أخبار سياسية منوعة

الصراع بين المجلس والدعوة نهاية حكم بني العباس في آخر الزمان

آثرت اليوم العودة الى المنبع الصافي الذي زهد به الناس مع الأسف الشديد على الرغم من أهميته العلمية والحركية الكبيرة ، وأقصد به أحاديث أهل البيت (ع) التي تتحدث عن وقائع آخر الزمان ، أي الزمان الذي يُتوقع فيه خروج القائم عليه السلام ، أقول الخروج وليس الظهور ، فالظهور وهو بداية الحركة وقد تحقق بحمد الله (( يظهر في شبهة ليستبين )) ، أما الخروج فالمراد منه الحركة المسلحة التي تستأصل الفساد وتطهر الأرض بعون الله ومشيئته ، وسينصب حديثي على ما ورد عن أهل البيت فيما يتعلق بدولة بني العباس في آخر الزمان .

قبل كل شئ لابد أن نفهم وجه الشبه بين الحكومة الحالية التي تحكم العراق ودولة بني العباس المعروفة في التأريخ العربي لنتبين السبب الذي استدعى تسميتها – أي الحكومة الحالية – بدولة بني العباس في آخر الزمان ، وفي هذا الصدد يمكننا الإشارة الى العاصمة بغداد التي اتخذتها الدولتان مركزاً للحكم ، ونشير كذلك الى أن عباسيي التأريخ – إن صح التعبير – كانوا يرفعون شعار يا لثارات الحسين لخداع الناس بأن ثورتهم على الأمويين هدفها ديني وهو إعادة الحق المغتصب لأهل البيت (ع) ، ودولة بني العباس في هذا الزمان ترفع الشعار نفسه وللهدف التضليلي ذاته .
وثمة دلائل أخرى كثيرة نتركها الى مناسبة أخرى إذا شاء الله تعالى ، ولا بأس من الإشارة السريعة لبعضها من قبيل أن السفياني الذي يسقط حكومة بني العباس لا يُقيض له هذا الأمر إلا بعد أن يدخل مدينة الكوفة ، وهي المركز الديني والفكري للحكومة الحالية كما لا يخفى ، بل إن بيعة السفياني تتم في الكوفة كما تصرح بعض الروايات .
ولا تناقض إذا قلنا أن روايات أخرى تسمي فقهاء النجف الخونة قبحهم الله بقريش ، فالمراد من التسمية هو أن القريشين ؛ قريش الأولى وقريش آخر الزمان كانوا يسكنون وتولون كهانة المراكز الدينية في زمانهم .
ونهاية دولة بني العباس وهو موضوعنا في هذا المقال تتم بعد اختلافهم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال ((…… إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج و ليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ و لن يخرج القائم و لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم فإذا كان ذلك طمع الناس فيهم و اختلفت الكلمة و خرج السفياني و قال لا بد لبني فلان أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم و تشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني و السفياني هذا من المشرق و هذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هنا و هذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما أما إنهما لا يبقون منهم أحدا ثم قال ع خروج السفياني و اليماني و الخراساني في سنة واحدة و في شهر واحد في يوم واحد و نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم و ليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس و كل مسلم و إذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رأيته راية هدى و لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل فهو من أهل النار لأنه يدعو إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ثم قال لي إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار و كرجل كانت في يده فخارة و هو يمشي إذ سقطت من يده و هو ساه عنها فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه )) [بحار الأنوار    230    52 ] .
وبنو فلان المقصود منهم بنو العباس في آخر الزمان بدلالة روايات أخرى من قبيل ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ” ملك بني العباس يسر لا عسر فيه، لو أجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلسان(3) لن يزيلوه، ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم(4) ويسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا هدها، ولا نعمة إلا أزالها، الويل لمن ناواه(5)، فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتى، يقول الحق ويعمل به “. النعماني الغيبة 502 – 249
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي كِتَابِهِ الْغَيْبَةِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ الْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تُحَرِّكْ يَداً وَ لَا رِجْلًا حَتَّى تَرَى عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُهَا اخْتِلَافُ بَنِي فُلَانٍ وَ مُنَادٍ يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ وَ يَجِيئُكُمُ الصَّوْتُ مِنْ نَاحِيَةِ دِمَشْقَ الْحَدِيثَ . وسائل‏الشيعة    13    56    15- باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائم .
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ اخْتِلَافُ بَنِي الْعَبَّاسِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ النِّدَاءُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجُ الْقَائِمِ مِنَ الْمَحْتُومِ قُلْتُ وَ كَيْفَ النِّدَاءُ قَالَ يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ عَلِيّاً وَ شِيعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ قَالَ وَ يُنَادِي مُنَادٍ فِي آخِرِ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ وَ شِيعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ . الكافي    310    8    حديث الفقهاء و العلماء …..  ص : 7 .
إذن حكومة العمائم التي تربعت على كرسي الحكم في العراق ألان تعتبر من مصاديق حكومة بني العباس التي ذكرتها الروايات بكثرة والتي تكون في الصف الأول في المواجهة الشرسة للإمام المهدي أول ظهوره  والتي تتمثل بمحاربة اليماني والخراساني كون الاثنين يمثلان مقدمة ظهور الإمام المهدي (ع) ويكون القضاء على هذه الحكومة الطاغوتية من قبل ثلاث جهات اليماني و الخراساني والسفياني , عن أبي جعفر الباقر ع ( أنه سمعه يقول لا بد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا و اختلفوا و تشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني و السفياني هذا من المشرق و هذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا و هذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما أما إنهما لا يبقون منهم أحدا أبدا خروج السفياني و اليماني و الخراساني في سنة واحدة و في شهر واحد في يوم واحد و نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم و ليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ) بحارالأنوار    234    52  .
أما صفات تلك المرحلة من الحكم فتتركز في عدة أمور حددتها الروايات حيث يصيب الناس جوع وخوف وموت كثير بسبب تلك الحكومة الظالمة: ــ
عن أبا عبد الله ع يقول ( إن قدام القائم بلوى من الله قلت ما هو جعلت فداك فقرأ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ ثم قال الخوف من ملوك بني فلان و الجوع من غلاء الأسعار و نقص من الأموال من كساد التجارات و قلة الفضل فيها و نقص الأنفس بالموت الذريع و نقص الثمرات بقلة ريع الزرع و قلة بركة الثمار ثم قال و بشر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم ع ) الإرشاد    377    2 على أن بعض الروايات تصف الحال عكس ذلك الوضع السيئ تماما والظاهر إن المقصود في هذا الوضع الحسن واليسر هم أركان حكومة بني العباس ومواليهم والله اعلم :ــ
عن أبي صادق عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : (( ملك بني العباس يسر لا عسر فيه لو اجتمع عليهم الترك و الديلم و السند و الهند و البربر و الطيلسان لن يزيلوه و لا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم و أصحاب دولتهم و يسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم لا يمر بمدينة إلا فتحها و لا ترفع له راية إلا هدها و لا نعمة إلا أزالها الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر و يدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق و يعمل به )) الغيبة للنعماني  ص 14
أما علامات نهاية هذه الدولة الطاغوتية الظالمة فقد وردت عدة علامات أهمها هو اختلافهم كما سلف القول (لا يكون فساد ملك بني فلان حتى يختلف سيفاهم فإذا اختلفوا كان عند ذلك فساد ملكهم ) الخرائج‏ والجرائح    1164    3
عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع كان أبو جعفر ع يقول ( لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الأخرى فقال نعم و لا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان و تضيق الحلقة و يظهر السفياني و يشتد البلاء و يشمل الناس موت و قتل يلجئون فيه إلى حرم الله و حرم رسوله ) بحارالأنوار    156    52
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ ( الْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تُحَرِّكْ يَداً وَ لَا رِجْلًا حَتَّى تَرَى عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُهَا اخْتِلَافُ بَنِي فُلَانٍ وَ مُنَادٍ يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ وَ يَجِيئُكُمُ الصَّوْتُ مِنْ نَاحِيَةِ دِمَشْقَ ) وسائل‏الشيعة    13    56
عن أبي عبد الله ع ( اختلاف بني فلان من المحتوم و … ) بحارالأنوار    288    52
وطريقة نهاية بني العباس مفاجئة و مهولة کما تصفها الرواÌات :ــ
وورد عنهم ع (… إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار و كرجل كانت في يده فخارة و هو يمشي إذ سقطت من يده و هو ساه عنها فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه ) بحارالأنوار    230    52
قال أمير المؤمنين ع (… أن أخذ بني فلان بغتة و قال ع لا بد من رحى تطحن فإذا قامت على قطبها و ثبتت على ساقها بعث الله عليها عبدا (عنÌفا)عسفا خاملا أصله يكون النصر معه أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال سود ثيابهم أصحاب رايات سود ويل لمن ناواهم يقتلونهم هرجا و الله لكأني أنظر إليهم و إلى أفعالهم و ما يلقى من الفجار منهم الأعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية و البحرية جزاء بما عملوا وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) بحارالأنوار    232    52

عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال ( ليس يرى أمة محمد فرجا أبدا ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت …) بحارالأنوار    269    52
بقي ان نعرف ان حكومة بني العباس قائمة على تشريعات فقهاء خونة لأنها اصلا قامت باسم الدين وتحت شعارات دينية وعليه فان تصفيتهم أول ما يفعله القائم (ع) عندما يدخل الكوفة فتجتمع الناس على أمر واحد بعدما كانوا متفرقين كل جماعة تتبع مرجعاً كما تبين ذلك من الروايات :ــ عن مالك بن ضمرة قال : (( قال أمير المؤمنين ع يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا و شبك أصابعه و أدخل بعضها في بعض فقلت يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير قال الخير كله عند ذلك يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله و على رسوله ص فيقتلهم ثم يجمعهم الله على أمر واحد )) .
فنهاية ملكهم إذن تتأتي بغتة كما تسقط جرة الفخار عن الباقر عليه السلام : (( إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل(4) كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فأنكسرت، فقال حين سقطت: هاه – شبه الفزع – فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه )) . غيبة النعماني256 .
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) على منبر الكوفة: ” إن الله عزوجل ذكره قدر فيما قدر وقضى وحتم بأنه كائن لا بد منه أنه يأخذ بنى أمية بالسيف جهرة، وأنه يأخذ بنى فلان بغتة(5) “. النعماني256 .
وهاهي خلافاتهم التي فيها مقتلهم تستفحل يوماً بعد آخر ، فبعد الصراع مع التيار الصدري ، ينشب اليوم صراع بين الدعوة حزب المالكي والمجلس الأعلى حزب الحكيم ، وإذا جاز لنا أن نشبه الصراع العميق والقديم بين المجلس والدعوة بكرة الثلج المتدحرجة ، فلابد أن نؤكد على أن الكرة قد انطلقت في اليوم الأول الذي تأسس فيه المجلس في إيران ، وأن المسافة التي قطعتها الكرة ستبلغ عما قريب حداً من العظم لا يمكن معه لسد أن يقف بوجهها ، وإنها في طريقها الحتمية لتدمير كل ما يصادفها ، فالأخوة الأعداء تجاوزوا هذه المرة مرحلة الإبتسامات السمجة الباردة ، وسياسة تأجيل الصراع ، والى غير رجعة .
لقد بلغت اللعبة نهايتها ، وعما قريب بإذن الله تعالى سنشهد نهاية الظالمين وحكمهم الذي شوه الدين والتشيع ، ولله أمر هو بالغه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى