زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

اليماني هو قائم آل محمد الحلقة السادسة

قبل أن أدخل في موضوعي أود الإشارة إلى أمر مهم ، لكي لا تتلقف الظنون عبارة ( اليماني هو قائم آل محمد ) بكثير من الأوهام ، غير المقصودة من البعض والمقصودة من آخرين.

أود أن أقول: إن اليماني هو القائم بالسيف بأمر من أبيه الإمام المهدي (ع) ، وهذا المعنى الذي يؤكد وجود الإمام المهدي (ع) ، ويمنحه دوره الكامل سيكون دائماً حداً لن تتجاوزه كلماتي.

الدليل العاشر :

قال رسول اللّـه  : ( ياعلي إني مزوجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين وأحبهن إليّ بعدك وكائن منكما سيدا شباب أهل الجنة والشهداء المضرجون المقهورون في الأرض من بعدي والنجباء الزهر الذين يطفئ اللّـه بهم الظلم ويحيي بهم الحق ويميت بهم الباطل عدتهم عدة أشهر السنة آخرهم يصلي عيسى بن مريم خلفه )([1]) .

قوله  : ( عدتهم عدة أشهر السنة ) ، أي إن عددهم إثنا عشر، وهؤلاء الإثنا عشر  هم أبناء فاطمة وعلي عليهما السلام، إذن بالنتيجة يكون أحمد هو كمال عدتهم، أي هو الثاني عشر منهم ، وهو الذي يصلي خلفه عيسى (ع) إذن هو القائم .      

الدليل الحادي عشر :

الهداية الكبرى – الحسين بن حمدان الخصيبي   :

عن الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده الحسين ، عن عمه الحسن ، عن أمير المؤمنين عن رسول اللّـه (صلى اللّـه عليه وآله ) قال : ( إذا تواتت أربعة أسماء من الأئمة من ولدي فرابعهم القائم المؤمل المنتظر )([2]).

والأسماء التي تتواتى لابد أن تكون على اسم رسول اللّـه  لأن أي اسم آخر يُخرج الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) ، والآن لدينا :

1-   محمد الباقر 2- محمد الجواد 3- محمد المهدي  ، ورسول اللّـه لا يدخل في جردة الحساب لأنه  قال : من الأئمة من ولدي .

إذن الرابع لابد أن يكون أحمد ، وهو القائم المؤمل المنتظر عليه السلام .

الدليل الثاني عشر :

كتاب سليم بن قيس – تحقيق محمد باقر الأنصاري :

في خبر طويل … ( ثم ضرب بيده على الحسين عليه السلام فقال: ( يا سلمان ، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما من ولد هذا. إمام بن إمام ، عالم بن عالم ، وصي بن وصي ، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم . قال : قلت : يا نبي اللّـه ، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال : أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم لأن اللّـه هداهم به )([3]).

فالمهدي بحسب هذا الحديث الشريف أبوه يليه ، أي يأتي بعده ، وهو ما ينطبق على أحمد (ع) لأنه يرسله أبوه ليقوم بالأمر ويطهر الأرض .

وقد ورد في كتاب الغيبة – محمد بن إبراهيم النعماني :

 عن أبي عبد اللّـه الصادق ( عليه السلام ) ، قال : ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين : إحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ، وبعضهم يقول : قتل ، وبعضهم يقول : ذهب ، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير ، لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره([4])، إلا المولى الذي يلي أمره )([5]) .

وقوله: المولى الذي يلي أمره، أي يتولى أمره ، وأمره هو القيام وتطهير الأرض من الظالمين .

الدليل الثالث عشر :

كتاب سليم بن قيس – تحقيق محمد باقر الأنصاري :

في رواية طويلة … قال رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله لفاطمة  : إن لعلي بن أبي طالب ثمانية أضراس ثواقب نوافذ ، ومناقب ليست لأحد من الناس : إيمانه باللّـه وبرسوله قبل كل أحد ولم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي ، وعلمه بكتاب اللّـه وسنتي وليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير بعلك ، لأن اللّـه علمني علما لا يعلمه غيري وغيره ، ولم يعلم ملائكته ورسله وإنما علمه إياي وأمرني اللّـه أن أعلمه عليا ففعلت ذلك . فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي وفهمي وفقهي كله غيره . وإنك – يا بنية – زوجته ، وإن ابنيه سبطاي الحسن والحسين وهما سبطا أمتي . وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وإن اللّـه جل ثناؤه علمه الحكمة وفصل الخطاب . ميزات أهل البيت  الخاصة يا بنية ، إنا أهل بيت أعطانا اللّـه سبع خصال لم يعطها أحدا من الأولين ولا أحدا من الآخرين غيرنا : أنا سيد الأنبياء والمرسلين وخيرهم ، ووصيي خير الوصيين ، ووزيري بعدي خير الوزراء ، وشهيدنا خير الشهداء أعني حمزة عمي . قالت : يا رسول اللّـه ، سيد الشهداء الذين قتلوا معك ؟ قال : لا ، بل سيد الشهداء من الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء . وجعفر بن أبي طالب ذو الهجرتين وذو الجناحين المضرجين يطير بهما مع الملائكة في الجنة . وابناك الحسن والحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة . ومنا – والذي نفسي بيده – مهدي هذه الأمة الذي يملأ اللّـه به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . قالت فاطمة  : يا رسول اللّـه ، فأي هؤلاء الذين سميت أفضل ؟ فقال رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله : أخي علي أفضل أمتي ، وحمزة وجعفر هذان أفضل أمتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا – وأشار رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله بيده إلى الحسين عليه السلام – منهم المهدي والذي قبله أفضل منه ، الأول خير من الآخر لأنه إمامه والآخر وصي الأول . إنا أهل بيت اختار اللّـه لنا الآخرة على الدنيا . إخبار النبي صلى اللّـه عليه وآله بتظاهر الأمة على علي عليه السلام من بعده ثم نظر رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله إلى فاطمة وإلى بعلها وإلى ابنيها فقال : يا سلمان ، أشهد اللّـه أني حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم . أما إنهم معي في الجنة . ثم أقبل النبي صلى اللّـه عليه وآله على علي عليه السلام فقال : يا علي ، إنك ستلقي بعدي من قريش شدة ، من تظاهرهم عليك وظلمهم لك . فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك ، فإن لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بيدك إلى التهلكة ، فإنك مني بمنزلة هارون من موسى ، ولك بهارون أسوة حسنة . إنه قال لأخيه موسى : ( إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )([6]) .

في هذه الرواية يقول الرسول  إن أبا المهدي (ع) أفضل منه – أي أفضل من المهدي – ولكننا نعلم من روايات أخرى أن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) افضل من أبيه العسكري بل أفضل من جميع الأئمة من ذرية الحسين، فيتحصل أن المراد من المهدي في الرواية هو أحمد المذكور في وصية رسول اللّـه  والتي ذُكر فيها إن من أسمائه المهدي ، وإليكم بعض الأحاديث عن أفضلية الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) :

كتاب الغيبة – محمد بن إبراهيم النعماني :

عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّـه ، عن آبائه   ، قال : ( قال رسول اللّـه ( صلى اللّـه عليه وآله ) : إن اللّـه عز وجل اختار من كل شئ شيئا ، اختار من الأرض مكة ، واختار من مكة المسجد ، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة ، واختار من الأنعام إناثها ، ومن الغنم الضأن ، واختار من الأيام يوم الجمعة ، واختار من الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، واختار من الناس بني هاشم ، واختارني وعليا من بني هاشم ، واختار مني ومن علي الحسن والحسين ، وتكملة اثني عشر إماما من ولد الحسين تاسعهم باطنهم ، وهو ظاهرهم ، وهو أفضلهم ، وهو قائمهم )([7]).

الإستنصار – أبو الفتح الكراجكي :

عن أبي سعيد يرفعه إلى أبى جعفر ( ع ) قال : ( قال رسول اللّـه من أهل بيتي اثنى عشر نقيبا محدثون مفهمون منهم القائم بالحق يملاها عدلا كما ملأت جورا وما رواه ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّـه عن بائه ( ع ) قال قال رسول اللّـه ( ص ) ان اللّـه اختار من الأيام يوم الجمعة ومن الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليله القدر واختار من الناس الأنبياء واختار من الأنبياء الرسل واختارني من الرسل واختار من عليا ( ع ) واختار من على الحسن والحسين ( ع ) واختار من الحسين ( ع ) الأوصياء  وهم تسعه من ولد الحسين ينفون من هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين تاسعهم ظاهرهم ناطقهم قائمهم وهو أفضلهم )([8]).



  ([1])الغيبة للنعماني : ص58.

  ([2])الهداية الكبرى : ص 374.

([3])  كتاب سليم بن قيس : ص 429.

([4])  في الغيبة للشيخ الطوسي بلفظ : ( من ولده ولا غيره ).

  ([5])الغيبة للنعماني : ص 176.

  ([6])كتاب سليم بن قيس :ص 133 – 135.

  ([7])الغيبة النعماني : ص 73.

  ([8])الإستنصار : ص 8 – 9.

…………………………………………………………………………………………………………………………

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 19 – السنة الثانية – بتاريخ 30-11-2010 م – 24 ذو الحجة 1431 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى