بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر.
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك الحكم للقاريء الكريم.
الحلقة السابعة عشرة
(وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) (الكهف:54)
في الحقيقة لم اجد ما صرح الشيخ الطوسي في تفسير هذه الاية الا القليل.
فمما بينه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في تفسير الاية المباركة ما جاء في تفسيره التبيان ج7 ص 60.
(وقوله ” ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل ” اخبار من الله تعالى انه نقل المعاني في الجهات المختلفة في هذا القرآن، فتصريف المثل فيه تنقيله في وجوه البيان على تمكين الافهام. والمعنى بينا للناس من كل مثل يحتاجون إليه. ثم اخبر تعالى عن حال الانسان فقال ” وكان الانسان أكثر شئ جدلا ” أي خصومة.
والجدل شدة الفتل عن المذهب بطريق الحجاج. واصله الشدة، ومنه الأجدل الصقر لشدته، وسير مجدول شديد الفتل.(
اما ما ورد في تفسير أبناء السنة
فقد ورد عن الرازي في تفسيره:
(ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل) * وهو إشارة إلى ما سبق والتصريف يقتضي التكرير والأمر كذلك لأنه تعالى أجاب عن شبهتهم التي ذكروها من وجوه كثيرة ومع تلك الجوابات الشافية والأمثلة المطابقة فهؤلاء الكفار لا يتركون المجادلة الباطلة فقال وكان الإنسان أكثر شيء جدلا أي أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدل وانتصاب قوله جدلا على التمييز قال بعض المحققين والآية دالة على أن الأنبياء عليهم السلام جادلوهم في الدين حتى صاروا هم مجادلين لأن المجادلة لا تحصل إلا من الطرفين وذلك يدل على أن القول بالتقليد باطل.
تفسير الرازي ج 21 ص 14.
ثم ننتقل الى ما جاء في تفسير الثعلبي:
(وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) *): خصومة في الباطل، يعني أبي بن خلف الجمحي، وقيل: إنه عام ليس بخاص، واحتجوا بما روى الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه هو وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا تصلون؟ فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله تعالى، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت ذلك له ولم يرجع شيئا، فسمعته وهو يضرب فخذه ويقول: ” * (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) *)).
تفسير الثعلبي ج 6 ص 178
و ننقل ايضا ما ورد في تفسير النحاس
89 – وقوله جل وعز: * (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) * [ آية 54 ].
قيل: يراد بالإنسان ها هنا: الكفار، وهو في معنى جماعة، كما قال تعالى * (إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) *.
وقيل: هو عام.
وفي الحديث ما يدل على أنه عام ” أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما لام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفاطمة معه في ترك الصلاة بالليل، قال علي: أنفسنا بيد الله إذا شاء أطلقها… فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول * (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) * “.
معاني القرآن – النحاس ج 4 ص 259.
أما ما رود عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن(ع)
س / قال تعالى (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54) هل الإنسان مذموم في هذه الآية؟
ج / بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا: أي بحثاً لمعرفة الحقيقة، باعتبار فطرته، فهو مفطور لمعرفة كل الأسماء الإلهية، وفطرته تؤهله للمعرفة. قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31).
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 4
و في مكان اخر من المتشابهات اجاب السيد احمد الحسن ع
س/ ما معنى قوله تعالى: (وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف: 54)؟.
ج/ الإنسان أوسع المخلوقات قدرة على (معرفة أسماء الله سبحانه وتعالى). ففطرة الإنسان هي الفطرة الأوسع والأعظم، وكما ورد في الحديث إن الله خلق آدم على صورته، أي إن الإنسان مفطور على التحلي بأسماء الله سبحانه، حتى يصبح هو وجه الله سبحانه في خلقه، وأسمائه الحسنى في الخلق.
فالجدل في الآية يعني: الكلام بالحق والاحتجاج به على أهل الباطل.
والإنسان هو: (علي ابن أبي طالب -ع-)، أما الإنسان إذا انتكس فانه يجادل بالباطل، ولكن مجادلة أهل الباطل سفيهة واهنة إذا ما عرضت على العقل السليم، الذي يزن الأمور بعيدا عن الهوى والتعصب والتزمت.
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 4.