زاوية العقائد الدينية

المرجعية تتاجر بدم الحسين انتخابياً

الإختلاف في الرأي يفسد كل القضايا ، فحزب الحكيم قرر أن يتقاسم حكم العراق مع الأكراد والحزب الإسلامي السني ، لتكون حصته الإنفراد بحكم الجنوب الشيعي ، فالمحاصصة لابد أن تأخذ طريق التطبيق على الأرض ، ولم يعد ثمة وقت يُضيّع في المجاملات الفارغة ولعبة الأقنعة الضاحكة .

المرجعية تتاجر بدم الحسين انتخابياً

أبو محمد الأنصاري

الإختلاف في الرأي يفسد كل القضايا ، فحزب الحكيم قرر أن يتقاسم حكم العراق مع الأكراد والحزب الإسلامي السني ، لتكون حصته الإنفراد بحكم الجنوب الشيعي ، فالمحاصصة لابد أن تأخذ طريق التطبيق على الأرض ، ولم يعد ثمة وقت يُضيّع في المجاملات الفارغة ولعبة الأقنعة الضاحكة .

الإختلاف في الرأي يفسد كل القضايا على الإطلاق ، فالديمقراطية التي قبل بها حزب الحكيم ، ممثل المرجعية المفضل ، لا تعني سوى المغالبة ( مَن غلب على شئ فعله ) ، ولا تمت بصلة لإطلاق الحريات الفكرية والعقائدية ، فهي ببساطة شديدة – شاء مَن شاء وأبى من أبى – تعني شيئاً واحداً لا غير هو أن العراق ثلاث كتل ؛ سنة وشيعة وأكراد ، وكل كتلة من هذه الكتل تمثل نسيجاً واحداً موحداً لا يقبل إختلافاً ولا تعدداً ، فالكتلة السنية روحها وبدنها الحزب الإسلامي ، والحزبان الكرديان كل شئ بالنسبة للكتلة الكردية ، والسيستانية المقيتة المنحرفة هي اللحمة والسدى بالنسبة للكتلة الشيعية ، وكل إختلاف أو خروج على هذه الحقائق التي قررتها مؤتمرات ما قبل وبعد الإحتلال هو مروق وجريمة لا تُغتفر .

هذه هي الديمقراطية ، ديمقراطية دبرت بليل وشرب المؤتمرون المتآمرون أنخابها الملونة بألوان الطيف العراقي ، فعلام أيها الشعب تعربد ؟

الإختلاف في الرأي يعني – بصلافة هذه المرة – أن الآخر يغالبني ( أنا المتكلم تعود على السيستانية وممثلها السياسي : حزب الحكيم ) ، ويسعى لانتزاع ما هو ملك لي ، بل إنه يُظهرني أمام السيد العراب الأمريكي بصورة الفاشل المدعي الذي لا يستطيع ضبط الأمور في المساحة المحددة له ، وهذا خطر مضاعف لا يمكن السكوت عليه ، فالآخر قاسي القلب لا يكتفي بمحاولة سلبي ملكي الذي حزته بهدر ماء الوجه ، وإنما يقلل من شأني في عين العراب .

وإذا كانت اللعبة هي أن أسيطر وأثبت جدارتي ، فالمغالبة توفر لي مساحات عمل واسعة ، والشئ الأكثر أهمية هو إنها لا تُلزمني بشئ ، بل تزيح عن كاهلي عبء الثقل الأخلاقي ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في حديث طويل الى أن يقول (ع) ” يعود دار الملك الى الزوراء وتصير الأمور شورى من غلب على شئ فعله .

وإذا كان طريق بسط السيطرة والسطوة في بلاد كالعراق الشيعي لابد أن يمر تحت العمائم ، ويخرج من جبب سحرة المرجعية ، ولابد له أن يُدْخِل المشاعر الدينية المقدسة في كيمياء البوتقة السيستانية ليُصبح السيستاني الدجال هو الحسين المظلوم ، ويستحيل حزب الحكيم الفاشستي هو حزب الله وحزب أنصار الله ( المرجعية هي الإمتداد الطبيعي للإمامة … ولابد من إطاعة الإمام السيستاني / عبدالعزيز الحكيم ) ، إذن فالنتائج دانية القطوف ، ولا يستدعي تحقيقها سوى أن يتم إرسال جلال الصغير الى البصرة ، وهادي العامري الى الكوت ، أما عبدالعزيز فيبقى في النجف عاصمة المافيا المرجعية ، على حزب الحكيم إذن أن ينشر رجالاته في طول المحافظات الشيعية وعرضها ، والعنوان الظاهري يتمثل بدعوى مشاركة الناس في إحياء مراسم عاشوراء ، أما الحقيقة فتفضحها الخطابات التي تمتلئ – كوجه مجدور – بكلمات : انتخبوا قائمة المرجعية ، أيتام البعث يخذّلون الناس عن المشاركة في الإنتخابات … الخ ، المسألة إذن هي أن يتم تجيير المناسبة العاشورية المقدسة لمصلحة الدنس الحزبي ، فيكون شهر محرم الحرام هو شهر الدعاية الإنتخابية لحزب الحكيم .

في شهر محرم هذا سيرى الشيعة إذن تمازجاً صورياً لم يسبق له مثيل ، فالشمر اللعين وجيش الشام سيرتدي أقنعة كل أولئك الذين يقفون على حد النقيض مع حزب الحكيم ، وسيبدو السيستاني والحكيم وحزبهما بصورة الأنصار المتهجدين ، ودائماً سيتراءى في الخلفية نهر الفرات الإنتخابي بلونه البنفسجي ، وجموع أهل الكوفة المصطفين بنسق انتخابي ، وفي لحظات ذروة الوهم والغفوة ستسمع الجموع صوت جلال الصغير يهتف بنبرة حزينة منكسرة : إنهم يريدون منعكم من شرب ماء الإنتخابات الرائق ، يردون منعكم من ممارسة شعائركم الإنتخابية ، تذكروا أيام النظام السابق هل كان باستطاعة أحد منكم أن يمارس شعائر الإنتخابات ، الآن بحمد الله مكناكم من ممارسة هذه الشعائر فماذا تريدون منا أكثر من هذا لا أم لكم !

Aaa-aaa9686_(at)_yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى