زاوية الأبحاث

أفحكم الجاهلية يبغون؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

إن صراع البشرية على الجلوس على كرسي القدرة لم يبرد منذ أن أنزل آدم(ع) إلى هذا العالم ، بل بقي ساخنا مصطبغا بالدماء ، مرتديا لأثواب الزيف والكذب ، سالكا سبيل الجاهلية على عماء! فالناس لا يختلفون بل ولن يقع بينهم الاختلاف إلا بسبب كرسي القدرة ؛

أي (الحكم) ، وفي سبيل ذلك الكرسي اضطربت الرؤوس ، وامتحنت النفوس ، وشرعت الأمم بقلوبها وألسنتها وأيديها إلى تغيير ما فطر الله سبحانه الناس عليه ، واجترحت لذلك الصعاب ، وارتكبت في ذلك السبيل الموبقات والعظائم ، وتفننت في سبل الخداع والتزييف كي يطمسوا النهج الإلهي الذي تفضل به سبحانه على خلقه كي يكونوا جديرين بتمثيل الله سبحانه في كل العوالم ، غير أنهم في هذا العالم غرّهم صنيعة الاستواء التي جعلهم بها خالقهم سبحانه حينما ساوى في خلق الأنفس بين جنبتي الفجور والتقوى ، وترك للإنسان حرية الاختيار على سبيل الابتلاء والاختبار ؛ أي السبيلين يختار؟! مع بيان أيهما أهدى ، فكان لسبيل النجاة الذي هدى الله سبحانه خلقه إليه ـ بحسب ما أفهم ـ نجدان ظاهران واضحان وضوح الشمس في رابعة النهار فكان أحد النجدين ؛ النبوة ، والآخر ؛ الإمامة وكلا النجدين من البيان بمكان لا ينكرهما إلا جاحد قال تعالى{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}(البلد/10) ، وقال تعالى{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}(الإنسان/3) ، فالحق سبحانه لم يضيع خلقه في هذا العالم الدنيوي فأرسل للناس أنبياء وأوصياء(ع) ، قال تعالى{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}(النساء/165) ، لذا فكرسي القدرة لم يخلقه الله سبحانه ليجعله ساحة صراع بين خلقه ، بل خلقه ليجعله ساحة ابتلاء واختبار لكم الطاعة ونوعها ، ولكن الناس بدلوا نعمة الله سبحانه كفرا ، وجعلوا الكرسي ساحة صراع وقتل وقتال وتناحر ، وانتهاك لإنسانية الإنسان!!!

وما يثير العجب اليوم أن الناس تدّعي التطور والتقدم وبذات الوقت راحت تعيد تصنيع الجاهلية مرة أخرى ، محاولة هذه المرة جعل القدرة لعبة مشاعة بين الناس ـ ظاهراًـ باسم (الديمقراطية) لتثور فيهم نزعة الفجور ، وتسيل لعابهم وتمد أعناقهم وتستدرجهم لدخول ميدان تلك اللعبة ، وهناك سيكون اللاعبون جميعهم محكومون بقانون اللعبة الذي من ثماره العسلية المشوبة بالسم ، بل لعلها ثمرته الوحيدة (البقاء للأقوى) ، وهذه الثمرة تعني أن غير الأقوى لا يستحق البقاء ، ومن هنا يستبين لمن له أدنى نظر أن هذه اللعبة هي (لعبة الموت) الحقيقية ، ولذلك يرى الرائي أن القائمين على تلك اللعبة يجهدون أنفسهم ويبالغون في تزيينها وزخرفتها في أعين الناس كي يقولوا مثلما حكى القرآن بقوله تعالى{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ}(القصص/79-81) .

إن القدرة ما كانت لتكون في يوم من الأيام لعبة لولا ميل الناس عن سبيل الحق ، ونقضهم ما عاهدوا الله سبحانه عليه ، فحولوا تلك النعمة الإلهية العظيمة إلى لعبة بيد الجُهّال والسفهاء قولا وفعلا يتداولونها بشيطنة نكراء ، ويلبسونها كل يوم ثوبا لتبدو لمريديها جديدة ، غير أن محتواها هو هو لم يتغير ، ولم يتبدل إذ لا فرق بين حكومة(صدام) بالأمس القريب ، ولا حكومة (المالكي) اليوم ، فالمركب هو المركب ، ولا يعني تغير طاقم القيادة من صيغة الفرد الحاكم ، إلى صيغة القيادة الجماعية شيئاً ، بل ربما صعب على الناس التي انخدعت بتلك اللعبة الجديدة الخلاص من أنياب الذئاب ، فهي في الماضي دفعت ثمنا باهضا عندما كان في قمرة القيادة ذئب واحد ، فما بالك اليوم والقمرة فيها حشد من الذئاب التي تتصارع بطرق مختلفة على الفوز بلعبة القدرة واحتيازها؟؟؟!!!

لقد كشفت لعبة الانتخابات الأخيرة عن ذلك بوضوح تام ، فالذين نصبهم الأمريكان على رقاب الناس هم أنفسهم يتداولونها بينهم ، منذ مجلس الحكم سيء الصيت إلى يومنا هذا ، فالوجوه هي الوجوه ، وعلى حد تعبير أحدهم ؛ إن الانتخابات الحالية سوف لا تشهد تغييرا في الخارطة السياسية ، فالقوى السياسية المسيطرة باقية كما هي ، ولكن ربما نشهد تبدل لميزان القوة بين تلك الكيانات والقوى السياسية!! إذن فالذئاب مطمئنة على وجودها في حضيرة (العراق) ، وتقدم أحدها وتأخر الآخر لا يزعج الذئاب بقدر ما ينقص نصيبها في ما تغنم من حضيرة (العراق) ، بعد أن اطمأنت الذئاب إلى تدجين من بقي في الحضيرة ، وجعل من فيه عرق تمرد أسير القيود الكثيرة التي نجحت الذئاب بمساعدة المدجنين على إحكامها على رقاب أولئك الرافضين لتلك اللعبة ، وكذلك نجحت حكومة الذئاب بتشريد شعب كامل تعداده أكثر من خمسة ملايين آدمي في المنافي ولكل امرء منهم سببه في الهرب من فرن الديمقراطية (الكردية الشيعية السنية) التي أهلكت الحرث والنسل ، وحولت جغرافية العراق إلى مجمع للأسلاك الشائكة والكتل الإسمنتية ، وبيادق شطرنجية دفعت ماء وجهها وأرواح جيوبها كي تمن عليها عصبة الذئاب بالتوظف فيما أسموه بـ(القوات الأمنية) ، وحقيقة تلك القوات هي أنها ليست سوى جماعات من المرتزقة تقتل لترتزق ، ولذلك رأينا بأم أعيننا فعل تلك القوات في (صولات فئران المالكي) كيف قتلوا فقراء العراق بدم بارد وكيف حرقوا جثثهم بالإطارات المستهلكة إمعانا في الإجرام والتمثيل ، هذا غير الممارسات المنافية لكل ما يمت للأخلاق بصلة من فعل تلك القوات وسدنتها في الظلام ، فإذا كان فعلهم الظاهر تأنف منه الكلاب ، فكيف سيكون فعلهم بعيداً عن كاميرات الإعلام ، ولقد كان فعل تلك القوات في العاشر من المحرم من عام 1429هـ ق مع أنصار الإمام المهدي(ص) أبين من أن يخفيه ضجيج المتأمركين من الساسة ومن خلفهم حوزة السيستاني الشيطانية وزبانيتها ، وكل أولئك الذين انفضح انحرافهم على يد أنصار الإمام المهدي(ص) عن خط أهل البيت(ص) ، وعما تدعيه من مدعيات انكشف زيفها على الواقع من أنها تدافع عن شيعة آل محمد(ص) ، وللأسف انخدع بعض المغرر بهم بتلك الأكاذيب ووقعوا في أحابيل الذئاب التي سمت نفسها (أحزابا أصنامية) ومن خلفهم مرجعية شيطانية قتلت شباب الشيعة المجاهدين في انتفاضة النجف الباسلة ضد المحتل الغاصب ، وأعانت الأمريكان وكلبهم (علاوي) ومن خلفهم زمر البرزاني والمرتزقة لذبح الشباب المجاهد في انتفاضة النجف التي كانت بحق ملحمة أخزت الذئاب وسيدهم وكشفت تواطؤ الحوزة السيستانية الشيطانية ، ولولا تواطؤ أولئك وتخاذل الناس عن دعم المقاومين ، ونجاح المحتل في تفعيل دور الطابور الخامس ، وضعف إمكانات المقاومين وعملهم خارج إطار قيادة شرعية قادرة على إدامة زخم الفعل المؤثر في المحتل وزبانيته ، فضلا على أمور كثيرة أجهضت تلك النفرة المباركة لأولئك المجاهدين ، وخلف بعد أولئك خلف لفعل المجاهدين ليساوموا بتلك الدماء الزاكيات ويجعلونها ثمنا (بخسا) للدخول في لعبة الذئاب المنحرفة التي كانت سببا وراء إراقة تلك الدماء الزاكيات!!!

لاشك في أن ما حدث في العراق طوال تلك السنوات العجاف ما هو إلا جاهلية جديدة تطل بقرنها على زمن يدعي أهله أنهم مسلمون ، وأنهم في زمن الانفجار المعرفي ، ولعل الواقع يحكي خلاف المعلن حيث نشاهد اليوم هذه العصابات الحاكمة تساوم على الدماء والأعراض والكرامات والأرض من أجل أن تبقى على كرسي القدرة ، وبالمقابل نرى أن تلك العصابات تخشى أشد الخشية من انسحاب أمريكي قريب مفاجئ يعري تلك العصابات ويكشف عن خبث مشروعها في العراق وأنها واقعا لم تكن سوى دمى يحركها اللاعب الأمريكي لجعل الشقة بعيدة بين الناس وبين الإيمان الفعلي بقضية الإمام المهدي(ص) التي لا تؤمن بتلك الخزعبلات المسماة (ديمقراطية) ، وهي تعلم أن واجبها الحقيقي هو التهيؤ لنصرة الإمام(ص) في أي وقت يظهر له صوت يدعو له ، تماما كتلك النهضة التي وئدت في مهدها مع ظهور السيد محمد الصدر(رحمه الله) ، ولما ظهر صوت الإمام المهدي(ص) الحق على لسان وصيه ورسوله السيد أحمد الحسن يماني آل محمد(ص) ، والتفاف الشباب حول تلك الدعوة المباركة وجدنا أن كل الآلة الإعلامية والمادية الضخمة التي تمتلكها تلك الحوزة التي قتلت الصدرين(رحمهما الله) ، وحاربت كل من يدعو بدعوة الحق ، سخرت لمحاربة تلك الدعوة المباركة وبنفس الحجج الواهية التي تحارب بها كل دعوة إلهية ـ سبحان الله ـ لو أن الناس تقرأ القرآن حقا بشيء من التدبر لوجدت أن كتاب الله سبحانه يفضح أولئك العلماء الضالين المضلين الذين يتمترسون بدرع الحوزة العلمية ليحاربوا به قضية الإمام المهدي(ص) ، ولذلك ففي كل المرات التي يتحاور بها الأنصار مع الناس بما فيهم أصحاب الفكر يواجههم أولئك بعد التسليم بكل الحجج والبراهين المحكمة التي يسوقها الأنصار لإثبات أحقية دعوة وصي ورسول الإمام المهدي(ص) ، فيواجهون لهم السؤال الآتي : لماذا لا يصدقه علماء الحوزة؟؟!! ولماذا يفتي أولئك العلماء ببطلان تلك القضية؟؟؟!!! ولا ريب في أن هذين السؤالين هما حجة على السائل لا المسؤول ، فهذان السؤالان حجة على الناس وعليهم أن يطالبوا أولئك العلماء بإظهار الحجة والدليل القاطع على ما يدعون ، وعليهم أن يواجهوا براهين وحجج دعوة وصي ورسول الإمام المهدي(ص) التي حاصرتهم حتى في مناماتهم وأخذت بتلابيبهم ، وأقضت مضاجعهم وجعلتهم أمام الابتلاء الحقيقي ؛ إما أن يقروا بالحق ويتنازلوا عن كل تلك الوجاهة التي أنفقوا في سبيلها عمرا طويلا ، أو ينفروا إلى أعداء الله سبحانه ويصيروا في معسكرهم كي يحافظوا على مكتسباتهم الدنيوية التي حصلوا عليها باسم الدين!!!

لقد كان علماء السوء تماما كما أخبر المسيح(ع) عندما قال لهم ـ فيما معناه ـ (يا علماء السوء أنتم كحجر وقع في فم نهر لا أنتم تشربون ولا تتركون الماء يخلص إلى الزرع) ، وقال (ع) (يا علماء السوء أنتم في باب الملكوت تقفون فلا أنتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون) ، وهذا تماما هو فعلهم اليوم الذي يشابه فعل علماء اليهود مع المسيح(ع) عندما اصطفوا بصف القيصر وهم يعلمون ببطلانه ، ودفعوه إلى صلب المسيح(ع) وهم يعلمون أنه الحق ، بل المثير أنهم عندما خيروا بين إخلاء سبيل قاتل مجرم ، أو إخلاء سبيل المسيح(ع) صاحب دعوة الحق ، كلهم تنادوا بصوت واحد ؛ اصلب المسيح(ع) ، وأطلق سراح المجرم!!! وها هو المشهد يعود مرة أخرى فها هي حوزة النجف التي تدعي تمسكها بمذهب أهل البيت(ص) ، وتصطف بصف الأمريكان وتدعمهم سرا وعلانية ، وتغري الناس بأهلهم للإيقاع بهم وتسليمهم أو قتلهم ، وهم يعلمون تماما أن كل قطرة دم عراقية تسقط ظلما وعدوانا فهي تشكل وصمة عار في جبين كل الفقهاء الذين يقولون ما لا يفعلون ، ويكشفون عن تحالف حوزة الشيطان مع الأمريكان ، ولا اعتبار لكل ما يظهروه من أفعال توهم السذج والجهال أن أولئك العلماء يحيون مراسم الدين ويحافظون على المسلمين ، ونحن هنا نسال كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ؛ ما العلامة التي تؤكد هويتكم وانتماؤكم؟؟ أ هو القيام بالعبادات والفرائض من صوم وصلاة وغيرها من العبادات التي هي بواقعها فروع الدين وليست أصوله؟! والكل يعلم أن لا اعتبار للفروع من دون إقامة الأصول ، والأصل في دين الله سبحانه هو ما أوصى الرسول(ص) أمته بالتمسك بهما القرآن والعترة إلى أن يردا عليه الحوض فإنهما لن يفترقا أبدا ، ونظرة متدبرة تكشف لنا عن سر وصية رسول الله(ص) التي تنصلت عنها الأمة بسوادها اليوم عندما تركت القرآن ورضيت الاحتكام إلى دساتير موضوعة ، واغتصبت مسند القدرة من أصحابه الذين نصبهم الله سبحانه وقتلتهم وشردتهم وطردتهم ، وقتلت أنصارهم وشردتهم وطاردتهم ، حتى أن المرء ليعجب عندما يسمع أن هناك قبرا لوليا من أولياء الله سبحانه في أقاصي البلاد البعيدة ، ناء عن الأهل والمحل لا لذنب سوى أنه دعا الناس إلى دين الله سبحانه ، واليوم السيرة ذاتها تعاد مع وصي ورسول الإمام المهدي(ص) وأنصاره لا لذنب اقترفوه ، ولا لشريعة استحدثوها ، بل على العكس تماما فعلوا عندما وجدوا الناس تخلع من أعناقها بيعتها للإمام(ص) عندما دعاهم الشياطين إلى الانتخابات ، قالوا لهم باللسان والقلم إنكم بفعلتكم تلك تخرجون من الدين الإلهي وتدخلون في الدين الأمريكي(الديمقراطية) ، وتجاهل عموم الناس دعوة الأنصار وذهبوا إلى صناديق الانتخاب ليخلعوا من رقابهم بيعة الإمام(ص) ويعقدوا البيعة لطاغوت جديد ، وعندما جاء الاقتراع على الدستور كذلك نادى الأنصار الناس بعالي الصوت ؛ أيها الناس أنتم بفعلتكم تلك تجعلون القرآن خلف ظهوركم وتعيرون وجوهكم إلى كتاب كتبه أعداء الله سبحانه ، وكذلك ليس هناك من مجيب إلا نفر قليل سمعوا مقالة الحق فوعوها ، أ بعد هذا من منا الذي أحدث في الدين وبدل شريعة الله سبحانه بشريعة (توماس فريدمان)؟؟؟!!!

لقد انحاز الناس بسوادهم الأعظم وبسبب علماء السوء وزبانية الشيطان إلى الطاغوت وكفروا بدين الله سبحانه!!! وكأنهم لم يقرؤوا القرآن مطلقاً ، ولم يتدبروا قول الله سبحانه{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(البقرة/257) ، ولم يقرؤوا قوله عز وجل{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً}(النساء/51) ، وارتضوا أن يعيدوا الحياة للجاهلية مرة أخرى بعدما هزمت في زمن الرسول(ص) ، وجاهدها آل محمد(ص) جهادا مريرا قدموا فيه الغالي والنفيس ، ولم يبخلوا عليها بأنفسهم الشريفة الطاهرة المطهرة فقضوا على مذبحها بين مقتول ومسموم ، وتحقق فيهم قول الله سبحانه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}(الأحزاب/23) ، وبالمقابل على الناس أن يلتفتوا إلى قول الله سبحانه{أَ فَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}(المائدة/50) كي لا يكونوا لقمة سائغة للشيطان وجنده ، ويخسروا خيار الله سبحانه لهم (جنة عرضها السماوات والأرض) ، ويكسبوا خيار الشيطان (نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) بحاكمية الله سبحانه المتمثلة بالإمام حاكما ، القرآن شريعة ومنهاجا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى