زاوية العقائد الدينية

أصوات التقريب بين المذاهب نفاق وقفز على الواقع

قال الله تبارك وتعالى: 
{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ
[align=justify]الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } الزخرف213. { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } الزخرف92. { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } الزخرف52.{ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } الزخرف8.

تعالت في الفترة الأخيرة الأصوات التي تنادي بالتقريب بين المذاهب، وهي فكرة قد تبدو للبعض ايجابية، ولكن بأدنى تأمل حر عن التعصب الأعمى يتضح أن هذه الفكرة لا تعدو النفاق والقفز على الواقع ، بل إنها من إيحاءات الشيطان (لع) ، وبأدنى تأمل كذلك يبدو مدى سذاجة الناعقين بتلك الفكرة التي لا طائل من ورائها بل لا حقيقة لها أصلاً وإنما هي مجرد محض نفاق ومحاولة فاشلة للخروج من مأزق الخلاف والتناحر ، بل محاولة هدامة لا يرتجى منها خير لا في الدنيا ولا في الآخرة أبداً .

فانا لا أقول بترك محاولة الإصلاح وجمع الأمة على كلمة واحدة، وإنما الذي أقوله يجب أن تكون الوسيلة شرعية وحقيقة منتجة لهدفها وغايتها، وهذا لا يتحقق أبداً على فرض فكرة ( التقريب بين المذاهب ).

فالدين هو الدين عند الله تعالى وهو واحد ولا يقبل القسمة على اثنين، فالحق واحد لا يتعدد أبداً بخلاف الباطل الذي يتعدد بلا حصر، ومن المعلوم أن تعدد المذاهب الإسلامية يعني أن هناك مذهب واحد يمثل الحق والدين الإلهي الذي جاء به الرسول محمد (ص)، وأما باقي المذاهب فهي باطلة وضالة ومصيرها النار وبئس الورد المورود، واختلاف المذاهب ليس في مسائل جزئية حتى يمكن التقريب فيما بينها بل الخلاف أساسي وجوهري وهو في الإمامة والخلافة بعد الرسول محمد (ص)، فالذي يؤمن بخلافة أبي بكر وعمر لا يمكن أن تقربه إلى من يعتقد بخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إلا أن تلغي إيمانه بعمر وأبي بكر كخليفتين، وهذا ليس تقريباً بين المذاهب بل هو إلغاء المذاهب والتوحد على مذهب الحق الخالص ، وهو طبعاً غير الذي يهدف إليه أصحاب فكرة ( التقريب بين المذاهب ).

فالتقريب بين المذاهب ليس له معنى غير أن يتنازل أصحاب المذهب الباطل عن شيء من باطلهم وكذلك يتنازل أصحاب مذهب الحق عن شيء من حقهم ، أي انك تغض النظر أو تتنازل عن ما يخالفني وأنا أغض النظر أو أتنازل عما يخالفك ، ليتقارب المذهبان أو المذاهب المختلفة، وهذا من المضحكات المبكيات، وشر البلية ما يضحك !!!

فالتقريب لا يكون أبداً إلا بعد أن تقر بالمذهب الذي يخالفك انه مذهب شرعي يصح التعبد به، ومجرد الإقرار بأحقية أكثر من مذهب هو انحراف صارخ عن الدين الإلهي ومخالفة واضحة للقرآن والسنة المطهرة، فقد روي عن طريق الشيعة والسنة الحديث المشهور الذي يخبر عن افتراق أمة محمد (ص) إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة أي كلها لا يصح التعبد بها وهي ضلال وإضلال والى النار إلا واحدة :

ذكر الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة ص 662 : ( وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية واثنتين وسبعين فرقة في النار ).

وذكر احمد بن حنبل في مسنده ج 3 ص 145: ( عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وان أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة فتهلك إحدى وسبعين وتخلص فرقة. قالوا يا رسول الله من

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى