زاوية الأبحاث

هل استحقت هذه الامة العذاب ؟؟!

كثر الحديث في هذا الزمان عن الكوارث الطبيعية و البيئية من زلازل و فيضانات و قلة امطار و تصحر و ملوحة مياه ناهيك عن الامراض و الاوبئة كانفلونزا الطيور والخنازير مما سبب الخوف و الهلع في الامم و من ضمنها الامة الاسلامية .
بسم الله الرحمن الرحيم
هل استحقت هذه الامة العذاب ؟؟!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً 47 النساء.
كثر الحديث في هذا الزمان عن الكوارث الطبيعية و البيئية من زلازل و فيضانات و قلة امطار و تصحر و ملوحة مياه ناهيك عن الامراض و الاوبئة كانفلونزا الطيور والخنازير مما سبب الخوف و الهلع في الامم و من ضمنها الامة الاسلامية . فهل هذه النتيجة الحتمية لما تتوصل اليه البشرية ام هي ناتج فعل الانسان ذاته ( بما كسبت ايدي الناس ) و الحق يقال ان الله سبحانه و تعالى لا يأخذ القرى الا و هي ظالمة فالابتعاد عن القيم الروحية و الاخلاقية و عن قيم السماء هي من اهم الاسباب فالله سبحانه و تعالى خالق الكون وهو المتحكم فيه فهو يقول في كتابه (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ 155 البقرة ) و الله لا يبتلي الامم و يسل عليها العذاب الا اذا ابتعدت عن اوامره و اتبعت الشيطان و حكم الطاغوت (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 268 البقرة ) فالذي يتدبر القرآن يجد ان الله قد دمر الامم السابقة بظلمهم و تجبرهم على الله سبحانه وما قصة اصحاب السبت الا كواحدة لمن يعتبر و يتدبر قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فهو يقول ما معناه: لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه فمن المعلوم ان هؤلاء قوم من بني اسرائيل امرهم الله بعدم اصطياد الاسماك في يوم السبت وهم ثلاث فئات ( فئة عصت امر الله سبحانه وتعالى واصطادت في السبت اما الفئة الثانية فنهتهم عن الاصطياد لان في هذا الامر معصية لله سبحانه اما الفئة الثالثة فقد تغاضت عن الامر و لم تنهى عن المنكر بحسابهم ان الامر موكول الى الله ! و حين انزل الله العذاب انزله على على فئتين من هؤلاء ، انزله على الفئة الاولى و الثالثة بينما نجت الفئة الثانية التي غضبت لله سبحانه  و تعالى و منعت من الاصطياد و بذلك انزل الله فيهم قرآن ( واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ 163الاعراف) وهكذا يستحق العذاب من لم يأمر بمعروف و لم ينه عن منكر و ليس من يعمل المنكر وحده (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 25 الانفال ) فهل يتذكر من يدعون التدين ممن ركسوا في ظلم البلاد والعباد و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا . ان الامة تمارس شتى انواع الفساد و هم صامتون كصمت القبور . ام استحقت الامة العذاب (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ 1 الانبياء ) و لعل في هذه القصة التي سارويها بعض التذكير عسى ان ينتبه من اغفلنا قلبه و كان امره فرطا فمما قيل ان الله سبحانه و تعالى ارسل ملكين كي يخسفا احدى القرى الظالمة و ما ان وصلا الى تلك القرية حتى شاهدا عند البوابة رجلا يبكي و يتضرع و يحثوا التراب على رأسه مما ادى الى تسرب الشك الى احد الملكين ( لم يشك بأمر الله ) و انما شك بنفسه تصور ان الله سبحانه لم يرسله الى هذه القرية ، لانه لم يدخلها وهو يرى هذا العابد؟! فأوحى الله اليه بأني مرسلك لخسف هذه القرية و ان الرجل الذي تراه لم    ( تتعكر جبهته يما لي ) فما لي و لعبادته ؟! فافهم بأن
ليس التقى بمسابيح1 تخرهــــــا        ولا مصابيح2 تتلوها و تقراهـــــــا
بل التقى ان تزين الناس معلمة          و تنصف الناس اعلاها و ادناها

——————————-
1 – مسابيح : ( جمع مسبحة )
2 –  مصابيح : ( جمع مصباح ) من كتب الدعاء كمصباح الكفعمي و مصباح المتهجد

بقلم الكاشف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى