زاوية العقائد الدينية

حاكمية الله سبحانه وتعالى في ميزان اختيار الناس !!!!!

حاكمية الله سبحانه وتعالى في ميزان اختيار الناس !!!!! بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

في زمن غلب فيه الطابع المادي الفكر الإيماني الغيبي وأصبحت فيه سير الأنبياء والرسل والأوصياء عليهم السلام من القصص التي تروى للشباب وكأنها للتسلية وليست أحداثا واقعية يستفاد من مضامينها ويتعض من عبرها وينظر باستراتيجياتها. أحقا زمن المعجزات ولى؟ هل توقف التدخل الإلهي لنصرة أوليائه ع كما حدث يوم بدر؟ هل تركت امة محمد ص في يد الإنسان الخطاء الغافل المملوء بالتخاصم والتشاكس والشهوات؟ أحقا أن الأمر ترك شورى بين الناس يسيرون أنفسهم بأنفسهم؟ فأي شورى تلك التي نتج عنها كل هذا التطاحن والخراب في أوج نمو البلاد الإسلامية التي كانت مملوءة بالتقوى والإيمان , ليس إيمان العامة بل إيمان وتقوى رسول الله ص ووصيه ع و آل بيته الأطهار ع , ومع ذلك استطاع الشيطان لعنه الله أن يسلب الناس هذا التأثير ويقع ما وقع , فكيف إذن بتابعيهم وتابعي تابعيهم إلى يومنا هذا!! هل مازال الأمر شورى بين الناس إلى الآن؟ فإذا كان الجواب نعم , فمن نختار؟ وكيف نختار؟ ومن سيختار وعلى أي أساس سيتم الاختيار؟

من هو خليفة المسلمين؟ من سيقبل بترك الحكم للآخر؟ أيتنازل ملوك السعودية لأمراء الكويت والإمارات , أم لملوك الأردن؟ ولا نظن رؤساء مصر وملوك المغرب يتنازلون بسهولة…والجواب في شطره الأول سهل وبسيط , لقد فشلت نظرية الشورى فشلا كبيرا بانت علاماته منذ خلافة الأول ثم الثاني فالثالث , وخرجت هذه النظرية عن مسارها وأصبح الخليفة يشاور نفسه دون ” أهل الحل والعقد ” وكان مؤسس هذا الانحراف معاوية بن أبي سفيان كما و انه كان المَظْهر الجلي لفشل ما وضعه الإنسان (الشورى).

أما جواب الشطر الثاني من الإشكال فيكون كما يلي : ” فالشورى وللأسف لم تعد صالحة لأن بلاد المسلمين أصبحت ممزقة ومبعثرة ونحن وضعنا تلك النظرية فقط وفقط لانتزاع الخلافة من أهلها ولكي نخالف أمر الله عز وجل , وبعد أن شتتنا ما جمعه رسول الله ص فالمسلمون في حل من الشورى , أما الحديث الذي معناه أن ” من مات وليس في عنقه طاعة فقد مات ميتة جاهلية ” فسنضعفه عما قريب في إصدارنا الجديد لسلسلة الأحاديث الصحيحة…

نعم هذا أهون جواب لهذا الإشكال وإلا فالبحث فيه أكثر سيوصلنا إلى تفحص كل حدث في الأمة الإسلامية , والسؤال لازال موجها لأبناء العامة : من أخرج الأمور عن نصابها؟؟ وعلى هذا الأساس فما الفرق بين ملحد يقول أن أموره متروكة له يتصرف فيها كيف يشاء , ما من اله يعينه ويرزقه ويسدده ويعجزه…وبين رجل من أبناء العامة يدعي أن أمور الأمة متروكة لهم يسيرونها كيف يشاءون؟ وكأن أمور الأمة ليست مكونة من أمور الأفراد !! والمتأمل لهذه النظرية سيجد أنها خاطئة وإلا لما استخلف الله سيدنا آدم ع منذ اليوم الأول ؟؟

جميع الأديان الإلهية تقر حاكمية الله سبحانه وتعالى ولكن الناس عارضوا هذه الحاكمية ولم يقروها في الغالب إلا القليل مثل قوم موسى(ع) في عهد طالوت أو المسلمين في عهد رسول الله (ص) ولكنهم ما أن توفي رسول الله (ص) حتى عادوا إلى معارضة حاكمية الله سبحانه وإقرار حاكمية الناس بالشورى والانتخابات وسقيفة بني ساعدة التي نحّت الوصي علي ابن أبي طالب (ع) ومع أن الجميع اليوم ينادون بحاكمية الناس والانتخابات سواء منهم العلماء أم عامة الناس , إلا أن الغالبية العظمى منهم يعترفون أن خليفة الله في أرضه هو صاحب الحق ولكن هذا الاعتراف يبقى كعقيدة ضعيفة مغلوبة على أمرها في صراع نفسي بين الظاهر والباطن وهكذا يعيش الناس وبالخصوص العلماء غير العاملين حالة نفاق تقلق مضاجعهم وتجعلهم يترنحون ويتخبطون العشواء فهم يعلمون أن الله هو الحق وأن حاكمية الله هي الحق وأن حاكمية الناس باطل ومعارضة لحاكمية الله في أرضه ولكنهم لا يقفون مع الحق ويؤيدون الباطل وهؤلاء هم علماء آخر الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود كما أخبر عنهم رسول الله (ص) ((سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ولا من الإسلام إلا أسمه يسمون به وهم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود )) بحار الأنوار ج 52 ص190.

فخليفة الله في أرضه وحجته على عباده من اختيار الله وليس من شؤون العباد في شيء , وهناك قانون لمعرفة الحجة مكون من أمور ثلاث وهي “الوصية” و”العلم” و”المطالبة بحاكمية الله والملك الإلهي” وما اجتمعوا في احد إلا وجبت طاعته , فماذا عن دعوة السيد احمد الحسن ع ؟ هل خالفت احد الأمور الثلاثة؟ أم أن الناس اعرضوا عن قانون الله واتبعوا الأهواء؟

المؤسف في الأمر هو أن الناس المستعبدة تبنت مواقف مفبركة من قبل المرجعية الغاصبة الناصبة التي ذاقت طعم الجبروت والقوة والاستعباد فلا تستطيع أن تتنحى عن كل هذا الجاه وتترك أمور الناس للوصي الشرعي ع … فبادرت بالتكذيب ونشر الأكاذيب وتشويه الحقائق وتزويرها ممهدة هكذا للمطالبة بدم السيد ع. فإذا إذا سألت الناس عن الدعوة اليمانية فيجيبون أنها دعوة باطلة والعجيب في الأمر انك إذا سألتهم عن مضامينها فسيجبونك ب ” لا نعرف أو لا يهمنا ولكن ما نعرفه انه لم يؤمن له أحد من المراجع ” !!! وهذا ما أشرنا إليه بداية فسير الصالحين ع أصبحت ذكرى… ولو تأملوا ولو قليلا قصة نوح ع وكم تبعه بعد سنين طوال من الدعوة؟ وما كان قول الكافرين من قومه عن المؤمنين أنهم “أراذل القوم” …لو تأملوا كم آمن للإمام الرضا ع عند استلامه الإمامة !!!

لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور , وهي سنة الله واحدة ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا , فاسعوا سعيكم وكيدوا كيدكم فانا باذن الله ماضون على خطى الصالحين ع سائرون

والحمد لله وحده

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى