بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر.
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك الحكم للقاريء الكريم.
الحلقة الحادية والعشرون
(وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) (الانشقاق:21)
و نبدأ من تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي :
قوله تعالى: ” فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ”
الاستفهام للتعجيب والتوبيخ ولذا ناسب الالتفات الذي فيه من الخطاب إلى الغيبة كأنه لما رآى أنهم لا يتذكرون بتذكيره ولا يتعظون بعظته أعرض عنهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخاطبه بقوله: ” فما لهم لا يؤمنون ” الخ.
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 20 ص 246.
اما الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره التبيان فيقول:
وقوله (وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون)
عطف على قوله (لا يؤمنون) والمعنى ما الذي يصرفهم عن الايمان وعن السجود لله والخضوع له والاعتراف بوحدانيته إذا تلي عليهم القرآن الذي أنزلته على محمد صلى الله عليه وآله الذي يلين القلب للعمل من الوعظ والوعد والوعيد يميز به بين الحق والباطل، وهو مع ذلك معتذر عليهم الاتيان بمثله، فهو معجز له صلى الله عليه وآله.
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 10 ص 313.
اما ما ورد من كتب ابناء السنة فنورد اولاً ما جاء في تفسير ابن كثير:
وقوله تعالى (فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون)
أي فماذا يمنعهم من الايمان بالله ورسوله واليوم الآخر وما لهم إذا قرئت عليهم آيات الله وكلامه وهو هذا القرآن لا يسجدون إعظاما وإكراما واحتراما؟
تفسير ابن كثير ج 4 ص 524.
جاء في تفسير الرازي ج31 ص112
أما قوله تعالى: * (وإذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون) * ففيه مسائل:
المسألة الأولى: أنهم أرباب الفصاحة والبلاغة فعند سماعهم القرآن لا بد وأن يعلموا كونه معجزا، وإذا علموا صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ووجوب طاعته في الأوامر والنواهي، فلا جرم استبعد الله منهم عند سماع القرآن ترك السجود والطاعة.
المسألة الثانية: قال ابن عباس والحسن وعطاء والكلبي ومقاتل: المراد من السجود الصلاة وقال أبو مسلم: الخضوع والاستكانة، وقال آخرون: بل المراد نفس السجود عند آيات مخصوصة، وهذه الآية منها.
المسألة الثالثة: روي أنه عليه السلام: ” قرأ ذات يوم: * (واسجد واقترب) * (العلق: 19) فسجد هو ومن معه من المؤمنين، وقريش تصفق فوق رؤوسهم وتصفر ” فنزلت هذه الآية واحتج أبو حنيفة على وجوب السجدة بهذا من وجهين الأول: أن فعله صلى الله عليه وسلم يقتضي الوجوب لقوله تعالى: * (واتبعوه) * والثاني: أن الله تعالى ذم من يسمعه فلا يسجد، وحصول الذم عند الترك يدل على الوجوب.
أما ما جاء في كتاب المتشابهات في الجزء الرابع للسيد احمد الحسن (ع):
س / قال تعالى (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) (الانشقاق:21) الآية تذم من لا يسجد عند قراءة القرآن فهل يجب السجود مع قراءة القرآن؟
ج / بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين
القرآن هو: (الإمام الحجة على الخلق في كل زمان)، وقراءته هي: (قراءة صفحته على الناس في هذه الحياة الدنيا)، فيجب على الناس طاعته والخضوع لأمره، وهذا هو: (السجود الذي رفضه إبليس (لعنه الله))، ويرفضه كل مصاب بداء إبليس (لعنه الله)، فإعراض الناس عن القرآن الناطق، وهو الإمام وحجة الله في زمانهم (ع)، وترك طاعته هو: (ترك السجود)، وهو نظير ترك إبليس (لعنه الله) السجود لآدم: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف:50).
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 4