زاوية العقائد الدينيةعقائد أهل الكتاب

الخلفاء بعد رسول الله (ص) … منصبين من الله

الإمامة        

الخلفاء بعد رسول الله (ص) ... منصبين من الله

الإمام هو عنوان لخليفة الله كما ان الرسول والنبي و و و.. كلها عناوين لخليفة الله.

فعقيدة أنصار الإمام المهدي (ع) هي أن واجبي الطاعة بعد الرسول (ص) منصبون من الله سبحانه وتعالى وليس من الناس ، فنحن نوحد الله في الطاعة ولا طاعة إلا لمن اختاره الله ونص عليه والسنة يقولون أنهم منصبون من الناس بالاختيار.

الأصل في وجوب الطاعة هو لله سبحانه

وللرسل والانبياء بالتبعية لانهم بامر الله سبحانه وتعالى ولا يامرون بغير ما يريد الله سبحانه… فالانبياء والرسل والملوك المختارين من الله سبحانه واجبي الطاعة :

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ   التي تتكرر في سورة الشعراء عند ذكر كل نبي من الانبياء المذكورين فيها

– الشعراء – الآية – 108  الآية – 110  الآية – 126  الآية – 131  الشعراء – الآية – 144  الشعراء – الآية – 150  الشعراء – الآية – 151  الشعراء – الآية – 163  الشعراء – الآية – 179  الشعراء – الآية – 211 

قال تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (النساء:54)

وقال تعالى  (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (البقرة246)

وقال تعالى   (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)…. والكثير جدا من الآيات

على طول المسيرة الانسانية جعل الله سبحانه وتعالى الطاعة لمن اختارهم هو وليس من اختارهم الناس : فقبل الرسول ص الطاعة واجبة فقط لمن نصبه الله لانبياء الله ولرسله المختارين منه وللملوك المختارين من الله كطالوت ع  وليس هناك وجوب طاعة لملك او خليفة اغتصب هذه الخلافة او الحكم واخذه من غير الطريق الذي ارتضاه الله سبحانه الذي هو ((التنصىب الالهي)) والنص عليه من الله عن طريق حجة سابق. فقد كان واجب الطاعة هو موسى وليس فرعون…وابراهيم ع وليس النمرود وهكذا

هكذا كانت سنة الله سبحانه في الذين خلوا من قبل : واجب الطاعة مختار من الله وليس من الناس آدم اختاره الله داود اختاره الله ابراهيم موسى عيسى آل ابراهيم  طالوت اختارهم الله سبحانه وتعالى

الخلفاء مختارون من الله هي سنة من سنن الله

يقول الله سبحانه وتعالى “سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ويقول سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً”. اذا سنة الله لا تتبدل ولا تتحول ممكن تتبدل التفاصيل والمصاديق لكن الاصل يبقى ثابت كما قال الله سبحانه في الآيات التي ذكرت.

و بعد رسول الله ص هل هناك واجبي طاعة ؟ ام انقرض واجبو الطاعة ؟ الجواب هو لا…هناك واجبي طاعة بعد رسول الله ص  لانها سنة الله

ولان الله سبحانه فرض طاعة اولي الامر طاعة مطلقة وقال :

يقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)  يقول الله سبحانه وتعالى (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)

فامرنا الله سبحانه بالرد الى اولي الامر وطاعتهم وقال انهم عالمين.

اذا هؤلاء واجبي طاعة مطلقا والدليل على انهم واجبي طاعة مطلقة هو اقتران الامر طاعتهم بطاعة الرسول ص دون أي قيد او تخصيص وهذه هي سنة الله.

مختارين من الله

ثم الآن بعد رسول الله ص هل تغيرت سنة الله …وصار واجب الطاعة (أي اولي الامر في القرآن) غير منصب من الله ؟ الجواب انها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا وكل واجب طاعة هو مختار من الله و منصب من الله وليس هناك أي دليل على تغيير هذه السنة.

فهم مختارون  من الله سبحانه وتعالى بمعنى ان رسول الله (ص) نص عليهم انهم خلفاءه من بعده ويكون بذلك تنصيب من الله سبحانه.

واقول كخلاصة :

اولا : هناك واجبي طاعة كانوا قبل الرسول ص وبعد الرسول ص

ثانيا : كل واجب الطاعة الى الرسول ص كان مختار من الله

ثالثا : سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا

وهم بعد الرسول (ص) الائمة الاثنا عشر والمهديين الاثنا عشر المنصوص عليهم في وصية رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته

أخبرنا أحمد أبن عبدون والحسين بن عبيد الله (الغضائري) عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – في الليلة التي كانت فيها وفاته – لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فاملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : ((يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه: عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الاكبر ، والفاروق الاعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الاسماء لاحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين))

واحمد اليوم يدعوكم للبيعة لله … لقانون من الله ومنفذ من الله.
والحمد لله وحده

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 (صحيفة الصراط المستقيم/عدد 10/سنة 2 في 28/09/2010 – 19 شوال 1431هـ ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى