في أيامنا هذه غالباً ما تُرتكب المجازر، وللأسف الشديد، باسم الدين، وإن كانت دوافعها الحقيقية دنيوية صرفا. وعادة ما يكون المنفذون المباشرون من الجماعات المسحوقة التي تحتل الدرجات السفلى في سلم الطبقات الاجتماعية

. حيث يدفعها العوز المادي الشديد إلى القبول بأي عمل يوفر لها فرصة الافلات من براثن الفقر والجوع. وينضاف إلى المستوى الطبقي المتدني – ويكاد يلازمه أحياناً – مستوى وعي متدني بدوره. فالجماعات المذكورة تختطف وعيها الخرافات والأساطير، ويسيّرها الجهل الديني الفظيع. حيث يُصور لها رجل الدين على أنه ممثل الدين الذي لا ينبغي أن يُعصى أو يُخالف، أو حتى يُراجع، أو يُناقش! فكلمته حق مطلق، بل انها الدين نفسه، والعمل الإجرامي الذي يحرض عليه، أو يوصي به عمل جهادي مقدس يجعل من يُقدم عليه مقرباً من الله والانبياء والأئمة وسيُجزى عليه جنةً عرضها السموات والأرض! وهكذا يجد هذا الفرد المستضعف نفسه محاصراً من جهة بالفقر والعوز ومن جهة أخرى بالجهل والوعي الخرافي فينساق إلى مصيره الإجرامي كما تنساق الذئاب بغريزة القتل.