زاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةزاوية العقائد الدينيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ع

(9- 24) (اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
الحلقة التاسعة
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر .‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) ‏واترك الحكم للقاريء الكريم .‏
‏(أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ) (فاطر: 1)‏

جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى : ” جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ” ‏
الملائكة جمع ملك بفتح اللام وهم موجودات خلقهم الله وجعلهم وسائط بينه وبين العالم المشهود ‏وكلهم بأمور العالم التكوينية والتشريعية عباد مكرمون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما ‏يؤمرون .‏
ثم يكمل السيد الطباطبائي و يقول :‏
والأجنحة جمع جناح وهو من الطائر بمنزلة اليد من الانسان يتوسل به إلى الصعود إلى الجو ‏والنزول منه والانتقال من مكان إلى مكان بالطيران . فوجود الملك مجهز بما يفعل به نظير ما ‏يفعله الطائر بجناحه فينتقل به من السماء إلى الأرض بأمر الله ويعرج به منها إليها ومن أي ‏موضع إلى أي موضع ، وقد سماه القرآن جناحا ولا يستوجب ذلك إلا ترتب الغاية المطلوبة من ‏الجناح عليه وأما كونه من سنخ جناح غالب الطير ذا ريش وزغب فلا يستوجبه مجرد إطلاق ‏اللفظ كما لم يستوجبه في نظائره كألفاظ العرش والكرسي واللوح والقلم وغيرها .‏
وقوله : ” أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ” صفة للملائكة ، ومثنى وثلاث ورباع ألفاظ دالة ‏على تكرر العدد أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة كأنه قيل : جعل الملائكة بعضهم ذا ‏جناحين وبعضهم ذا ثلاثة أجنحة وبعضهم ذا أربعة أجنحة . وقوله : ” يزيد في الخلق ما يشاء ” ‏لا يخلو من إشعار بحسب السياق بأن منهم من يزيد أجنحته على أربعة .‏
وقوله : ” إن الله على كل شئ قدير ” تعليل لجميع ما تقدمه أو الجملة الأخيرة والأول أظهر .‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 17 ص 6 و ما بعدها .‏

اما ما ذكره الشيخ الطوسي في تفسير الاية المباركة :‏
قوله: (اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) والمعنى اولي أجنحة ثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة . وقال ‏الفراء لأنه معدول، لأنه يقع على الذكر والأنثى، ولأنه مضاف إلى ما يضاف إليه الثلاث، فكأن ‏لامتناعه من الإضافة كان فيه الألف واللام. قال الشاعر: ‏
ولكنما أهلي بواد أنيسه * ذئاب تبغى الناس مثنى وموحدا ‏
ومن قال: انه اسم للعدد معرفة استدل بقول تميم بن أبي مقبل: ‏
ترى النعرات الزرق تحت لبانه * آحاد ومثنى أصعقتها صواهله ‏
فرد آحاد ومثنى على النعرات وهي معرفة، وقد يجئ منكرا مصروفا كما قال الشاعر:‏
قتلنا به من بين مثنى وموحد * بأربعة منكم وآخر خامس ‏
وترك الصرف أكثر قال صخر الغي:‏
‏ منت لك أن تلاقيني المنايا * آحاد آحاد في شهر حلال ‏
وقد تقع هذه الألفاظ على الذكر والأنثى، فوقوعها على الأنثى مثل الآية التي نحن في تفسيرها، ‏ووقوعها على الذكر قوله: (اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) لان المراد به الجناح وهو مذكر، ‏ويقال: آحاد وموحد وثنى ومثنى، وثلاث ومثلث، ورباع ومربع، ولم يسمع في ما زاد عليه مثل ‏خماس ولا المخمس ولا السداس والسباع إلا بيت للكميت فإنه يروى في العشرة عشار، وهو ‏قوله: فلم يستريثوك حتى رميت فوق الرجال خصالا عشارا ……‏
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 3 ص 105 و ما بعدها .‏
وفي ج8 ص 412 من تفسيره يقول (رحمه الله)‏
إنما جعلهم أولي أجنحة ، ليتمكنوا بها من العروج إلى السماء ومن النزول إلى الأرض ، قال ‏قتادة : منهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة ومنهم من له أربعة ، ثم قال ” يزيد في الخلق ما ‏يشاء ” قيل حسن الصوت وقيل من الأجنحة من حيث خلق للملائكة زيادة عما خلق لسائر الخلق ‏من البشر والأمم . فان قيل : الطائر لا يحتاج إلى أكثر من جناحين فما معنى خلق الملائكة أولي ‏ثلاث وأربع ؟ قيل : يجوز أن يكون كل جناح بعلوه باثنين ، ويجوز أن يكون للزينة الزائدة ، ‏وقد يكون للسمكة أجنحة في ظهرها..‏
فلم يفسر رحمه الله كيف يمكن ان يطير الملائكة بعدد مفرد من الاجنحة. ‏

اما ما جاء في تفسير الآلوسي ‏

‏(جاعل الملائكة رسلا) * في إيصال أو أمره من يشاء من عباده أو وسائط تجري إرادته سبحانه ‏في مخلوقاته على أيديهم * (أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع) * إشارة إلى اختلافهم في ‏الاستعداد * (يزيد في الخلق ما يشاء) (فاطر: 1) عام في الملك وغيره ، وفسرت الزيادة بهبة ‏استعداد رؤيته عز وجل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة * (ما يفتح الله للناس من رحمة) * الزيادة ‏المشار إليها وغيرها * (فلا ممسك لها وما يسمك فلا مرسل له من بعده) (فاطر: 2) فيه إشارة ‏إلى أن رحمته سبحانه سبقت غضبه عز وجل
تفسير الالوسي – الالوسي ج 22 ص 207 .‏

و الآن ننقل بيان يماني ال محمد السيد احمد الحسن (ع) في المتشابهات ‏

ما معنى الآية : ( أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ) (فاطر: 1) ؟ .‏
ثم إن ثلاثة أجنحة ألا تسبب اختلال التوازن ؟ .‏

الجناح المتعارف عندنا يستعمله الطائر ليرتفع ويرتقي في جو السماء ، وكذلك الملائكة (ع) ، ‏فهم بالأجنحة يرتقون في السماوات ، وكلما زادت هذه الأجنحة زاد ارتقائهم وارتفعت مقاماتهم ، ‏وكل جناح بالنسبة للملائكة هو : أسم من أسماء الله سبحانه وتعالى . ‏
فالملائكة مفطورين على معرفة بعض أسماء الله لا جميعها ، كما هو حال الإنسان . فالملك الذي ‏يعرف أسم واحد له جناح واحد يرتقي به ، والذي يعرف أسمين جناحين ، والذي يعرف ثلاثة ‏أسماء له ثلاثة أجنحة وهكذا .‏
المتشابهات السيد احمد الحسن ع ج 3‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى