زاوية العقائد الدينية

اليماني من العراق وليس من اليمن….الحلقة الأخيرة

اليماني صاحب ثورة عالمية تمهد لظهور الإمام المهدي (ع) تنطلق لتصحيح الانحراف العقائدي والديني الذي انتشر في الأمة الإسلامية وقد وضحت الروايات ان تسمية اليماني ليس لأنه من اليمن وكذلك وضحت اتصاله بالإمام المهدي (ع)

وان الملتوي عليه من أهل النار وبقي ان نستعرض الروايات التي تحدد هويته كما نقلتها الروايات : ـ
ولابد ان نبدأ بالبحث عن اسمه لكي نعرف من هو ومن أي البلاد يبدأ تلك الثورة العظيمة :ـ

• عن أبي عبد الله (ع)عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) ((في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام ،.. وساق الحديث إلى آن قال .. وليسلمها الحسن (ع) إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) بحار الأنوار ج 53 ص 147 و الغيبة للطوسي ص150 ،  غاية المرام ج 2 ص 241.
والرواية معتبرة السند كما ذكر الميرزا النوري في النجم الثاقب ، واضحة الدلالة لا تحتاج إلى تأويل ، أي إن المهدي الأول هو ابن الإمام (ع) وأول أنصار الإمام وأول المؤمنين بدعوة ظهور الإمام المهدي (ع) لان المؤمنين بالله كثير والمسلمون أكثر فقوله أول المؤمنين لا يكون إلا أول المؤمنين بالإمام (ع) في أوان دعوته للظهور لأنه رسوله للناس كافة  وهو وصيه الذي يحكم دولة العدل الإلهي بعد الإمام المهدي (ع) وأسماؤه (احمد ، عبد الله ، المهدي) فأما عبد الله فهي صفة وأما المهدي فلكونه أول المهديين الاثني عشر أبناء الإمام المهدي (ع) ، فلا يبقى من أسمائه إلا احمد .
عن الباقر (ع) قال : (إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم:(أحمد أحمد) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات. فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولوحبوا على الثلج ).  منتخب الأنوار المضيئة ص 343.
فهنا تبين الرواية اسم اليماني هو احمد أيضاً ، وكنوز الطلقان ممدوحون حسب الرواية والشاب من بني هاشم الذي يقود كنوز الطلقان هو أحد قادة جيش اليماني لان كنوز الطلقان من رايات المشرق المنطوية تحت راية اليماني وشعارهم (احمد احمد) ومن المعلوم إن عبارة (احمد احمد) ليس شعار كشعاراتنا المعروفة بل هي إشارة إلى القائد العام والذي تدعوا إليه جميع رايات الهدى المشرقية ، التي تمتد من ايران مرورا بالجزيرة العربية وصولا إلى مصر :ــ
• عن أمير المؤمنين (ع) : ((… جند مصر يكسرون رقبة إسرائيل الكذاب ، ويثقبون السد في الأرض المباركة لما قادهم احمد …)) 
وتتم له البيعة بالحجاز في مكة ايضا : ـ
عن حذيفة بن اليمان 
قال رسول الله (ص) (( ….. ألا أيها الناس إن الله قد قطع مدة الجبارين والمنافقين وأتباعهم ووليكم الجابر خير أمة محمد (ص) الحقوا بمكة فانه المهدي واسمه (احمد بن عبد الله) …. ثم يذكر رسول الله (ص) صفاته  )) الملاحم والفتن 141 لأبن طاووس
• عن رسول الله (ص) ذكر المهدي فقال (( انه يبايع بين الركن والمقام واسمه احمد وعبد الله والمهدي فهذه أسمائها ثلاثتها )) بحار الأنوار ج52 ص 290  
وكذلك أشارت للاسم احمد روايات أخرى : ـ
• عن امير المؤمنين ع (( .. فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمدية والدولة الأحمدية القائم بالسيف )) كتاب ماذا فقال علي قي أخر الزمان ص116
وهنا تلاحظ ان الراية نسبت إلى محمد (ص) ولكن دولة الإمام المهدي (ع) نسبت إلى ابن الإمام المهدي (ع)  وخليفته (احمد) بحكم ان الخلافة تبقى في ذريته كما ذكرها رسول الله (ص) في الوصية فهو أبو الأئمة المهديين (ع) وصاحب الدولة الاحمدية .
• عن الباقر (ع) قال : (( للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد )) كمال الدين ج 2 ص 653
وهذه واضحة فقد علم  الناس جميعا ان القائم اسمه محمد بن الحسن وان ما خفي حقا هو اسم احمد ولا اعتبار لتلك السرية إلا بالمعرفة التي اتضحت الآن على اعتبار ان القائم احمد ؛ قائم بأمر الإمام المهدي وظهوره ظهور للإمام المهدي وهو غير منفصل عنه وان أمرهم واحد …
ولتأكيد توحد شخصية اليماني مع شخصية المهدي الأول يجب ان نسلط الضوء على حدود شخصية اليماني فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة  – محمد بن ابراهيم النعماني  ص 264. وفيها :- 
أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين .
ثانياً /  (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك .
النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً إن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم الأئمة الإثني عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثني عشر ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم  وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء 
وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنى عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) بل هم في دولة العدل الإلهي والثابت أن أول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً .
أصبح الآن علينا التعرف على المكان الذي تنطلق منه حركة اليماني .. وهذا المطلب لا يتعسر إدراكه أبدا بعد ان تبين ان لفظ اليماني لا يدل على انتساب اليماني لليمن كما مر في الحلقة الأولى .. 
ولو راجعنا أول الأنصار الذين ينصرون الإمام المهدي (ع) في الروايات لعرفنا انه من عراقي من أهل البصرة : ـ

عن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل : (( … فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الإبدال … )) بشارة الإسلام ص 148
عن الصادق (ع) :ــ في خبر طويل يسمي فيه أصحاب القائم (ع) قال (( …. من البصرة ….. احمد …. )) بشارة الإسلام ص 181 
بل وان الروايات تطرقت ايضا إلى من يحاربه ويناصبه العداء اول ظهوره وهو من ميسان ( العمارة )  
• وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ( … ثم يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الراية من يد عيسى بن مريم ثم خروج الدجال من بعد ذلك يخرج الدجال من ميسان نواحي البصرة ) الملاحم والفتن – السيد بن طاووس  ص134.
• عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) … ويخرج دجال من دجلة البصرة وليس مني وهو مقدمة الدجالين كلهم ) . الملاحم والفتن – السيد بن طاووس الحسني  ص 122 .

والبصرة بحدودها الحالية ليس فيها دجلة ولا فرات بل هما مجتمعان فيها بشط العرب فتكون دجلة البصرة ميسان وفراتها الناصرية كما هو واضح في الرواية الثانية عن أمير المؤمنين (ع) ، أي أن ميسان من نواحي البصرة قديماً.
وفي هاتين الروايتين إشارة إلى دجال ميسان (الشيخ حيدر مشتت) الذي انتحل منزلة اليماني من آل محمد (ع) وادعاها كذباً وسرعان ما فضحه الله ..
ولو اتبع أي منصف الروايات لتبين ببساطة ان ساحة المعارك وإرهاصات بداية الظهور كلها تقع في العراق وليس في اليمن وان قاعدة التشيع الحقيقية في العراق وليس في اليمن وان قواعد الدجال الأكبر ( أمريكا ) في العراق وليس في اليمن وهو العدو الأول لحركة اليماني وان حكومة بني العباس التي تحارب اليماني في العراق وتحديدا في النجف وليس في اليمن وان السفياني عندما يقدم فانه يقدم إلى العراق وليس لليمن فكيف إذن بعد ذلك يمكن ان نتصور ولو للحظة ان اليماني احمد حجة الله ورسول الإمام المهدي (ع) ولو من باب الاحتمال انه من اليمن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى