زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

النهي عن تفسير القرآن بالرأي

روى العياشي في تفسيره عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ” من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم   يؤجر وإن أخطأ خر أبعد من السماء ” . وفي الكافي عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ” ما ضرب   القرآن رجل بعضه ببعض إلا كفر ” وروى غير واحد من أصحابنا عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال :  ” من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ” . وحمل الرأي على الميل الطبيعي المترتب على   الأغراض الفاسدة كما احتمله بعضهم بعيد غاية البعد كما أوضحناه في كتابنا الدرر النجفية .

وما رواه   البرقي في كتاب المحاسن في باب ( أنزل الله في القرآن تبيان كل شئ ) عن أبيه عن الحسن بن علي بن   فضال عن ثعلبة بن ميمون عن من حدثه عن المعلى ابن خنيس قال : ” قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) في رسالة : وأما ما سألت عن القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة لأن القرآن ليس على ما ذكرت وكل ما سمعت فمعناه غير ما ذهبت إليه وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم ولقوم يتلونه حق تلاوته وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه فأما غيرهم فما أشد اشكاله عليهم وأبعده من مذاهب قلوبهم ، ولذلك قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه ليس شئ با بعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوام بكتابه والناطقين عن أمره وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم ( عليهم السلام ) لا عن أنفسهم ، ثم قال : ” ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ” فأما غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا ولا يوجد وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الأمر إذ لا يجدون من يأتمرون عليه ولا من يبلغونه أمر الله ونهيه فجعل الله تعالى الولاة خواصا ليقتدي بهم من لم يخصصهم بذلك فافهم ذلك أن شاء الله تعالى ، وإياك وتلاوة القرآن برأيك فإن الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور ولا قادرين عليه ولا على تأويله إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله تعالى واطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله تعالى ” .

عوالي اللئالي – ابن أبي جمهور الأحسائي – ج 4 – ص 103 – 110:

 وفي الحديث القدسي . ” لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل والعبادات حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ” وروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ” القرآن ذلول ذو وجوه ، فاحملوه على أحسن الوجوه “. وروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ” من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار “.  وروي عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : ( أن كتاب الله على أربعة أشياء ، على العبارة والإشارة واللطائف والحقايق . فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقايق للأنبياء ). وقال ( صلى الله عليه وآله ) : “ ان للقرآن ظهرا وبطنا ، ولبطنه بطن إلى سبعة أبطن ” .

وفي الأصول الأصيلة – الفيض القاساني – ص 32 – 33:

قال العلامة الطبرسي في أوائل مجمع البيان ” روى عن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار ، وصح عنه ( ص ) من رواية العامة والخاصة انه قال : اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وانما أحذف أسانيد هذه الأحاديث ايثارا للتخفيف ولاشتهارها عند أصحاب الأحاديث ” . ثم قال : ” واعلم أن الخبر قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن الأئمة القائمين مقامه عليهم السلام ان تفسير القرآن لا يجوز الا بالأثر الصحيح والنص الصريح ، وروت العامة أيضا عن النبي ( ع ) انه قال : من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ ، قالوا : وكره جماعة من التابعين القول في القرآن بالرأي كسعيد بن المسيب وعبيدة السلماني ونافع وسالم بن عبد الله وغيرهم ، والقول في ذلك أن الله سبحانه ندب إلى الاستنباط وأوضح السبيل إليه ومدح أقواما عليه فقال : لعلمه الذين يستبطونه منهم وذم آخرين على ترك تدبره والاضراب عن التفكر فيه فقال : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها وذكر ان القرآن نزل بلسان العرب فقال : انا جعلناه قرآنا عربيا وقال النبي ( ص ) : إذا جاءكم عنى حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط ، فبين ان الكتاب حجة ومعروض عليه وكيف يمكن العرض عليه وهو غير مفهوم المعنى ؟ ! فهذا وأمثاله يدل على أن الخبر متروك الظاهر فيكون معناه ان صح أن من حمل القرآن على رأيه ولم يعمل بشواهد ألفاظه فأصاب الحق فقد أخطأ الدليل ، وقد روى عن النبي ( ص ) انه قال : ان القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن الوجوه ، وروى عن عبد الله بن عباس انه قال : قسم وجوه التفسير على أربعة اقسام ، تفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير تعرفه العرب بكلامها ، وتفسير يعلمه العلماء ، تفسير لا يعلمه الا الله عز وجل ، فاما الذي لا يعذر أحد بجهالته فهو ما يلزم المكلف من الشرائع التي في القرآن وجل دلائل التوحيد ، واما الذي تعرفه العرب بلسانها فهو حقائق اللغة وموضع كلامهم ، واما الذي يعلمه العلماء فهو تأويل المتشابه وفروع الاحكام ، واما الذي لا يعلمه الا الله فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة ”

………………………………………………………………………………………………………………………………………………..

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 14- السنة الثانية – بتاريخ 26-10-2010 م – 18 ذو القعدة 1431 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى