زاوية الأبحاثعقائد الشيعة

بحث – من هو السفياني الذي يحارب المهدي (ع) الحلقة (8)

بحث - من هو السفياني الذي يحارب المهدي (ع) ؟؟؟ الحلقة (7)الخسف بالبيداء : البيداء هي المفازة التي لا شيء فيها وهي هاهنا اسم موضع مخصوص لمكان حصول الخسف بجيش السفياني ، فاذا نزلوا بالبيداء بعث الله تعالى جبرئيل فيقول يابيداء ابيد بهم فيخسف بهم اي اهلكيهم.

ويعلق الشيخ علي النمازي حيث يقول – بيد : وكأنها من الإبادة بمعنى الإهلاك ، فإنه يهلك فيه السفياني وجنده يخسف بهم الأرض ، وفيهم نزلت قوله تعالى : * ( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض ) مستدرك سفينة البحار – الشيخ علي النمازي ج1 ص454.

ومن وصايا رسول الله (ص) الى ابن مسعود حيث يقول :يا ابن مسعود : ما بلوى أمتي منهم العداوة والبغضاء والجدال أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم . والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم ويمسخهم قردة وخنازير . قال : فبكى رسول الله (ص) وبكينا لبكائه وقلنا : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : رحمة للأشقياء ، يقول الله تعالى : (َلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) . يعني فقهاء اخر الزمان  ). – مكارم الأخلاق- الشيخ الطبرسي  ص 450-451

والمسخ في العلماء غير العاملين كما مر في وصية رسول الله (ص) لابن مسعود ، أما الخسف ، أي قوله (ص) والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم ويمسخهم قردة وخنازير ، وفي قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) هذه الآية وردت في أحاديث أهل البيت (ع) ، إنها في زمن الظهور وتأويلها في جيش السفياني الذي يخسف الله بهم الأرض ، وهنا اشارة واضحة الى العلاقة بين العلماء غير العاملين المتمثلة بالمرجعية (المؤسسة الفاسدة ) وجيش السفياني ، ولو ربطنا بين كلام رسول الله (ص) وكلام الإمام الباقر (ع) في الرواية التالية ، يتضح لنا إن هناك رابط وثيق بين العلماء غير العاملين وبين جيش السفياني الذي يقع به الخسف فهما مشمولان في نفس الآية القرآنية : (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ).

وهذه رواية عن الامام الباقر (ع) لو وضعت الى جنب كلام الرسول (ص) المتقدم عن العلماء غير العاملين لتبين الارتباط الوثيق بينهم وبين السفياني وانهم والسفياني جهة واحدة:

عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : يكون لصاحب هذا الأمر غيبة وذكر حديثا طويلا يتضمن غيبته وظهوره ، إلى أن قال : فيدعو الناس – يعني القائم – إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب (ع) والبراءة من عدوه ولا يسمي أحدا حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله فتأخذهم من تحت أقدامهم ، وهو قول الله تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ …) يعني بقائم آل محمد (ص) … ) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ج 2 – الشيخ علي اليزدي الحائري    ص 106.

وعن النبي (ص) قال أوحى الله إلى بعض أنبيائه قل للذين يتفقهون لغير الدين و يتعلمون لغير العمل و يطلبون الدنيا لغير الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش و قلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل و أعمالهم أمر من الصبر إياي يخادعون و بي يستهزءون لأتيحن لهم فتنة تذر الحكيم حيراناً ) بحار الأنوار ج1 ص224 ، عدة الداعي ص70 .

وعن رسول الله (ص) قال : ( الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا قال (ص) إتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فأحذروهم عن دينكم ) . أصول الكافي ج1 ص46 ، بحار الأنوار  ج2 ص110.

وعن الإمام الصادق (ع) قال : (إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلةِ الناس اشد مما استقبله رسول الله (ص) من الجاهلية فقيل له : كيف ذلك ؟ فقال : إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس كلهم يتأولون عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به ويقاتلونه عليه ، أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر) بحار الأنوار ج52 ص363 .

وعن الحسين بن المختار قال حدثني ابن أبي – يعفور قال قال لي أبو عبد الله (ع) أمسك بيدك هلاك الفلاني اسم رجل من بني العباس و خروج السفياني و قتل النفس و جيش الخسف و الصوت قلت و ما الصوت أ هو المنادي فقال نعم و به يعرف صاحب هذا الأمر ثم قال الفرج كله هلاك الفلاني من بني العباس ) الغيبة للنعماني ص : 258 .

أقول : هل سأل أحد نفسه لماذا الإمام (ع) يقول الفلاني ،ربما يقول قائل للتقية ، فإذا كانت التقية فلماذا بعدها يقول من بني العباس ، فممن التقية إذا أشار الإمام (ع) لبني العباس صراحة ؟!! ، ولكن الفلاني : هو وزن لأسم كبير أصنام بني العباس في زمن الظهور (حنانيا العصر) وارث حنانيا الذي هو كبير علماء اليهود الغير عاملين الذين حاربوا عيسى (ع) ، وهو بمثابة جمل عائشة الذي كان يشتد وطيس الحرب عنده ، وكان القوم يبذلون قصارى جهدهم في الدفاع عنه بلا شعور ، ولكن عندما عُقِر ، انتهت الفتنة وفزع النيام ، وانتهت المعركة ،والفلاني وجوده فتنة وهلاكه فتنة ، ثم إن أهل الفتن وحادي ركبهم سفياني الكوفة وارث مكر وغدر معاوية سيطلبون دم الفلاني من بني العباس من علي (ع) (في زمن الظهور) واقصد المهدي الأول : كونه وصي الإمام المهدي (ع) كما كان علي ابن أبي طالب (ع) وصي رسول الله (ص) ولن يخطئوا سنة معاوية عندما طالب علي (ع) بدم عثمان ، والوصي هو محط الابتلاء دائماً ، فهل من متعظ !!! 

وعن أبي بصير عن الصادق (ع) ( قال قلت له ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ) فقال (ع) آما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ولكن احلوا لهم حراما وحرمواً عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون ) البرهان ج 10 ص120 ، أصول الكافي باب التقليد ج1 ص53 ح1 .

وفي الينابيع ورد : ( إذا خرج القائم (ع) فليس له عدوٍ مبين إلا الفقهاء خاصة ….) ينابيع المودة ج3 ص 215 .

وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله (ص) (يبايع لرجل بين الركن والمقام كعدة أهل بدر ، فتأتيه عصائب العراق وأبدال الشام ، فيغزوهم جيش من أهل الشام ، حتى إذا كانوا بالبيداء يخسف بهم ، ثم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم الله ، فكان يقال : الخائب من خاب من غنيمة كلب ) معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) – الشيخ الكوراني ج1 ص442.

ثم من هذا الذي يغزو ، ومن هو الذي من قريش !!! ؟؟؟  وقريش هنا دلالة على اعداء رسول الله (ص) عندما ظهر في ام القرى واليوم ام القرى هي النجف وقريش هم فقهاء النجف (الكوفة) علماً أن الذي من قريش غير صاحب الخسف وهو بعده لذا قال (ص) (يخسف بهم ، ثم يغزوهم رجل من قريش) . الجيش الذي يخسف به ربما هو جيش يمثل العلماء غير العاملين (فقهاء آخر الزمان) فقد ذكر رسول الله (ص) ذلك في أحاديث كثيرة .

وفي مخطوطة ابن حماد : ( يخسف بهم فلا ينجو منهم إلا رجلان من كلب اسمهما وبر و وبير ، تقلب وجوههما في أقفيتهما ) مخطوطة ابن حماد : وكلب قبيلة مسيحية معروفة، فربما المراد بالناجين – الذين وصفوا بانهم من قبيلة مسيحية – انهم من الامريكان الذين يرافقون جند المرجعية في هجماتهم على ابناء الشعب العراقي وقد تبين ان هؤلاء هم جيش السفياني بكل وضوح خصوصا بعد حفلات الشواء التي اقاموها للشيعة خاصة 

وعن أمير المؤمنين عليه السلام ) (. . . وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب أميرها رجل من كلب …. ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان حتى إذا توسطوا الصفايح البيض[1] بالبيداء [2] يخسف بهم …. فيومئذ تأويل هذه الآية : (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ)  مختصر بصائر الدرجات ج1 ص207

1. الصفايح البيض: وربما هي إشارة إلى (الذكوات البيض) عن الإمام الصادق (ع) …قال لمفضل : قلت : يا سيدي فأين تكون دار المهدي ، ومجتمع المؤمنين ؟ قال (ع) : دار ملكه الكوفة ، ومجلس حكمه جامعها ، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة ، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين ..

2. البيداء – بيد : وكأنها من الإبادة بمعنى الإهلاك ، فإنه يهلك فيه السفياني وجنده يخسف بهم الأرض ، وفيهم نزلت قوله تعالى : * ( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض ) مستدرك سفينة البحار – الشيخ علي النمازي ج1 ص454. للبحث تتمة ستأتي إن شاء الله.

————————————————————-

(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 29/سنة 2 في 08/02/2011 – 4 ربيع الاول 1432 هـ ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى