عقائد الشيعة

الحوار المفتوح شبهة ورد

وبعد أن استعرضنا سريعا الرؤيا القرآنية للموقف من أعداء الدعوة اليمانية المباركة من  خلال الحلقات السابقة من الحوار المفتوح  ، نجد لزاما علينا إن ندفع مداخلة طالما ادعيت على الدعوة اليمانية المباركة وأنصار الله أنصار الحق من قبل أعدائهم ، وهي انه من يقول أن صاحب الادعاء تنطبق عليه هذه الأحاديث والروايات وان سلمنا وجود ذرية للإمام محمد بن الحسن المهدي عليه السلام من يقول هو المقصود بالروايات فعمدوا الى رفع اغلب الروايات التي تقول بهذا الأمر من خلال حملة منظمة تتزعمها القوة النافذة بهذا الأمر من خلف الكواليس بادعاء ضعف أو عدم تواتر هذه الروايات ومن بين هذه الكتب كتاب الغيبة للطوسي رفعوا منه نص وصية رسول الله (ص) الكتاب الضامن من الضلال ، وقد أخذت هذه الفرية كيفيات وصيغا مختلفة لتتناسب ومراحل مواجهة الأعداء وكيد أئمته وقواه الغاشمة للدعوة اليمانية المباركة .

وفي مقدمة من نظر لهذه الشبهة وتحمل ادعاءها هم الحاقدون ودعاة العقائد والديانات المختلفة ، ولعلهم بذلك أرادوا إن يبرروا فشلهم العقائدي لمواجهة متانة الأدلة التي جاء بها يماني إل محمد وقائمهم (ع) .

إلا ا ن الأهم في استهدافهم من إثارة هذه الشبهة هو الحط من قيمة الدعوة اليمانية المباركة وعقائدها ومتانة الأدلة التي احتج عليهم بها من كتبهم ومناهجهم التي يحتفظون بها لأكثر من إلف عام ومن باطن أم كتب الشيعة والسنة والمسيح واليهود وكل من يقول بديانة إلهية ومثلها  {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24 ، وقدرتها على إثبات أحقيتها المطلقة وهيمنتها على الأديان كلها ، وتهافت جميع الأطروحات الوضعية إمامها بالحجة البالغة والدليل الحاسم ، وهم يعرفون حق المعرفة إن الدعوة بسمو مبانيها وتكامل طرحها ملكت العقول ، وتألقت بعشقها القلوب واستسلمت النفوس لبياناتها المشرقة بالحق .

وهذه المسألة ينبغي تناولها بالنظر الى المباني والعمل على رفع الستار عن دعواهم الباطلة هذه ، حتى يرى طالب الحق أنها كسراب بقيعة إذا جاءه الضمآن لم يجده شيئا .

وفي معرض رد هذه الشبة يجب ابتداء أن نشير الى أصول عقلائية هي المدخل المنطقي لبيان موقف الدعوة اليمانية المباركة من القوة في نشر كلمتها وإعلاء كلمتها هي :

-إن الدعوة مأخوذة في مبانيها الأساسية توجيه الخطاب للبشرية جمعاء ودعوتهم الى عقائدهم التي يرى بالدليل والحجة أنها تضمن لهم العدل والسعادة بدلالة قوله تعالى في القران الكريم  {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28 ، وقوله سبحانه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 ، وغيرها من الآيات الكريمة . وهذا الأمر معروف من خلال الإعلان للدعوة اليمانية المباركة في غرف البالتوك القسم الإسلامي والعراقي والانسبيك والبايلوكس والصحف الالكترونية والمنتديات والفيس بوك واليوتيوب وغيرها من وسائل الإعلام المتاحة لأنصار الله … لقد ظهر المنقذ.. رسول من الإمام المهدي (ع(  للمسلمين وهو المهدي الذي يولد أخر الزمان والمذكور في الروايات باسمه وصفاته الجسدية الدقيقة**المعزي رسول السيد المسيح (ع(   للنصارى **ورسول من إيليا (ع) لليهود، يدعوكم لله*** ||الإمام احمد الحسن (ع||( اعلم من كل اهل كتاب بكتابهم ومؤيد بآلاف الرؤى بالأنبياء والأوصياء ومؤيد بالمعاجز ansar al imam almahdy  هذا نص الإعلان ، إذا فهو يثبت حقه من كتاب الله ففي كتاب الله خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يأتي بعدكم وحكم ما بينكم  وتحتجون على الديانات ان القران هو رسالة السماء الخالدة ويجري مجرى الشمس والقمر وباقي ما دامت السماوات والأرض وفي بداية نزوله تحدى رسول الله (ص) من يدعي البلاغة والفصاحة على الإتيان بآية واحدة أو غير ذلك وهو كذلك اليوم يدعوكم ويتحداكم كما تحدى جده رسول الله (ص) من كان قبلكم بكتاب الله من خلال إحكام المتشابه وتفسير بعض الآيات القرآنية والسور والرد على ذلك العلم إن كنتم تدعون العلم على حد زعمكم  وقد أخبركم رسول الله (ص) عنه عليه السلام  بنص الوصية الكتاب الضامن من الضلال التي ذكر فيها أسماء الأوصياء من بعده {الوصية المقدسة} عن أبي عبد الله جعفر بن محمد  عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين  عن أبيه الحسين الزكي الشهيد  عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام  قال ( قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة  فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا

الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام سمّاك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيّهم

وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة  وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول  فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي  فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الباقر 

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق  إذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم  فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا  فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي  فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح  فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل  فإذا  حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد

المستحفظ من آل محمد  فذلك اثنا عشر إماما ً  ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ً  فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد  والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ، وردت الوصية المقدسة في هذه المصادر أولا الغيبة للطوسي  صفحة 151 طبعة مؤسسة م1       المعارف الإسلامية وأيضا ص107و108،,,,الموسوعة للسيد الصدر ج3 ص640 وأيضا ص770 / بحار الأنوار ج 53 ص 147  غاية المرام ج 2 ص241… النجم الثاقب ج2 ص41، الشيخ الحرالعاملي في إثبات الهداةج1 ص549 ح 376، الشيخ الحرالعاملي کتاب الإيقاظ من الهجعة ص393/مختصر بصائر الدرجات محمد بن سليمان الحلي ص112 .

والحمد لله وحده وهذا حديث عناه الأئمة (ع) بتوجيههم الى المهدي الأول واليماني وقائم آل محمد (ع) بقولهم :-

       ( فاسألوه عن عظائم الأمور التي يجيب فيها مثله ) المصدر الكافي ج 1 ص 341، و غيبة النعماني ص 173،  وهذا المضمون ورد في الحديث الأخر عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (ع) ، قال : قلت له : جعلت فداك ، إذا مضى عالمكم أهل البيت ، فبأي شيء يعرف من يجيء بعده ؟ .

قال (ع) :- ( بالهدى ، والإطراق ، وإقرار آل محمد له بالفضل ، ولا يسأل عن شيء مما بين صدفيها إلا أجاب به ) . المصدر الإمامة والتبصرة لابن بابويه ص 137 .

بل يؤكد حتمية ظهوره بالهدى والحق اللازم للحجة والبرهان في قوله تعالى  {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } التوبة33 ، ولكونه فرقانا بين الحق والباطل قائما بالملازمة على الدليل والبرهان في قوله سبحانه {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }الفرقان1، وهذا أمر يلتزم العقلاء بلوازمه وفي مقدمتها حق العمل لنشر دعوته هذه في الناس ؟ وإقامة سلطته على من أعلن إيمانه به  ، فإقامة سلطة حاكمية الله على من قبل به يعني تسلط مبادئ الإسلام وقوانينه وتشريعاته التي انزلها الله ، وأرسل رسله بها للناس على اختلاف أجناسهم وأقطارهم وأزمانهم وطبائعهم ، تحقيقا لمصالح البشرية في إقامة الحق والعدل ودرءا للمفاسد عنها بإزهاق الباطل وإزالة الظلم .

-ان أي حق يحكم به العقل ويذعن له العقلاء يتفرع عليه حق المطالبة به وإزالة الموانع والعقبات التي تقف في طريق تحقيقه بل استخدام الوسائل الكفيلة لإحقاقه فنشر راية حاكمية الله والدعوة الى الله والدعوة إليه حق باعتباره دعوة عالمية وخطابا لكل البشرية في كل مكان وزمان وعليه تترتب كل لوازمه التي تضمن القيام به .

إن الأصل في الدعوة المباركة هو انتهاج سبيل الحكمة والموعظة الحسنة بدلالة قوله تعالى  {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125 ، ، ولهذا نجد أن الرسول (ص ) وأهل بيته الطاهرين (ع ) هم ابرز مصداق لهذا النهج في نشر الفكر الإسلامي ، وقد بلغوا الكمال في الحجة والبيان رغم كل ما تعرضوا له من اضطهاد وتشريد ، وعلى هذا النهج كانت رسائل الرسول (ص )الى ملوك ورؤساء الأمم الأخرى والتي دعاهم فيها للإيمان .

هناك فرق في سعة وقوة التأثير وتنوع أساليب نشر الدعوة المباركة ، إذ إن الحرية الإنسانية والعدالة الإلهية تتحققان بأفضل صورهما أمام حقائق الدعوة وفرقانها المطلق ، فتنفتح عقولهم وتشرق  نفوسهم بنور الإسلام وهديه وهو ما لا يتحقق في ظرف اقتدار المخالفين وانبساط  سلطانهم وانحسار سلطة الحاكمية لله أو غيابها ، وهذا هو الملاك الذي يكمن حكمة بسط حاكمية الله وتمكين العدالة في المجتمع البشري ، تحقيقا للطف الإلهي في هداية الناس للحق ورشدهم وكمالهم على صراطه وهو مضافا الى ذلك حق بألحاظ كونه لازما عقليا للدعوة العالمية بإزالة جميع الموانع التي تحول بين الناس ووعي الدعوة وبيانها بكامل الحرية والاختيار . والحمد لله وحده وحده وحده.

……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..

(صحيفة الصراط المستقيم- العدد 30- السنة الثانية- بتاريخ 15-2-2011 م – 11 ربيع الأول 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى