بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
الحلقة التاسعة
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر .
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) واترك الحكم للقاريء الكريم .
(أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ) (فاطر: 1)
جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى : ” جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ”
الملائكة جمع ملك بفتح اللام وهم موجودات خلقهم الله وجعلهم وسائط بينه وبين العالم المشهود وكلهم بأمور العالم التكوينية والتشريعية عباد مكرمون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
ثم يكمل السيد الطباطبائي و يقول :
والأجنحة جمع جناح وهو من الطائر بمنزلة اليد من الانسان يتوسل به إلى الصعود إلى الجو والنزول منه والانتقال من مكان إلى مكان بالطيران . فوجود الملك مجهز بما يفعل به نظير ما يفعله الطائر بجناحه فينتقل به من السماء إلى الأرض بأمر الله ويعرج به منها إليها ومن أي موضع إلى أي موضع ، وقد سماه القرآن جناحا ولا يستوجب ذلك إلا ترتب الغاية المطلوبة من الجناح عليه وأما كونه من سنخ جناح غالب الطير ذا ريش وزغب فلا يستوجبه مجرد إطلاق اللفظ كما لم يستوجبه في نظائره كألفاظ العرش والكرسي واللوح والقلم وغيرها .
وقوله : ” أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ” صفة للملائكة ، ومثنى وثلاث ورباع ألفاظ دالة على تكرر العدد أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة كأنه قيل : جعل الملائكة بعضهم ذا جناحين وبعضهم ذا ثلاثة أجنحة وبعضهم ذا أربعة أجنحة . وقوله : ” يزيد في الخلق ما يشاء ” لا يخلو من إشعار بحسب السياق بأن منهم من يزيد أجنحته على أربعة .
وقوله : ” إن الله على كل شئ قدير ” تعليل لجميع ما تقدمه أو الجملة الأخيرة والأول أظهر .
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 17 ص 6 و ما بعدها .
اما ما ذكره الشيخ الطوسي في تفسير الاية المباركة :
قوله: (اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) والمعنى اولي أجنحة ثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة . وقال الفراء لأنه معدول، لأنه يقع على الذكر والأنثى، ولأنه مضاف إلى ما يضاف إليه الثلاث، فكأن لامتناعه من الإضافة كان فيه الألف واللام. قال الشاعر:
ولكنما أهلي بواد أنيسه * ذئاب تبغى الناس مثنى وموحدا
ومن قال: انه اسم للعدد معرفة استدل بقول تميم بن أبي مقبل:
ترى النعرات الزرق تحت لبانه * آحاد ومثنى أصعقتها صواهله
فرد آحاد ومثنى على النعرات وهي معرفة، وقد يجئ منكرا مصروفا كما قال الشاعر:
قتلنا به من بين مثنى وموحد * بأربعة منكم وآخر خامس
وترك الصرف أكثر قال صخر الغي:
منت لك أن تلاقيني المنايا * آحاد آحاد في شهر حلال
وقد تقع هذه الألفاظ على الذكر والأنثى، فوقوعها على الأنثى مثل الآية التي نحن في تفسيرها، ووقوعها على الذكر قوله: (اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) لان المراد به الجناح وهو مذكر، ويقال: آحاد وموحد وثنى ومثنى، وثلاث ومثلث، ورباع ومربع، ولم يسمع في ما زاد عليه مثل خماس ولا المخمس ولا السداس والسباع إلا بيت للكميت فإنه يروى في العشرة عشار، وهو قوله: فلم يستريثوك حتى رميت فوق الرجال خصالا عشارا ……
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 3 ص 105 و ما بعدها .
وفي ج8 ص 412 من تفسيره يقول (رحمه الله)
إنما جعلهم أولي أجنحة ، ليتمكنوا بها من العروج إلى السماء ومن النزول إلى الأرض ، قال قتادة : منهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة ومنهم من له أربعة ، ثم قال ” يزيد في الخلق ما يشاء ” قيل حسن الصوت وقيل من الأجنحة من حيث خلق للملائكة زيادة عما خلق لسائر الخلق من البشر والأمم . فان قيل : الطائر لا يحتاج إلى أكثر من جناحين فما معنى خلق الملائكة أولي ثلاث وأربع ؟ قيل : يجوز أن يكون كل جناح بعلوه باثنين ، ويجوز أن يكون للزينة الزائدة ، وقد يكون للسمكة أجنحة في ظهرها..
فلم يفسر رحمه الله كيف يمكن ان يطير الملائكة بعدد مفرد من الاجنحة.
اما ما جاء في تفسير الآلوسي
(جاعل الملائكة رسلا) * في إيصال أو أمره من يشاء من عباده أو وسائط تجري إرادته سبحانه في مخلوقاته على أيديهم * (أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع) * إشارة إلى اختلافهم في الاستعداد * (يزيد في الخلق ما يشاء) (فاطر: 1) عام في الملك وغيره ، وفسرت الزيادة بهبة استعداد رؤيته عز وجل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة * (ما يفتح الله للناس من رحمة) * الزيادة المشار إليها وغيرها * (فلا ممسك لها وما يسمك فلا مرسل له من بعده) (فاطر: 2) فيه إشارة إلى أن رحمته سبحانه سبقت غضبه عز وجل
تفسير الالوسي – الالوسي ج 22 ص 207 .
و الآن ننقل بيان يماني ال محمد السيد احمد الحسن (ع) في المتشابهات
ما معنى الآية : ( أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ) (فاطر: 1) ؟ .
ثم إن ثلاثة أجنحة ألا تسبب اختلال التوازن ؟ .
الجناح المتعارف عندنا يستعمله الطائر ليرتفع ويرتقي في جو السماء ، وكذلك الملائكة (ع) ، فهم بالأجنحة يرتقون في السماوات ، وكلما زادت هذه الأجنحة زاد ارتقائهم وارتفعت مقاماتهم ، وكل جناح بالنسبة للملائكة هو : أسم من أسماء الله سبحانه وتعالى .
فالملائكة مفطورين على معرفة بعض أسماء الله لا جميعها ، كما هو حال الإنسان . فالملك الذي يعرف أسم واحد له جناح واحد يرتقي به ، والذي يعرف أسمين جناحين ، والذي يعرف ثلاثة أسماء له ثلاثة أجنحة وهكذا .
المتشابهات السيد احمد الحسن ع ج 3