أخبار الدعوة اليمانية

بيان صادر من انصار الامام المهدي عليه السلام

( من أسرَّ سريرةً ألبسهُ اللهُ رِداءَها )

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً
( هذا بيان للناس وموعظة وهدى للمتقين ).

في الوقت الذي يرفع فيه داعي الحق يماني آل محمد السيد أحمد الحسن عليه السلام راية الحق، ويمد يداً كريمة لانتشال الإنسانية من مستنقع الظلم والرذيلة الذي غرقت فيه، في هذا الوقت وبنحو متزامن، يدرك من في قلبه جذوة نور أنه لم يكن مصادفة، أو اتفاقاً خالٍ من الدلالة، نشرت وسائل الإعلام المختلفة فضائح جنسية طالت المرجعيات الدينية الثلاث التي تتحكم بمصير ملايين البشر. فعلى مستوى المرجعية الدينية المسيحية فضح الله فقهاء السوء بقضية اللواط بالأطفال في كنائسهم، الأمر الذي اضطر بابا الفاتيكان إلى الاعتراف وتقديم اعتذار للمعتدى عليهم. وعلى مستوى المرجعية الدينية السنية؛ الأزهرية والوهابية على حد سواء، فشت في الفترة الأخيرة فتاوى رضاع الكبير وأضحت موضعاً للتندر والسخرية من قبل الجميع، ومن مختلف المشارب والانتماءات، بل إن الأمر خرج من دائرة الفتوى النظرية إلى دائرة التطبيق العملي، فقد ضبطت القوات السعودية في وقت قريب على المدعوة هيلة القصير أم رباب وهي من قيادات القاعدة برفقة مجموعة من الشباب يعيشون معها في نفس البيت بعد أن قامت بإرضاعهم رضاع الكبير ليعيشوا معها !
وحيث إن الباطل جهة واحدة، فها هي المرجعية الدينية الشيعية المتمثلة بفقهاء السوء الخونة تحذو حذو مثيلتيها؛ المسيحية والسنية، لتنفجر فضيحة مناف الناجي أكبر وكلاء السيستاني في محافظة ميسان، وهو يزني بنساء متزوجات ويقوم بتصويرهن، ففضحه الله بأن أوقع ما صوره بيد الناس، لتتداول الفضيحة المدوية أكثر المواقع الالكترونية وتُصبح مدار حديث الناس.
وإذا كان بابا الفاتيكان قد اعتذر من جرم قساوسته، فإن مرجعية السيستاني ذهبت بالجريمة إلى أقصى مدياتها، حيث أرسلت من يمثلها لعوائل الضحايا – كما أُشيع – طالبة منهم التكتم على الفضيحة عبر الإغراء بمال السحت الحرام، وبدعوى أن الحديث عنها يوهن الدين والمذهب ؟! وهكذا كما هو عادة مراجع السوء يحمّلون الدين والمذهب موبقاتهم، وبدل أن يحفظوا الدين والمذهب بمعاقبة المسيء يوفرون له الحماية، ويتكتمون على أمره، ويلصقون جنايته بالدين والمذهب، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هل أضحت سمعة الدين والمذهب – بعرف مراجع السوء – رهينةً لأخلاق مناف الناجي ومن لف لفه ؟  
إن فضح الله لهذه المرجعيات الثلاثة دليل ما بعده دليل على انحرافها عن جادة الدين الإلهي القويم، وعلى أنها لم تعد تمثل دين الله، وإنما هي مرجعيات شيطانية ضالة مضلة، فلا الفاتيكان يمثل عيسى عليه السلام ولا السنة يمتون بصلة لإسلام رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مراجع الشيعة يمثلون أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
فلو أن هؤلاء يمثلون الله كما يزعمون لما سمح بفضحهم هكذا جهاراً نهاراً، وعلى رؤوس الأشهاد، وبهذه الطريقة المخزية التي أعلن الكثير من العلمانيين والملحدين خجلهم منها، بل إن بعض الحيوانات تخجل منها كما لا يخفى.
والآن وبعد أن فضح الله فقهاء السوء، وعرّاهم بهذه الطريقة المخزية هل بقي عذر لمعتذر بإتباعهم ؟ هل يمكن لشريف بعد هذا أن يأمن هؤلاء على عرضه، فكيف يأمنهم على دينه ؟
يا من تدعون أنكم شيعة لآل محمد عليهم السلام إن غيرتكم تأبى عليكم بعد اليوم أن تأمنوا السيستاني ووكلائه على نسائكم وبناتكم، فكيف ترهنون دينكم لهم؟ وهل يبقى دين لدى من يتبع هؤلاء الأراذل المفضوحين، وهل يمكن لغيور أن يأتمن على دينه من لا يؤتمن على الأعراض؟
تفكروا لأنفسكم أيها الناس، فهي والله آية لكم، لقد فضح الله هؤلاء الدجالين وكشفهم لأعينكم، وبهذا انقطع عذركم، ومحقت حجتكم، ولله الحجة البالغة، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ ولا تظنوا أن آيات الله بلا هدف ولا رسالة تعتبروا بها، بل هي والله رسالة واضحة بليغة يُعرّفكم الله من خلالها حق داعي الله يماني آل محمد عليهم السلام السيد أحمد الحسن عليه السلام، عبر فضح أعدائه .
فقد روى الشيخ الكليني ( رحمه الله ) في الكافي ج 2 ص 296: بسنده عن عمر بن يزيد قال : ( إني لأتعشى مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذا تلا هذه الآية [ بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ] يا أبا حفص ما يصنع الإنسان أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : من أسر سريرة ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر ).
نعم .. فو الله العلي العظيم .. لا ينفع فقهاء السوء هؤلاء معاذيرهم ومحاولة ستر باطنهم المنحرف أبداً، فها انتم تنظرون إلى أن الله قد ألبسهم رداء الخزي والعار والانحراف، ناهيك عن مداهنة الطواغيت والكون في فلكهم ومشاركتهم في جرمهم بالقول والعمل .. وما خفي كان أعظم وأشنع !
فلو كان باطنهم الصلاح والإصلاح والعفة والشرف، لما ألبسهم الله تعالى رداء الفساد والإفساد والتهتك والرذيلة التي سودت وجه التاريخ بحروف ظلمانية.
فمن كان مع الله كان الله معه، ومن تولى الشيطان وكله الله إلى نفسه، بل يتولى الله تعالى فضيحته وكشف سريرته المخزية وخصوصاً إذا كان ممن يتبرقع ببرقع الدين وهو من الدين براء، فالله ستار العيوب إن كان صاحبها ممن يرتجى منه الصلاح والتوبة، وإلا يهتك الله ستره ويفضحه على رؤوس الإشهاد، كما جاء في الرواية عن الإمام الباقر (ع):
عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ما من عبد يعمل عملا لا يرضاه الله ، إلا ستره الله عليه ، فإذا ثنى ستره الله عليه ، فإذا ثلث أهبط الله ملكا في صورة آدمي يقول للناس : فعل كذا وكذا ) بحار الأنوار ج6 ص6.
فسبحانك ربي ما أحلمك … والى أي مرحلة وصل هؤلاء المنحرفون حتى نزعت عنهم سترك وهتكتهم .. ولكن كما يقال لو عرف السبب زال العجب .. فهؤلاء قد هتكوا أعراض الناس وتتبعوا عوراتهم .. فكان الله لهم بالمرصاد وفضحهم وهم في بيوتهم.
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) انه قال: ( معاشر المؤمنين ، لا تتبعوا عورات المؤمنين ، فمن اتبع عورة أخيه المؤمن ، اتبع الله عز وجل عورته ، ومن اتبع عورته هتكه في منزله ) مستدرك الوسائل ج 9 ص 110.
فهل من غيور على دينه؟ هل من غيور على عرضه؟ هل من معتبر بآيات الله؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
( أَوَعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوماً عمين ) الأعراف 63 – 64.
الأستاذ أبو محمد الأنصاري
أنصار الإمام المهدي ( مكن الله له في الأرض )
غرة رجب الأصب / 1431 هـ ق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى