسية في البصرة خاصة اجتمعت كلمتها على القضاء على الدعوة اليمانية بعد الانتهاء من مراسم العاشر من محرم وتصفية الأنصار جسدياً!!!
لقد كان قيام الأنصار المبارك في العاشر من محرم صفعة مباغتة أخرجت الإحن والأضغان من الصدور وكشفت المواقف المخزية لفريق اتخذ من اسم الشهيدين الصدرين(رحمهما الله سبحانه) ستاراً وقناعا يمارسون تحته سياسة الذل المخزية ، حتى أن المتحدث باسم مقتدى المدعو (العبيدي) صرح ومن دون حياء من الله عن المواقف التي يسميها هو (مشرفة)!!! في مساندة أتباع مقتدى للحرس الوثني وشرطة الاحتلال ضد جماعة اليماني ، وليس في ذلك سر ؛ القول أن هذا الموقف شكل صدمة للأنصار ـ وليس للسيد اليماني ـ ذلك لأن الأنصار تربطهم وجماعة مقتدى مشتركات كثيرة وقواسم عديدة ، غير أن الوجه القبيح الذي ظهر عليه أتباع مقتدى في أحداث العاشر من المحرم جعل أنصار اليماني أمام سؤال كبير : لماذا هذا الموقف المخزي؟؟؟!!!
لقد جاء الجواب الذي يكشف حقيقة ما جرى ، وحتى الاحتفال الهستيري لهذه الجماعة إبان انسحاب قوات الاحتلال البريطاني من وسط المدينة ، هو سببه نجاح الاتفاق الذي ستره المتآمرون وفضحه الله سبحانه ، ولقد كان البريطانيون أوفياء مع حلفائهم المقتدائيين في تطبيق الاتفاق والحرص على الالتزام به ، حتى عندما انقلب السحر على الساحر ، وأضحى المالكي صديق الأمس عدواً اليوم ، فكسر عصا مقتدى السحرية بل وتابع كبار قادته تصفية واغتيالاً وأخيراً ختمها بصولة (موحان) وقدر (موحان) الذي سلخ جلود حلفاء الأمس ، فبالأمس كان موحان الفريجي يعتمد اعتمادا شبه كلي على خدمات جماعة مقتدى باقتفاء أثر أنصار اليماني وتسليمهم له أو تصفيتهم ، وفعلوا في هذا السبيل المخزي ما فعلوا ـ أي جماعة مقتدى ـ حيث كانوا أشد وطأة على الأنصار من ألد أعداء الدعوة ، وكل ذلك فضحه هذا الخبر!!!
إن اسم الإمام المهدي(ع) كان يشكل قلقا حقيقيا لقوات الاحتلال وخصوصا البريطانية ، ولقد شاع ما كان يوجه من أسئلة لمن اعتقل من جماعة مقتدى من مثل : هل يلتقي مقتدى بالإمام(ع)؟؟؟ وأين؟؟؟ ومتى؟؟؟ ولما تأكد لدى البريطانيين أن مقتدى وأتباعه ليسوا إلا متطفلين على هذا العنوان العظيم ضربوا عنهم صفحا وقلبوا لهم ظهر العداوة إلى صداقة وتعاون ، وبعد هذه المعلومات التي تسربت عن الاتفاق السري ينكشف لنا سر العداء الذي أظهره أتباع مقتدى لأنصار اليماني ، حيث أن ثمن الاستفراد بالمدينة هو القضاء على دعوة اليماني الذي يلتقي بالإمام(ع) حقا وصدقا وباعترافه هو في قصة اللقاء فلا يحتاج البريطانيون أن يسألوا أنصار اليماني ما سألوه لأتباع مقتدى ، بل توضح للبريطانيين خطورة هذه الدعوة العلنية التي لا تعمل في الظلام ، بل حركتها في النور وهي حاملة مشعل النور للبشرية كلها!!!
لا أحد يقول إن قوات الاحتلال جاءت العراق لإعادة النور له من بعد ظلمة الدكتاتورية البغيضة ، بل جاءت لتستبدل ظلمة الدكتاتورية بظلمة أشد منها وأشمل تلك هي ظلمة الديمقراطية التي أخرجت الناس من السباحة في مستنقع الوهم الصدّامي ، إلى السباحة في مستنقع الوهم الذاتي ، الذي هو أشد ظلمة وأطغى!!!
لقد لعب البريطانيون دورا كبيرا في محاولة القضاء على أنصار اليماني لأنهم يعلمون تماما أنها مكمن الخطورة الذي سيقضي على عرش الطاغوتية في العالم ، وأرادت من الاتفاق السري أن يكون جماعة مقتدى يدها في الضربة ، حيث أحكمت الطوق حول الأنصار من خلال استعداء الحكومة المتأمركة عليهم وبمساندة حوزة الشيطان فاستخدمت الحكومة قواتها في ما أسمته (الضربة الاستباقية) على أنصار اليماني ، وأرادت إكمال الصفحة الثانية من خلال أتباع مقتدى في الإجهاز على من بقي خارج الكماشة (الاستباقية) وتصفيتهم لمعرفة أولئك بأنصار اليماني ، والثمن هو السيطرة على مدينة البصرة مما أسال لعاب خفافيش الظلام ففعلوا ما فعلوا بالأنصار قتلا وتشريدا ومتابعة وتمثيلاً!!!
غير أن قضية اليماني ليست وهماً مثل الذي زرعه الشياطين في رأس مقتدى لينعق به فيتبعه الهمج الرعاع الذين دأبهم إتباع كل ناعق ينعق ، فقضية اليماني قضية إلهية وحق محض ، حتى على فرض قتل أتباعها جميعا فصوت الله سبحانه لا يموت ، والتاريخ يحدث بذلك ؛ لقد قتل يزيد وجنده(لعنهم الله) الحسين(ص) وأنصاره ، ولكن دين الله لم يمت وشعلة الحسين(ص) ورايته لم تسقط بل بقيت تنتقل من يد طاهرة إلى يد طاهرة حتى وصلت إلى قرارها .
لقد كان حدث القيام حدثا عالميا بامتياز على الرغم من أن من قام به هم ثلة من المؤمنين الأطهار قلة لا يملكون إلا يقينهم (أن لا قوة إلا بالله) وكان بالفعل ما وعد قائدهم اليماني في خطابه في شهر ذي القعدة من عام 1427هـ ق عندما أشار إلى هذا الحدث العظيم بلسان عربي مبين فقال :
(وسيرى العالم كله كربلاء جديدة على هذه الأرض ، كربلاء فيها الحسين وأصحابه قله يدعون إلى الحق والى حاكمية الله ، ويرفضون حاكمية الناس وديمقراطية أمريكا وسقيفة العلماء غير العاملين ، كربلاء فيها شريح القاضي وشمر بن ذي الجو شن وشبث بن ربعي العلماء غير العاملين الذين يفتون بقتل الحسين0 كربلاء فيها يزيد وابن زياد وسرجون والروم أمريكا من ورائهم وسيرى العالم ملحمة رسالة جديدة لعيسى أبن مريم على الأرض المقدسة. وستكون أرضٌ مقدسة فيها عيسى وحواريه قلة مستضعفة يخافون أن يتخطفهم الناس ستكون أرضٌ مقدسة فيها علماء اليهود الذين يطالبون بقتل عيسى والرومان الأمريكان الذين يلبون مطالبهم ويحاولون قتل عيسى .
قال عيسى(ع) : ( يا علماء السوء ليس أمر الله على ما تتمنون وتتخيرون ، بل للموت تبنون الدار ، وللخراب تبنون وتعمرون ، وللوارث تمهدون) ، لقد كانت وستكون كل الملاحم على هذه الأرض هكذا شاء الله فلتكن مشيئة الرب الذي ينتصر لأوليائه لأنبيائه لرسله ، ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) ، سينتصر رب محمد من الظالمين في هذه الأرض ، سينتصر من ذراري قتلة الحسين لأنهم رضوا بفعل آبائهم . من شاء منكم أن يؤمن فليؤمن)(من خطاب الحج) .
وحقا وصدقا كانت ملحمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى تطاول فيها الباطل وانكشف زيفه وبدت الوجوه البغيضة على حقيقتها مسوخا لا دين لها ، إنما كان الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم ـ كما وصف الإمام الحسين(ص) ـ وها هم الظلمة يدفعون ثمن خذلانهم لدعوة الحق واحدا بعد واحد ويوما بعد يوم يفتضح تآمرهم على الناس وعلى الدين ، وهذا الفصيل الذي راهن كثير من الناس على مقاومته للمحتل ينكشف زيفه ويظهر بوجه المتآمر القبيح ، وتعدد الرغاليون في هذا الجمع الرديء من المتخاذلين والمنبطحين والمتآمرين ، وهذا سر قد فضحه الله سبحانه بلسان أهله (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى