أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد السنةعقائد الشيعة

(8- 24) (والعصر ان الانسان لفي خسر)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثامنة ‏
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد ‏الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل ‏الطاهر .‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك ‏الحكم للقاريء الكريم . ‏
قال تعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر:1-2).‏

ننقل اولا ما جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى : ” والعصر ” إقسام بالعصر والأنسب لما تتضمنه الآيتان التاليتان من شمول ‏الخسران للعالم الانساني إلا لمن اتبع الحق وصبر عليه وهم المؤمنون الصالحون عملا ، أن ‏يكون المراد بالعصر عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عصر طلوع الاسلام على المجتمع البشري وظهور ‏الحق على الباطل .‏
وقيل : المراد به وقت العصر وهو الطرف الأخير من النهار لما فيه من الدلالة على التدبير ‏الربوبي بإدبار النهار وإقبال الليل وذهاب سلطان الشمس ، وقيل : المراد به صلاة العصر وهي ‏الصلاة الوسطى التي هي أفضل الفرائض اليومية ، وقيل الليل والنهار ويطلق عليهما العصران ‏، وقيل الدهر لما فيه من عجائب الحوادث الدالة على القدرة الربوبية وغير ذلك . وقد ورد في ‏بعض الروايات أنه عصر ظهور المهدي عليه السلام لما فيه من تمام ظهور الحق على الباطل .‏
قوله تعالى : ” إن الانسان لفي خسر ” المراد بالانسان جنسه ، والخسر والخسران والخسار ‏والخسارة نقص رأس المال قال الراغب : وينسب ذلك إلى الانسان فيقال : خسر فلان وإلى ‏الفعل فيقال : خسرت تجارته ، انتهى . والتنكير في ” خسر ” للتعظيم ويحتمل التنويع أي في ‏نوع من الخسر غير الخسارات المالية والجاهية قال تعالى : ” الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم ‏القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ” الزمر 15 .‏

تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 20 ص 355 و ما بعدها .‏

أما ماجاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي رحمه الله :‏
بسم الله الرحمن الرحيم . ( والعصر ( 1 ) إن الانسان لفي خسر ( 2 ) إلا الذين آمنوا وعملوا ‏الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ( 3 ) ثلاث آيات . هذا قسم من الله تعالى ‏بالعصر . ‏
قال ابن عباس : المراد بالعصر – ههنا – الدهر . وهو قول الكلبي . وقال الحسن وقتادة : هو ‏العشئ وكلاهما فيه العبرة من جهة مرور الليل والنهار . وأصل العصر عصر الثوب ونحوه ، ‏وهو فتله لاخراج مائه ، فمنه عصر الدهر ، لأنه الوقت الذي يمكن فتل الأمور كفتل الثوب .‏
قال العجاج : عصرا وحضنا عيشة المعذلجا . أي الناعم ، ‏
وقال في العشي : يروح بنا عمر وقد قصر العصر * وفي الروحة الأولى الغنيمة والاجر ‏
وبه سميت العصر ، لأنها تعصر بالتأخير ، والعصارة ما يعتصر من العنب .وغيره ، و ( ‏المعصرات ) السحائب التي تنعصر بالمطر . والاعصار غبار كالعمود يصعد إلى السماء . ‏والعصر الالتجاء إلى الملجأ . والعصر الجارية التي قد دنا بلوغها لأنه عصر شبابها ، وانعصار ‏ماء الشباب منها . والاعتصار استخراج المال من الانسان ، لأنه ينحلب كما ينحلب ما يعصر . ‏والعصران الغداة والعشي ، والعصران الليل والنهار . قال الشاعر : ‏
ولن يلبث العصران يوم وليلة * إذا طلبا ان يدركا ما تيمما .‏
وقوله ( إن الانسان لفي خسر ) جواب القسم . وفيه اخبار من الله أن الانسان يعنى الكافر ( لفي ‏خسر ) أي لفي نقصان بارتكاب المعاصي وكفره بالله والخسر هلاك رأس المال للانسان ‏وبارتكاب المعاصي في هلاك نفسه خسران ، وهو أكبر من رأس ماله .‏
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 10 ص 404 و ما بعدها .‏

أما من كتب السنة فننقل ما ورد في تفسير ابن كثير :‏
بسم الله الرحمن الرحيم ( والعصر ( 1 ) إن الانسان لفي خسر ( 2 ) إلا الذين آمنوا وعملوا ‏الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( 3 ))‏
العصر : الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير وشر وقال مالك عن زيد بن أسلم هو ‏العصر والمشهور الأول فأقسم تعالى بذلك على أن الانسان لفي خسر أي في خسارة وهلاك (إلا ‏الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فاستثنى من جنس الانسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم ‏وعملوا الصالحات بجوارحهم ” وتواصوا بالحق ” وهو أداء الطاعات وترك المحرمات ‏‏(وتواصوا بالصبر) أي على المصائب والاقدار وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه ‏عن المنكر . آخر تفسير سورة العصر ولله الحمد والمنة .‏
تفسير ابن كثير ج 4 ص 585 .‏

ثم ننقل ما جاء عن يماني ال محمد (ص) في كتاب المشابهات :‏
س/ ما معنى قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر:1-2)‏
أمير المؤمنين علي (ع) فهو الإنسان وهو في خسر نسبة إلى محمد (ص) فمقام الرسول (ص) ‏أعلى وأعظم من مقام الإمام علي (ع) ، فالرسول محمد (ص) هو مدينة الكمالات الإلهية في الخلق ‏أو مدينة العلم وعلي (ع) هو الباب والرسول (ص) صاحب المقام المحمود وصاحب مقام ألقاب ‏قوسين أو أدنى وهو (ص) من فتح له مثل سم الإبرة وأخذ يخفق بين الحق والخلق وأمير ‏المؤمنين (ع) دون هذه المرتبة وقد قال (ع) (لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً) أي غطاء ‏وحجاب اللاهوت الذي كشف لمحمد (ص) .‏
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3 .‏
و لتتم الفائدة و تكتمل الصورة ننقل جواب اخر في الجزء الرابع من المتشابهات
س / في (المتشابهات) في تفسير سورة العصر قلت : أن الإنسان علي بن أبي طالب (ع) ، وهو ‏في خسر نسبةً إلى رسول الله (ص) . ولكن كيف يستثني الذين آمنوا ، وهذا يشعر انهم أفضل ‏من علي (ع) بحسب ما بينت أنت ؟! .‏
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين
القرآن كله في الفاتحة ، والفاتحة في البسملة ، والبسملة في الباء والباء في النقطة .‏
أي إن القرآن كلما ارتقينا إلى الله سبحانه وتعالى قل تفصيله ، لقلة الجزئيات والمتنافيات ، كلما ‏ارتقت العوالم الملكوتية ، حتى تصل إلى النور والكليات : فيكون القرآن نور كلي . ‏
وما بينتـُهُ عن سورة (والعصر) : هو في مرتبة عالية من القرآن ، حيث لا وجود لغير محمد وعلي ‏وفاطمة (ع) ، (وعلي وفاطمة (ع) نور واحد) ، فلا وجود لغيرهم ، فيكون تمام السورة في ‏ذلك العالم هو : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر:1-2) . هذه هي سورة العصر ‏في : ذلك العالم العلوي ، فلا وجود لبقية السورة في ذلك العالم ، وهو (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ‏الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:3) . ليكون لهذا الاعتراض وجه.‏
أما في هذا العالم :- فالإنسان هو جنس الإنسان ، أي أن الإنسان بسبب وجوده في العالم ‏الجسماني ، ففي خسر وتسافل ، إلا إذا آمن بولي الله في زمانه وعمل معه . (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ‏وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .‏
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 4‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى