أدلة الدعوة اليمانيةزاوية العقائد الدينية

العلماء بالله

بسم الله الرحمن الرحيم

روي في كتاب تحف العقول لإبن شعبة الحراني ص 337 عن سيد الشهداء الامام الحسين بن علي (ع) أنه قال في خطبة طويلة (ذَلِكَ بِأَنّ مَجَارِيَ الأُمُورِ وَالأَحْكَامِ عَلَى أَيْدِي العُلَماءِ بِاللَهِ، الأُمَناءِ عَلَى حَلَالِهِ وَحَرَامِهِ). فلو تأملنا قليلاً في هذا الحديث الشريف سنجد أن مجاري الامور تعني زمام الامور أي (قيادتها و توجيهها). والعلماء إنما هي كلمة مطلقة و غير مقيدة فقد تعني العلماء في مختلف المجالات مثل العلوم التجريبية كالفيزياء والكيمياء والاحياء وعلم الارض وعلم الوراثة و غيرها فهل لهؤلاء العلماء قيادة للأمة ؟؟!

الواضح أن هذا الدور مختلف عن اختصاصهم. فليس لهم توجيه الامة وقيادة كيانها. فالحديث يقصد هنا علماء آخرون يفهمون تلك المجاري ويعرفون كيف يهتمون بها ويديرونها ويعالجونها. بل ويشترط أن يكون العلماء في خط الله تعالى لتحقيق أهداف السماء لقوله العلماء بالله، ونفهم أن العلماء هنا الذين يتصلون بالله سبحانه ويستمدون منه علمهم لتحقيق الاهداف التي أمر بها جل جلاله، وهنا أمر مهم ليكونوا الامناء على حلاله وحرامه ولا يخطئون فيه ابداً وهذا يؤكده قول الصادق (ع): (لولا اننا نزدد في كل ليلة جمعة لنفد ما عندنا من العلم) وهذا اوضح دليل على الاتصال بالله تعالى وهذا يوضح أيضاً أن العلماء هنا انما هم الحجج لله على عباده فلا تصلح قيادة الامة الا لهم فهم المعصومون من الخطأ الذين لا يخرجوننا من الحق ولا يدخلوننا في الباطل.

وهم ورثة الانبياء وخلفاء الرسول الاعظم (ص) وان منزلتهم مع الشهداء والصديقين. وان نومهم بالليل خير من قيام العباد. وان جلوسهم في بيوتهم خير من سفر المجاهدين. و ان مدادهم خير من دماء الشهداء. و ان من نظر الى و جوههم و ابواب بيوتهم كتب الله له ذلك عبادة. وان من سألهم من مسألتين أعطي في الاخرة مدينتين كل منها أكبر من الدنيا مرتين و الذين اذا مات احدهم ثلم من الاسلام ثلمة لا يسدها شيء.

إنما اعطى الله سبحانه هذه المنزلة لهؤلاء العلماء لصمودهم في خنادق الرسالة لرفع راية البيعة لله.

و الحمد لله وحده وحده وحده

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى