زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

اليماني هو قائم آل محمد الحلقة الثامنة

قبل أن أدخل في موضوعي أود الإشارة إلى أمر مهم ، لكي لا تتلقف الظنون عبارة ( اليماني هو قائم آل محمد ) بكثير من الأوهام ، غير المقصودة من البعض والمقصودة من آخرين.

أود أن أقول: إن اليماني هو القائم بالسيف بأمر من أبيه الإمام المهدي (ع) ، وهذا المعنى الذي يؤكد وجود الإمام المهدي (ع) ، ويمنحه دوره الكامل سيكون دائماً حداً لن تتجاوزه كلماتي.

نخلص مما تقدم أن القائم هو أحمد ابن الإمام المهدي (ع) ،

وهذا القائم هو اليماني وهو صاحب الرايات السود ، ويكون مولده في البصرة من العراق .

وقد ورد في شرح أصول الكافي – مولي محمد صالح المازندراني :

( عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما ولد النبي ( صلى اللّـه عليه وآله ) جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو وجزة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال : أولد فيكم مولود الليلة ؟ فقالوا : لا قال : فولد إذا بفلسطين غلام اسمه أحمد به شامة كلون الخز الأدكن ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه قد أخطأكم واللّـه يا معشر قريش فتفرقوا وسألوا فأخبروا أنه ولد لعبد اللّـه بن عبد المطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه ، فقالوا : إنه قد ولد فينا واللّـه غلام قال : قبل أن أقول لكم أو بعد ما قلت لكم ؟ قالوا : قبل أن تقول لنا ، قال : فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه فانطلقوا حتى أتوا أمه فقال : أخرجي ابنك حتى ننظر إليه فقالت إن ابني واللّـه لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى وسمعت هاتفا في الجو يقول : لقد ولدتيه سيد الأمة فإذا وضعتيه فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمدا ، قال الرجل : فأخرجيه فأخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشيا عليه فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى أمه وقالوا : بارك اللّـه لك فيه ، فلما خرجوا أفاق فقالوا له : مالك ويلك ؟ قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا واللّـه من يبيرهم ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد فرحوا قال : قد فرحتم أما واللّـه ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب وكان أبو سفيان يقول : يسطو بمصره )([1]) .

 * الشرح : وقوله : ( قد أحظاكم ) إما بالحاء المهملة والظاء المعجمة من الحظوة بالضم أو الكسر : وهي المكانة والمنزلة أي جعلكم ذوي منزلة رفيعة بين للناس أو بالخاء المعجمة والطاء المهملة من الخطو وهو المشي والركوب والتجاوز ، يقال تخطى الناس وأخطاهم إذا ركبهم وجاوزهم وقال بعض الأفاضل في توجيه علم الرجل بذلك وتوجيه قوله « فولد إذا بفلسطين » بعد قولهم « لا » مذكور في الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين  يولد في مكة رجل معصوم اسمه أحمد وكنيته أبو القاسم وكذلك في قرية من العراق أحدهما نبي والآخر إمام ومذكور الليلة التي يولد فيها أحد الأحمدين ).([2])

والإمام ( أحمد ) الذي يولد في قرية من العراق هو اليماني والقائم وصاحب الرايات السود. وهو مذكور في الكتب المنزلة على الأنبياء السابقين


  ([1])شرح أصول الكافي : ج 12 – ص 420 – 421.

([2])  قد يقال بأن المولود في العراق هو الامام المهدي (ع) وهو امام ومعصوم ، فنقول إن الإمام المهدي اسمه محمد لا أحمد ، فان قيل : إن الكتب القديمة قد تعبر عن محمد بـ ( احمد ) كما هو الحال في رسول اللّـه  ، نقول: ولكن  هذا خلاف الأظهر ، لاسيما بعد علمنا بوجود إمام ومعصوم يولد في العراق اسمه احمد وقد ورد إن المهدي الأول اسمه أحمد ، وحمل الخبر على ان المراد منه الامام الامام المهدي (ع) ضرب من التجوز، وبالنتيجة يكون الخبر أقوى في المعنى الذي نذهب إليه.

……………………………………………………………………………………………………………..

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 22 – السنة الثانية – بتاريخ 21-12-2010 م – 15 محرم 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى