زاوية العقائد الدينية

بحث فاطمة الزهراء ع اصل يوم العذاب- الحلقة الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالميين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

بحث: فاطمة الزهراءع اصل يوم العذاب

الحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديّان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمّارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق .
فخير ما ابداء به هو كلام سيدي ومولاي الامام احمد الحسن ع قائلا


:

(((بعد ان ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله صلى الله عليه واله وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله صلى الله عليه واله المعيّن من الله علي بن أبي طالب عليه السلام حيث نصبه رسول الله صلى الله عليه واله بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين صلى الله عليه واله من بعده في غدير خم في حجة الوداع ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي عليه السلام وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه واله بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء عليها السلام وهي بنت رسول الله( صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا )الوحيدة من صلبه وهي والحسن والحسين وعلي عليهم السلام من فرض الله مودتهم في القرآن قال تعالى (( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )) (الشورى: 23) ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمام عليه السلام لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء عليها السلام وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها وهي التي قال فيها رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
( أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين )
فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذوا النعل بالنعل قال رسول الله صلى الله عليه واله ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل ) ..))).
(التيه او الطريق الى الله  للامام احمد الحسن ع ص 12)

وهنا لا بد ان نقف عند ابيات خطتها انامل
الشيخ الفقيه المحقّق محمد حسين الاصفهانى الغروي النجفي (المتوفى سنة 1361 هـ ) قائلا :

وآية النور على منارها
*
أيضرم النار بباب دارها
وباب أبواب نجاة الامّة
*
وبابها باب نبيّ الرحمة
فثم وجه الله قد تجلّى
*
بل بابها باب العليّ الأعلى
ومن ورائه عذاب النار
*
ما اكتسبوا بالنار غير العار
تطفيء نور الله جلّ وعلا
*
ما أجهل القوم فإنّ النار لا
إلا بصمصام عزيز مقتدر
*
لكنّ كسر الضلع ليس ينجبر
رزيّة لا مثلها رزيّة
*
إذ رضّ تلك الأضلع الزكيّة
يعرف عظم ما جرى عليها
*
ومن نبوع الدم من ثدييها
شلّت يد الطغيان والتعدّي
*
وجاوزوا الحدّ بلطم الخدّ
تذرف بالدمع على تلك الصفة
*
فاحمرّت العين وعين المعرفة
بيض السيوف يوم ينشر اللوى
*
ولا تزيل حمرة العين سوى
في مسمع الدهر فما أشجاها
*
وللسياط رنّة صداها
في عضد الزهراء أقوى الحجج
*
والأثر الباقي كمثل الدملج
يا ساعد الله الإمام المرتضى
*
ومن سواد متنها اسودّ الفضا
____
( 128 )
أتى بكلّ ما أتى عليها
*
ووكز نعل السيف في جنبيها
سل صدرها خزانة الأسرار
*
ولست أدري خبر المسمار
وهل لهم اخفاء أمر قد فشى
*
وفي جنين المجد ما يدمي الحشى
شهود صدق ما به خفاء
*
والباب والجدار والدماء
فاندكّت الجبال من حنينها
*
لقد جنى الجاني على جنينها
حرصاً على الملك فيا للعجب
*
أهكذا يصنع بابنة النبّي
عن البكاء خوفاً من الفضيحة
*
أتمنع المكروبة المفروحة
ما دامت الأرض ودارت السما
*
تالله ينبغي لها تبكي دما
ولاهتضامها وذل الحامي
*
لفقد عزّها أبيها السامي
وارثها من أشرف الخليقة
*
أتستباح نحلة الصدّيقة
اذ هو ردّ أية التطهير
*
كيف يردّ قولها بالزور
وينبذ المنصوص في الكتاب
*
أيؤخذ الدين من الأعرابي
وارتكبوا الخزية منتهاها
*
فاستلبوا ما ملكت يداها
على خلاف السنّة المبيّنة
*
يا ويلهم قد سألوها البيّنة
أكبر شاهد على المقصود
*
وردّهم شهادة الشهود
بل سدّ بابها وباب المرتضى
*
ولم يكن سدّ الثغور غرضا
كأنّهم قد آمنوا عذابه
*
صدّوا عن الحقّ وسدّوا بابه
تدفن ليلاً ويعفى قبرها
*
أبضعة الطهر العظيم قدرها
إلا لوجدها على أهل الجفا
*
ما دفنت ليلاً بستر وخفا
مجهولة بالقدر والقبر معا
*
ما سمع السامع فيما سمعا
بظلمهم ريحانة المختار
*
يا ويلهم من غضب الجبّار

ولكي ندخل في البحث لا بد لنا اولا ان نسرد ما جاء من روايات عن اصل يوم العذاب
وايضا ذكر مصادرها
فقد جاء في كتاب مأساة الزهراء ع في باب مأساة الزهراء ج2 ص 29:
أن الإمام الصادق ( ع ) ،
قال للمفضل :
” ولا كيوم محنتنا بكربلاء ، وإن كان يوم السقيفة ، وإحراق
النار على باب أمير المؤمنين ، والحسن ، والحسين ، وفاطمة ، وزينب ، وأم
كلثوم ، وفضة ، وقتل ” محسن ” بالرفسة أعظم وأدهى وأمر ، لأنه أصل
يوم العذاب”
(فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى ج 2 ص 532 ، عن نوائب الدهور ، للسيد
الميرجهاني ص 194 ، والهداية الكبرى للخصيبي ص 417 ، ( ط بيروت ) . ( * )
/ صفحة 63 /) .

وايضا جاء في كتاب مأساة الزهراء ج2 ص 170
نص آخر ، قال المفضل للصادق عليه السلام : يا
مولاي ، ما في الدموع من ثواب ؟ قال : ما لا يحصى . . إلى أن تقول
الرواية : فقال له الصادق ( ع ) : ولا كيوم محنتنا في كربلاء ، وإن كان
يوم السقيفة ، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين ، والحسن والحسين ،
وفاطمة ، وزينب ، وأم كلثوم عليهم السلام ، وفضة ، وقتل محسن
بالرفسة أعظم وأدهى وأمر ، لأنه أصل يوم العذاب وقال عليه السلام : ويأتي محسن مخضبا محمولا تحمله
خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين الخ . .
(فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى : ص 532 ، عن نوائب الدهور
للعلامة السيد الميرجهاني : ص 194 .  ) .

وجاء في كتاب فاطمة ع بهجة قلب المصطفى فصل مظلوميتها ع ج2 ص80
فقال المفضل للصادق عليه السلام: يا مولاي ما في الدموع من ثواب؟
قال: ما لا يحصى إذا كان من محق. فبكى المفضل (بكاءً) طويلاً
ويقول: يا ابن رسول الله إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم،
فقال له الصادق عليه السلام: ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمر، لأنه أصل يوم العذاب
وقال عليه السلام: ويأتي محسن مخضباً محمولاً تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وهما جدتاه، وأم هانئ وجمانة عمتاه ابنتا أبي طالب، وأسماء ابنة عميس الخثعمية صارخات، أيديهن على خدودهن، ونواصيهن منشرة، والملائكة تسترهن بأجنحتهن، وفاطمة أمه تبكي وتصيح وتقول: هذا يومكم الذي كنتم توعدون، وجبرائيل يصيح ـ يعني محسناً ـ ويقول: إني مظلوم فانتصر، فيأخذ رسول الله محسناً على يديه رافعاً له إلى السماء وهو يقول: إلهي وسيدي صبرنا في الدنيا احتساباً، وهذا اليوم الذي تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء، تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً
(نوائب الدهور: للعلامة السيد المير جهاني، ص194 و192).

وجاء في كتاب الهجوم على بيت فاطمة ع  باب 113 المسعودي ج1 ص 232
على رواية الخصيبي أيضاً في حديث المفضّل ـ الطويل جدّاً ـ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ـ فيما يفعله مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) بعد ظهوره: “.. ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه. فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقصّ علهيم قصص فعالهما في كلّ كور ودور حتّى يقصّ عليهم… ضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسن والحسين (عليهما السلام) لإحراقهم بها، وضرب يد الصدّيقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها،وإسقاطها محسناً، وسم الحسن (عليه السلام)، وقتل الحسين (عليه السلام) وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) وإراقة دماء آل محمّد (صلى الله عليه وآله  الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) وكل دم سفك… كل ذلك يعدّده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به، ثم يأمر بهما فيقصّ منهما(الاحتجاج: 449 ; إعلام الورى: 436 ; دلائل الإمامة: 242، 257، 297 ; عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1/58 ; كمال الدين: 253، 378 ; الهداية الكبرى: 163 ; مثالب النواصب: 113 ; ارشاد القلوب: 285 ـ 287 ; مشارق أنوار اليقين: 79 ; مختصر بصائر الدرجات:ص 176 ; مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام): للطبري، عنه حلية الأبرار: 2/599، كشف البيان، للشيباني، عنه حلية الابرار: 2/597 ـ 598 (ط دار الكتب العلمية) باب 28 ; منتخب الأنوار المضيئة: 177، 192 ـ 193 ; اللوامع النورانية: 279 ; الايقاظ من الهجعة: 287 ـ 288 ; كتاب الغيبة، للسيد علي بن عبد الحميد، عنه بحار الأنوار: 52/386 وعن بعضها بحار الأنوار: 30/276 ـ 277 و 36/245 و 52/379، 283)
في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة… إلى أن ذكر (عليه السلام) رجعة رسول الله (صلى الله عليه وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا وسلم) وما تقصّ عليه فاطمة الزهراء (عليها السلام)فقال (عليه السلام):
” تقصّ عليه قصة أبي بكر وإنفاذه خالد بن الوليد وقنفذاً وعمر بن الخطّاب، وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة.
وقول عمر: اخرج ـ يا علي! ـ إلى ما أجمع عليه المسلمون وإلا قتلناك.
وقول فضّة جارية فاطمة (عليها السلام): إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مشغول.. والحق له إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه. وجمعهم الحطب الجزل على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم (عليهم السلام) وفضّة وإضرامهم النار على الباب.
وخروج فاطمة (عليها السلام) إليهم وخطابها لهم من وراء الباب وقولها: ” ويحك ـ يا عمر! ـ ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟!! تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ والله متمّ نوره “.
وانتهاره لها وقوله: كفي يا فاطمة! فليس محمد حاضراً ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله وما عليّ إلا كأحد المسلمين، فاختاري إن شئت وحمل أمير المؤمنين لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وأُم كلثوم إلى دور المهاجرين والأنصار يذكرهم بالله ورسوله وعهده الذي بايعوا الله ورسوله وبايعوه عليه في أربعة مواطن في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا وسلم)، وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها ; فكلّ يعده بالنصر في يومه المقبل، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه.. إلى أن قال (عليه السلام) ـ في ذكر ما يقع في الرجعة ـ: ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أُم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهنّ صارخات وأُمّه فاطمة تقول: ( هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )
( الأنبياء (21): 103)
الـ ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً )
( آل عمران (3): 30.).
قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: ” لاقرّت عين لا تبكي عند هذا الذكر “.
قال: وبكى المفضّل بكاء طويلاً ثم قال: يا مولاي! ما في الدموع…
فقال: ما لا يحصى إذا كان من محق(فبكى المفضّل طويلاً ويقول: يابن رسول الله! إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم،

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى