غير مصنف

سئمنا لغة الإنتقاد!!! هل هناك جديد؟؟؟

 

امتلأت الأرض ظلما وجورا ، وأفصح كل مخيض عن لبنه ، وكل محيص عن معدنه ، وفقدنا الثقة بكل المؤسسات التي أنتجتها الحضارة المادية ، فلم يعد لدينا ثقة بثقافة تعدد السلطات ،
امتلات الارض ظلما وجورا
وليست لدينا ثقة بالمرجعيات الدينية ، وليست لدينا ثقة بالمولود الذي ولد هرما إن لم يكن ميتاً في زماننا هذا وهو منظمات مجتمع (اللغف) المدني ، أما الأحزاب فيكفي أن تلمح اسمها معلقاً على واجهات الدور والبنايات المغصوبة حتى تنتابك حالة غثيان ، ويعتريك ما يشبه دوار البحر ، بل تزكم أنفك رائحة عفن غريبة تشبه تماما رائحة الجثث المتفسخة ، ماذا بقي؟؟؟!!!
الثقافة والمثقفون ينطبق عليهم تماما المثل



المصري القائل (عليه العوض ومنه العوض) فهم يتخبطون في تيه لا يعلمون سبيلا يسلكونه ، بل تراهم ينشطون في النوائب الذاتيه ؛ مات درويش الشاعر ترى الأقلام تراكضت عند جثته ونعشه وأخرى راحت تقلب في مواريثه ، وثالثة حملت الدنيا خسارة ، لا أظن أن نملة تشعر بها ، بل أنا على يقين لو أن درويش بعث من جديد لشتم تلك الأقلام وقال لهم بالفم المليان : أيها المتسولون على أرصفة النوائب أما تستحون؟؟؟!!! قتل كامل شياع (الذي لم أسمع به إلا بعد مقتله) وإذا أنا أمام قامة ثقافية (تهدل والطم عليها) ذلك أن الكتابات التي ظهرت تعطيك صورة ؛ أن الأمة فقدت عظيما من عظمائها!!! وواقع الأمر عائد إلى خانة التسول التي شتمها درويش بلسان الحال لا المقال!!! لقد حوّل المثقفون أقلامهم إلى ما يشبه (أكياس القرقيعان) عندما تحملها الصبية ليلة الخامس عشر من شهر رمضان!!! بل أن الصبية ـ على جهلهم بما يفعلون ـ هم أكثر حكمة من المثقفين لأنهم بإحيائهم لهذه الليلة العظيمة من هذا الشهر العظيم يصفعون الكون ببراءتهم كي ينتبه إلى شرف هذه الليلة ويأخذ هو أيضا كيسا مثلهم ويقف في باب الله سبحانه وتعالى يسأله عن سر هذه الليلة البيضاء في هذا الشهر الفضيل ، عسى أن يوفق إلى أن يغسل الطين من عينيه بدموع التوبة ، والحاجة إلى الأوبة إلى رب العالمين سبحانه وتعالى بعد أن أفرغ هؤلاء المثقفون ساحته من عباده بضجيجهم وصخبهم وترويجهم لبضاعة الحضارة المادية الكاسدة ، وللحى رجال الدين الدنيويين المتعفنة .
إن نظرة سريعة إلى ما يكتب والى العناوين حسب ستجد عموم الذين يكتبون هو هذا حالهم ، حال من خدع نفسه بالجري خلف السراب يمني نفسه ؛ إنه الماء (حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب) ، هذا حال عموم الناس الذين حملوا القلم كيساً للتسول ، اللهم إلا جمع من الأقلام بدأ ينمو في الساحة غريباً بل ومحارباً وينظر إليه بعين الإرتياب!!! هذا الجمع أخذ على عاتقه مهمة ثقيلة تنوء الجبال بحملها وحملها بفتوته وصدقه ، هذا الجهع ينتمون إلى (عشيرة الأنصاري) يحملون عقيدة غريبة عن واقع الناس ، ذكروني بحديث رسول الله(ص) (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريبا …) ، أ يعقل أن يكون أولئك الفتية هم الغرباء في هذا الزمان ؟؟؟!!! وهم مصداق حديث رسول الله(ص) ؟؟؟!!! فمن يراقبهم يرى أنهم يعملون بهمة تحسبها منظمة حيث راحوا يعملون على الجهتين ؛ جهة تحمل القلم فيها فأسا يضرب به على رؤوس الأصنام عسى أن يصحوا القوم يوما وينتبهوا إلى أصنامهم ليروا كيف تدكدكت ، فيسألوا عن الفتى الذي فعل هذا بآلهتهم؟؟؟ ليقال لهم ؛ سمعنا فتى يقال له (أحمد الحسن(ع) هذا إبراهيم هذا الزمان) قيتنادون أحضروه واسألوه ؛ أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا (أحمد)؟؟؟
وجهة تحمل القلم معولا تحاول جاهدة به أن تصلح بوار الأرض الذي خلفته الحضارة المادية السقيمة ، وتقتلع أشجار السموم التي مدت جذورها بعيداً في طينة الإنسان حتى صار لديه أن دعاويها حقائق ثابتة لا تقبل الجدل ولا النقاش ، فصدق الكذبة لكثرة ترددها وقدم عمرها في الزمان ، والغريب أن هذا العالم قتل الأنبياء والمرسلين بذات الحجة الداحضة التي عبر عنها الحق سبحانه بقوله {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ}(المؤمنون/24) ، وقوله تعالى{مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ}(ص/7) ، وقتلوا حتى أولئك العلماء الذين قدموا نظرية علمية ، أو بحثا يصحح خطأ اعتاد عليه الناس ، أة بحثا يكشف عن فساد المؤسسة الدينية ، وبين أيديكم التاريخ تصفحوه ؛ لماذا قتلت الكنيسة غاليلو ، لماذا قتلت المرجعية الشيعية محمد باقر الصدر بيد صدام(لع) ، ولماذا قتلت محمد محمد صادق الصدر ، ولماذا …. ولماذا …. ولماذا تحارب من يدعو إلى الإمام المهدي(ص) ويهيء الناس لنصرته فتراها تعدو عليهم بمرتزقتها الفاسدين قتلا وتصفية وتشريدا وإرعابا ، هل يظن أولئك بهذا الفعل الشائن نجاتهم ، أو بقاء سلطانهم؟؟؟!!! ألا يتعظون من مسيرة صدام المخزية ، لماذا أعدموه إذا كانوا هم نسخة (فوتوكوبي) منه لا فرق بينهم وبينه غير أنه أكثر جرأة منهم في الإعلان عن مفاسده ، أما أولئك فهم كالدبابير تنشط في الظلام .
ليتذكر أولئك الذين وقعوا قرار إعدام الطاغية ، أن القلم هو ذاته من كان الطاغية ينهي به أنفاس ضحاياه ، وهو نفسه الذي سيضع نهاية عادلة لهذه الشلة الفاسدة من الساسة والمعممين ، ومما يؤسى له أن نرى عوالق في السلطة الرابعة يزحفون أذلاء إلى موائد اللئام يطلبون حاجة اللقلق والقبقب ، ويتناسون أنهم اقسموا على نشر الكلمة الصادقة ، وكشف الواقع ، وخلع الأقنعة عن الوجوه المسخ التي تدعي أنها حماة الدين ، وحماة الدولة ، لقد فضح الله سبحانه صدام(لع) بلسانه عندما حدث أن ضرب حافظ الأسد حمص وحلب بالدبابات لأنهاء تمرد حصل فيها ، وخرج صدام على الناس ليضع قرارا حكم به نفسه حيث قال ؛ القائد الذي يضرب شعبه بالدبابات عليه أن يرحل ، لأنه لا يملك إحساس القائد الحقيقي بالشعب!!! وتمر الأيام وإذا بصدام(لع) يفعل ما استنكره من غيره فكان عليه أن يرحل ، ولكنه لما أبى لقي ما لقي من الذل والهوان وميتة السوء ، واليوم على الذين ورثوا صدام قذارة الظلم ، وفرحوا بما آتاهم الدجال(أمريكا) من خسيس مطعمه ومرذول معاشه ، أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا!!! بل إننا اليوم في زمن لو تدبر العاقل قليلا ؛ لنما إلى عقله أن هذا هو آخر الزمان الذي كتبت عنه الصحف ، ووصفته المرويات ، وتحدثت عنه كتب السماء ، وصورته وصايا الأنبياء ، ولابد لآخر الزمان من فرسان الخير القلة المستضعفة الذين لا يملكون إلا يقينهم أن لا قوة إلا بالله تواجه قوة استغنت مادياً وطغت ، فهي أنا تلتفت ترى قوتها وسطوتها وجبروتها ، ولذلك يصغر في عينها من لا يملك كما تملك فتحارشه وتهارشه وتنقض عليه لتسلبه .
إن أقوى بلد في العالم امتهن السطو والسلب والنهب ، بل وفتح الباب مشرعا أمام مرتزقته أن يفعلوا ما يشاؤون فطائلة قانون البلد (العراق) قاصرة ، بل عاجزة عن نيل الأوباش من الأمريكان والمرتزقة بسبب قبول الساسة ورجال الدين للعب دور الموظف في الإدارة الأمريكية الحاكمة ، لذلك ترى أن آثار سكر بوش بخمر الانتصار تبدو على المالكي عندما يعربد باسم خطة (فض القانون) وليس فرضه ، وتلحظ ابتهالات بوش الكنسية تظهر في صمت السيستاني وهو يرى جنود الكفر تستحم بدماء الأبرياء من الأطفال والنسوة وكبار السن ، ولا يرف للسيستاني جفن لقد غلب الصمت عليه حتى تهيكل لا عيناه تطرف ولا تهتز له شعرة غيرة على من يدعي أنهم أبناءه ، وليس هناك علامة دالة على أن السيستاني من الأحياء مطلقاً!!!
نعم هؤلاء الفتية الأنصاريون هم وحدهم من فتح السبيل لكي توطأ هامات أولئك الجبابرة المتسلطون على رقاب الناس ، وهذه العشيرة هي من فضحت مخطط الطاغوت  ، وكان لسيدها وحضور خطابه الفعل المؤثر في تقويض ما جهد الطغاة في بنيانه طوال هذه السنوات على جميع الصعد والمستويات . لقد كان لحضور السيد أحمد الحسن اليماني الموعود في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة أثر عظيم استشعرته الأرض منذ أن وطئت قدماه الشريفتان ترابها ، وإذا عمي عن ذلك الأثر الناس فهذا يعني لأنهم أعطوا ظهورهم للحق ، وولوا وجوههم صوب بيت الشيطان ليصلوا إلى إلههم الكبير بوش(لعنة الله عليه وعلى من تبعه) ، لقد كان هذا الحضور  الفرصة الإلهية التي لا تتكرر أبداً للسير في ركاب القافلة المحمدية السائرة إلى الله سبحانه وهي تزداد نورا وبهاء كلما تقدمت باتجاه ربها سبحانه .
إن الدعوة اليمانية أحيت في النفوس أصلاً وفطرة كاد الجبت والطاغوت أن يطمسها ويعفو أثرها حتى كأنها لم تكن ، وما جاءت به الدعوة اليمانية من فكر جديد لم يكن له سابقة من قبل له دليل على بزوغ فجر الحضارة الإلهية ، وأن دولة العدل الإلهي واقع لابد كائن ، وليس كما حاول الطواغيت وخدمهم من حملة الأقلام المزيفة أن يفهموا الناس ، أن أي حكومة تستطيع أن تحقق الرفاه المادي (هي حكومة المهدي)!!! هكذا يقولونها باستخفاف عجيب ، وهم الذين يعلمون أكثر من غيرهم ؛ إن هذا الذي يقولون محض افتراء ولا يصدقه إلا الجاهلون أو العالمون غير العاملين ممن رضي لنفسه استيطان مستنقع الخيانة ونقض العهد والمبادرة إلى قطع ما أمر الله به أن يوصل بغية الفساد .
وعندما نطلق مصطلح (الفساد) لا يذهب بكم الظن إلى مواطن الرذيلة حسب ، بل الفساد الحقيقي الذي تعنيه الدعوة اليمانية هو ؛ نقض حاكمية الله سبحانه والكفر بها واتخاذ ما سواها والرضى به ، إن نقض حاكمية الله هو رأس كل خطيئة ذاك أنه الوجه الآخر المقابل لحب الدنيا ، فلولا حب الدنيا ما سعى الساعون إلى إنكار حاكمية الله وخداعهم لأنفسهم طوال هذه السنوات ، وكأن مهل الله سبحانه لهم لكرامة بهم على الله سبحانه أو لهوان بأولياء الله سبحانه (حاشا والله) ولكنها سنة الله (ولن تجد لسنة الله تبديلا) .
وربما يسأل سائل : ماذا تريد الدعوة اليمانية فعله على الواقع؟؟؟!!! ما البديل الذي تطرحه قبال عطاء الحضارة المادية الهائل؟؟؟!!! لست مكلفا بالجواب إلا بحسب فهمي لأمر هذه الدعوة العظيم الذي قال عنه أهل بيت الحكمة والرحمة(ص) (أمرنا صعب مستصعب ….) ، وما تفضل علينا به الله سبحانه من الفهم لأمرهم العظيم هو أن هذه الدعوة تؤسس للآتي :
1- إقرار حاكمية الله سبحانه في الأرض ، وهي دين الله سبحانه الذي آلى العزيز الجليل على نفسه إقراره ولو كره الكافرون ، قال تعالى{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(التوبة/32) ، وقال تعالى{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(الصف/8) .
2- تقويض ما فرضته الحضارة المادية من أخلاق على الناس وغصبتهم على الامتثال لها تحت خدعة تطبيق القانون والالتزام به ، والغريب أن واضع القانون هو أول من يخرقه ، تمام مثل آلهة التمر عند الجاهلية حيث أن أول من يأكلها صانعها .
3- التأسيس للحضارة الأخلاقية القائمة على العدالة والرحمة والصدق .
4- إعمار الأرض بعد أن خربها أدعياء الحضارة المادية بنفاياتهم النووية السامة ، وتصحيرها ، وتبوير المساحات الزراعية فيها ، وما إلى ذلك من أمور أحدثتها الحضارة المادية جرت وبالا على البشرية .
5- نشر العلوم الحقة وهي علوم العقيدة والشريعة ، وبيان عظمة نفعها وبركتها . ولا يعني هذا الاستغناء عن العلوم التي انتجتها (الحضارة) وإحالته على التقاعد ، بل سيكون لهذه العلوم تقنينات تجعلها نافعة نامية تكشف عن مدى عظم الحضارة الأخلاقية ، ذاك أن هناك أمرا ينبغي الالتفات إليه وهو ؛ إن العلوم ليست نتاج الحضارة بل هي وسائل أتاحها الله سبحانه لخلقه ينالونها بما وفقهم هو سبحانه إليه لإعمار هذه الأرض غير أن هذه العلوم لو استعملت في منظومة الحضارة الأخلاقية ستكون نافعة جداً على العكس من عملها في منظومة الحضارة المادية حيث أن نفعها مرتبط بمضرتها ، ولذلك لو التفت أي باحث إلى محصلة هذه العلوم وهي تعمل في المنظومة المادية سيجدها صفراً ، لأنها بنفس القدر الذي تبني به فهي تعطي سبل الخراب ، ومن لا يصدق فلينتبه إلى كل منتج من منتجات العلوم الذي سخرته الحضارة المادية ن سيجد أن نسبة الفساد فيه معادلة لنسبة النفع بحيث تكون محصلتهما صفراً ، بمعنى آخر سنكتشف أن العلوم في منظومة الحضارة المادية هي واقعا معطلة وغير عاملة ، بينما سنلحظ أنها في الحضارة الأخلاقية الإلهية متنامية ، ذلك أن العلوم في الحضارة المادية مطلقا لا تستغني عن الوسائط بل هي كلما تتقدم باتجاه المادة تزيد من كم الوسائط والدليل ما نعيشه اليوم فما كنا نعده كماليا بالأمس صار اليوم أساسيا على وفق منهج الحياة المادية ، أما عمل العلوم في منظومة الحضارة الأخلاقية فسنلحظ عليها انسلاخها عن الوسائط والتخفف منها كلما ازدادت نماءً حتى أننا سنلحظ أن الدواء يكون بالكلمة لا غير ، وهذا ليس وهما أو تصورا اسطوريا ، أو كلاما عبثيا للاستهلاك ، بل هو حقيقة عاشها الناس مع انبياء الله سبحانه وأوصيائه ، وستكون هذه الحقيقة ـ إن شاء الله سبحانه ـ في هذا الزمان أشد نصاعة ، وأكثر وضوحا ، واجلى ، ذلك لأن كل الحقب التاريخية الماضية هي في واقعها كانت تمهيداً متواصلاً ودؤوباً للوصول إلى دولة العدل الإلهي التي تكون فيها كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا بحاكمية الله سبحانه وبمعطيات الحضارة الإلهية هي السفلى ، قال تعالى{… إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}(هود/81) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى