الإفتتاحية

ذئاب بجلود الحملان!

ذئاب بجلود الحملان
ذئاب بجلود الحملان

في الوقت الذي تقطر أفواههم من دماء الأبرياء المسلمين في شتى أنحاء البلاد الإسلامية، ولاسيما في العراق وباكستان وسوريا، وفي موقف متناقض غاية التناقض، يخرج هؤلاء السفاحون المنافقون في شوارع مصر في تظاهرة يزعمون أن عنوانها هو نبذ العنف، فيا لله كم يستخف هؤلاء القتلة بعقول الناس، بل كم هم مستهترون، ومنافقون، وسفهاء!

ومن أكثر استهتاراً، وسفهاً من القاتل وهو يطلب من الآخرين أن ينظروا لتكشيرة أنيابه الممتلئة بالدم على أنها ابتسامة!؟

وهذا بالضبط ما يفعله السفيانيون الوهابيون حين يرفعون صورة القاتل الشيطاني ابن لادن في مسرحيتهم الهزلية التي لوثوا بها شوارع مصر. فهذه الصورة ترمز اليوم لدينهم المشوه المنحرف، دين القتل والذبح والمفخخات التي يواجهون بها كل من يخالف عقائدهم المنحرفة، سنياً، كان أن شيعياً.

إذ على رأس عقائدهم المنحرفة يقف الإيمان بالشاب الأمرد، هبلهم السماوي، الذي ينكره الشيعة، والسنة الأشاعرة والماتريدية والصوفية على حد سواء. وكل هؤلاء هدف لغدر الوهابيين، لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة. وإذا ما كان الهدف الذي يركزون عليه اليوم هو الشيعة، فإن ذلك لا يعني أن الآخرين، أي السنة مستثنين من إجرام الوهابيين، بل هم في الدور، والجولة اللاحقة عليهم.

وهم في مظاهراتهم المشار إليها كما في خطاباتهم الإعلامية التي تنفثها القنوات الفضائية التي تنبح باسمهم يحاولون جاهدين مداهنة المذاهب السنية من أجل الزج بها في المعركة مع الشيعة، هذا من جهة، ويستهدفون من جهة أخرى مواجهة خصومهم بشكل دفعات لا دفعة واحدة.

من هنا احذر السنة من كيد الوهابيين، وأنبههم على نحو الخصوص لأسلوب الترهيب الرخيص الذي يمارسونه مع – أي مع السنة – وهو التهويل بأن الشيعة يستهدفون التسنن ورموزه، ويوظفون في هذا الصدد بعض الخطابات التي يضخمونها ويعطونها مساحة أكبر من حجمها بكثير، كل ذلك من احراج علماء السنة أمام قواعدهم ودفعهم بالتالي لاتخاذ مواقف خاطئة قد تدفع القواعد للوقوع فريسة سهلة في شباك الوهابيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى