زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

ما هي ادلة الدعوات الالهية

ان الله سبحانه و تعالى عندما خلق ادم (ع) فضله على خلقه و امرهم بطاعته و جعل له ادلة و براهين   تميزه عن باقي الخلق وفمن هذه الادلة :

اولاً : الوصية : فمنذ اليوم الاول الذي جعل الله فيه خليفة له في ارضه نص عليه سبحانه و هو آدم عليه   السلام و انه خليفته في ارضه و بمحضر من الملائكة (ع) و ابليس .

 قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ   الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) 30  البقرة .

فالدليل الاول هو ان الله عز و جل نص على آدم (ع) بمحضر من الملائكة و ابليس معهم لكي يعرفوا ان  خلافة آدم (ع) من الله و ليست من غيره , فالله هو الذي يعين خليفته و ليس غيره .

ثانياً : العلم : ان الله سبحانه و تعالى ميز آدم عن باقي خلقه الملائكة و الجن و منهم ابليس بالعلم لكي يعرفوه , قال تعالى (  وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) 31  البقرة .

فالملائكة في بادئ الامر اعترضوا على الله سبحانه و تعالى في خلق آدم (ع) و جعله خليفة على الخلق فعندما علم آدم الاسماء علموا انهم ليس لديهم العلم الذي مع آدم (ع) .

ثالثاً : حامل راية البيعة لله ( التنصيب الالهي ) : اي ان آدم (ع) يدعو الى الله و يقول الحكم لله و الملك لله و ليس الى الخلق فالله الذي ينصب من يريد و ليس للخلق ان يعترضوا على الله او على خليفته .

قال تعالى ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) 29  الحجر

و في قوله تعالى (  وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) 34  البقرة .

هذه الامور الثلاثة هي قانون الله سبحانه و تعالى لمعرفة الحجة على الناس و خليفة الله في ارضه , و هذه الامور الثلاث قانون سنه الله سبحانه و تعالى لمعرفة خليفته منذ اليوم الاول و ستمضي هذه السنة الالهية الى انقضاء الدنيا و قيام الساعة .

قال تعالى (  سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 23  الفتح

و قال تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 62 الاحزاب .

اذا تعرضنا الى هذا القانون الالهي بشيء من التفصيل نجد ان النص الالهي على آدم تحول الى الوصية لعلة وجود الخليفة السابق فهو ينص على من بعده بأمر الله سبحانه و تعالى و هذا من ضمن واجبه كخليفة لله في ارضه .

قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء اية 58 .

اما تعليم الله سبحانه لآدم (ع) الاسماء فالمراد منه معرفته بحقيقة الاسماء الالهية و تحليه بها و تجليها فيه ليكون خليفة الله في ارضه و هو عليه السلام انبأ الملائكة باسمائهم اي عرفهم حقيقة الاسماء الالهية التي خلقوا منها فالله سبحانه عرف آدم كل الاسماء الالهية و بحسب مقامه (ع) اما الملائكة فلم يكن كل منهم يعرف الا الاسم او الاسماء التي خلق منها و بهذا ثبتت حجية آدم (ع) عليهم بالعلم و الحكمة .

كذلك يعقوب (ع) يوصي الى يوسف (ع) قال تعالى (  وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )6  يوسف .

 فيعقوب (ع) يبين ان يوسف (ع) وصيه و انه امتداد لدعوة ابراهيم (ع) و بكل وضوح , و في قول يوسف (ع ) (  وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ) 38  يوسف .

فيوسف (ع) يؤكد انتسابه الى الانبياء (ع) و انه الخط الطبيعي لاستمرار دعوتهم (ع) .

و كذلك عرف يوسف (ع) ( بالعلم ) و تميزت دعوته عن باقي الدعاوى التي كانت موجودة في ذلك الحين , قال تعالى ( قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ )37  يوسف .

 و ايضاً يوسف عليه السلام رفع شعار ( البيعة لله ) اي الحكم لله و الله هو الذي ينصب و يعين خليفته او الحاكم المنصب من قبله سبحانه و تعالى , قال تعالى (  يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ 39 مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ 40 ) يوسف .

 بعد ان عرفنا وجود قانون الهي لمعرفة خليفة الله في ارضته و أدلته و انه مذكور في القرآن الكريم بل و جاء به كل الانبياء و المرسلين (ع) و منهم يوسف (ع) , نحتاج ان ننتفع و نعمل بهذا القانون الالهي في زمن الظهور المقدس – زمن يوسف ال محمد ( عليهم السلام ) – لان من لا يعمل بهذا القانون يكون من اتباع ابليس ( لعنه الله ) كما تبين و انت تجد حتى في الانجيل ان عيسى (ع ) يؤكد على ان الانبياء السابقين من بني اسرائيل قد ذكروه و بشروا به و اوصوا به . و كذلك جاء بالعلم و الحكمة و ايضاً رفع راية البيعة لله و طالب بملك الله و حاكميته و كذلك رسول الله محمد ( صلى الله عليه و اله ) اكد هذا الامر و بين ان الانبياء السابقين (ع) ذكروه و بشروا به و اوصوا به و انه مذكور في التوراة و الانجيل و جاء (ص) ليعلم الكتاب و الحكمة (  كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ 151 ) , ورفع راية البيعة لله و طالب بملك الله وحاكميته سبحانه و تعالى في ارضه  .

و كذلك ال محمد (ع) توجد اكثر من رواية عنهم (ع) اكدوا بها هذا القانون الالهي كي لا يضل شيعتهم و لكن للاسف من يدعون انهم شيعتهم اختاروا في آخر الزمان الكفر برواياتهم و الاعراض عنها و عن القرآن الكريم و اتباع اراء الناس فاضلوهم و خلطوا عليهم الحق و الباطل فلم يعد عندهم قانون لمعرفة الحجة المنصب من الله او خليفة الله .

قال تعالى (  هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ 2 وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) 3 الجمعة . والرسول في الاولين هو محمد ( صلى الله عليه و اله ) و اما الرسول في الاخرين فهو المهدي الاول من ولد الامام المهدي (ع) و مرسله هو الامام المهدي محمد بن الحسن (ع) و ايضاً يعلمهم الكتاب و الحكمة مما جاء به رسول الله (ص) , و هو صورة من محمد صلى الله عليه و اله و يبعث كما بعث محمد (ص) على فترة من الائمة و يعاني كما عانى محمد (ص) فلا بد من وجود قريش و حلفائها و ام القرى و الهجرة و المدينة و كل ما رافق دعوة رسول الله ( صلى الله عليه و اله ) فقط المصاديق و الوجوه تتبدل انما هي و هم كتلك و اولئك .

اذن عندنا نعرف هذا القانون الالهي و هذه الادلة الالهية نعرف حجة الله و خليفته في ارضه من خلالها في هذا الزمان .

فان السيد احمد الحسن (ع) جاء بهذا القانون الالهي الذي وضعه الله سبحانه و بلغ به الانبياء و المرسلين (ع) و محمد (ص) و ال محمد (ع) :

1–    جاء بوصية رسول الله (ص) و هذه الوصية ذكرته بالاسم .

2–    ايضاً جاء بالعلم الذي لم و لا يرد عليه احد منذ بدأ دعوته المباركة الى يومنا هذا و الباب مفتوح للرد .

3–  ايضا طالب باقامة حاكمية الله و رفع راية البيعة لله و طالب بملك الله سبحانه و تعالى اي ان الخليفة ينصبه الله و ليس للناس بالانتخابات ( الشورى ) . و جاء بادلة اخرى كثيرة منها الغيبية كالرؤيا و الكشف و الاستخارة و المعاجز و الكرامات . راجع اصدارات انصار الامام المهدي (ع ) على الموقع الالكتروني لتعرف المزيد .

………………………………………………………………………………………………………………..

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 26 – السنة الثانية – بتاريخ 18-1-2011 م – 13 صفر 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى