الأخبار

انتخابات العراق: هل تأتي الانتخابات المبكرة بالتغيير المنشود أم تكرس نفس الوجوه؟

اقشت صحف ومواقع عربية الانتخابات العراقية المبكرة المزمعة في يونيو/حزيران 2021.

ويرى فريق من الكتّاب أن الانتخابات إما ستؤدي لـ”خلاص العراق من أزماته السـياسـية أو وضعـه فـي أزمـة دائمـة”، بينما يرى فريق آخر أن “الأمل بالتغيير من خلال الانتخابات القادمة هو ضرب من الجنون”.

“السلسلة التي لا تنفك حلقاتها”

يقول إبراهيم الزبيدي في جريدة العرب اللندنية إنه “ليس هناك شك في أن الانتخابات القادمة يمكن أن تحدث تحسنا في الوضع العام العراقي، وترفع عن كاهل العراقيين بعضا من الغم والفقر والخوف، وتكسر بعضا من سطوة القوى والأحزاب الطائفية والعنصرية الشيعية والسنية والكردية”.

ويستطرد الكاتب قائلا: “قد تصبح الانتخابات المبكرة التي بشرنا بها رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إنجازا وطنيا مهما ولكن إذا ما وفر لها، هو ومعه حكومته وقواته المسلحة، بيئة صالحة تضمن إجراءها دون تلاعب وتزوير. ولكن الواقع الحالي لا يبشر بخير”.

ويتابع: “هناك أمران لا يوحيان بقدرة الكاظمي على تحقيق اختراق من هذا الوزن والنوع. الأول هو نعومته وسياسته المفضلة القائمة على لعبة مسك العصا من وسطها مع عصابات وقحة … والثاني أنه، حتى لو أراد المواجهة الحازمة الحاسمة معها، لن تنجده قواته المسلحة المخترقة المسيرة بالحشد الشعبي وبإيران، ولا أمريكا، ولا أي قوة خارجية أخرى”.

وفي موقع صوت العراق، يصف سعد الكناني المشهد بالقول: “غياب القرار السياسي الوطني، وطبيعة بنية النظام القائم على الطائفية والمحاصصة والتبعية، وسيطرة الميليشيات على قرار الدولة، وإصرار مجلس النواب على حماية الفاسدين سياسيا وتغليف عمل الميليشيات بقانون سمح لها أن تمارس عمليات الاختطاف والقتل والسرقة بهوية الدولة وسلاحها”.

ويضيف الكناني: “لانعرف هل هو حظ العراق العاثر، بحيث أصبح البلد يتنقل من مشكلة إلى أخرى، حتى صارت أزماته كالسلسلة التي لا تنفكّ حلقاتها، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشعب هو جزء لا يتجزأ من تلك المشكلات التي تعصف بهذا البلد، ويتحمل جزءا من المسؤولية عما وصل إليه البلد من وضع خطير بسبب سكوت الأغلبية من الشعب على هذا الظلم والفساد والدمار، حتى ثورة تشرين 2019”.

ويتابع الكاتب: “ومن يريد الخلاص من هذا الوضع السيء عليه أن يبحث عن إرادة سياسية وطنية مخلصة من خارج العملية السياسية الفاشلة محورها ثورة الشباب التشرينية لتعيد للدولة سيادتها وهيبتها بقرارات شجاعة تعمل لأجل العراق وشعبه فقط وليس عبر الانتخابات المزيفة تحت فوهات الكواتم وأحزاب الخزي والعار، ولا ننس أن الشعب كلما كان أكثر وعيا وأعلى ثقافة سيكون وقت الخلاص قريبا”.

أما فاضل حسين الخفاجي، فيقول على موقع “كتابات” المهتم بالشأن العراقي: “تبدو الأمور في العراق كما لو أن الشعب العراقي في السباق الأخير مع الزمن، فالأشهر القادمة هي فترة المخاض العسير وأقصد هنـا فترة الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في يونيو/حزيران 2021. فإما خلاص العراق من أزماته السياسية أو وضعه في أزمة دائمة”.

ويضيف: “لم يعد هناك وقت للتنصّل من المسؤولية أو إلقاء اللوم على القـدر أو الأيدي الخفية أو أمريكا أو غير ذلك من الحجج الجاهـزة. فمعروف أن قـدرنا بأيدينا وأن الدول الأجنبية مهما كان اسـمها فهي لا يهمها أو بالحقيقة لا ترغب في اسـتقرار العراق لأن الكثير مـن تلك الدول تعتاش على مشـاكل وعدم استقرار الدول الأخرى لأسباب شتى”.

ويتابع: “ولكن الأمر من قبل ومن بعد في أيدينا نحن أهـل العراق، ولمزيد من الوضوح، فإن الأمر كله في الوقت الراهن معلق برقاب مَن يسمون أنفسهم بالوطنيين … المطلوب ممن يدعي ‘الولاء للعراق’ أن يبرهن على عراقيته اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولم يعد هناك مجال لإبقاء التوتر بين القيادات السياسية والرئاسات الثلاث أو بين رئيس الوزراء وبعض أعضاء البرلمان. فالمهم الآن هو سرعة إقرار القوانين أو تعديلها وخاصة تلك التي تتعلق بالانتخابات القادمة”.

“ضرب من الجنون”

ويقول سيف إبراهيم في جريدة الزمان العراقية إن “الأمل بالتغيير من خلال الانتخابات القادمة هو ضرب من الجنون”.

ويعزي الكاتب ذلك لعدة أسباب منها “وجود نسبة كبيرة من الفقراء و التي تقدر بـ 40 في المئة من الشعب العراقي، تعني أن استغلال هذه الشريحة من قبل معظم الأحزاب الحالية هو أمر واقع لا محالة حيث هم دون غيرهم يمتلكون المال والنفوذ والسلطة، وبذلك ستعاد ذات الوجوه وإن اختلفت”.

ويرى إبراهيم أن “العراق مقبل على تظاهرات لاحقة، تطالب بذات المطالب و تثور من أجل أبسط الحقوق التي جزعوا وهم يطالبون بها دونما تحقيق، وسنشهد كذلك تكالب الأجندات وتعاون المرتزقة من أجل استغلال أوجاع الناس لتحقيق الغايات والمآرب الشخصية والإقليمية والدولية، ما لم تصل الطبقة السياسية الحالية إلى مرحلة من النضج ومحاولة الإصلاح والقضاء على المحاصصة والفساد”.

 

المصدر: بي بي سي عربية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى