زاوية العقائد الدينية

القول الصريح لكل بصير و فصيح

كثير هو الجدل القائم اليوم حول مسألة الطعن في الصحابة !!و التعرض لهم و لعنهم وسب البعض منهم احيانا حتى بات ان من يتعرض لاي من الصحابة  يرمى بالكفر مرة و بالشرك تارة او الضلال على اقل تقدير حتى وان كان المتعرض له فاسقا او زنديقا على اقل تقدير كمعاوية عليه لعائن الله على ان من يتعرض لهؤلاء الذين يسمون صحابة هو في حقيقة الامر اقل منهم حظا لان اولئك الصحابة وان يكن البعض منهم باع دينه بدنياه كمعاوية و عمرو بن العاص و غيرهم الا ان هؤلاء الذين يتباكون عليهم قد باعوا دينهم بدنيا غيرهم بل نقول قد باعوا دينهم لجيف طمرت وراحت تجر اذيال الخيبة و الخسران الابدي كافرة بالذي خلقها متحدية كل القيم على خالقها و اوامره ونواهيه مخالفة لاوامر الرسول الاعظم


و ماجاء به من الله سبحانه وتعالى بصريح القران والسنة النبوية . و لعل من النافع ان نذكر باجمال وباختصار شديد بعض مثالب الصحابة مما جاء في كتب الحديث بأن التعرض لهم بصورة تفصيلية يتطلب الكثير من العناء والجهد خصوصا و ان القوم في هذا الزمان لا يرغبون بالمواعظ ( اقول لهم الموعظة العظيمة و بعدها تجدهم حلقات يتذاكرون الشعر و يتكلمون بالامثال و يسألون عن سعر التمر واللبن ) اقول لعل هناك من ينتفع حين نفرق بين الصحابة والصحابة ممن يكون لهم عقل و ان اكون شاكاً في هذا الامر ( يأتي على امتي زمان يعوج فيه عقول الرجال حتى يكاد لا يرى عاقل ) و لكن حتى يتضح الامر و نرى من هو الذي يستحق الرمي بالكفر او الشرك او الضلال من غيره – هل يستحقها الخليفة الاول , الثاني , معاوية غيرهم من الصحابة ام من يطعن على البعض من هؤلاء و بالخصوص ام المؤمنين عائشة زوجة رسول الله (ص) – قلنا سنذكر بعض المطاعن اجمالاً و باختصار شديد و حسب التسلسل على اننا و قبل ان نذكر تلك المطاعن نبين حقيقة هل ان السب و اللعن يستحق الكفر ؟ و هل ان السب الذي يستوجب الكفر خاصاً ام عاماً ؟ – ( نعم ان من يسب الله و الرسول ) كافراً بمقتضى الشيعة و باتفاق كافة الملل ممن يعتقدون بالاديان السماوية – على اننا و بالقرآن و الادلة يثبت لدينا ان الكافر ليس فقط من يسب الله و رسوله  بل من يسب الخاصة من ( المؤمنين ) الذين اوصى الله بهم على ان هناك الكثير ممن يسمون صحابة !! فهم اما ان يلعنهم اللاعن عن عدم دراية فهو لا يستحق الكفر او هم يستحقون اللعن اصلاً و يكون اللاعن لهم مأجوراً بلعنهم كمعاوية و ابا سفيان عليهم لعائن الله و الملائكة و لعن اللاعنين الى يوم يبعثون . فهؤلاء جعلوا مال الله دولاً و عباد الله خولاً ( اكلوا مال الله و استخدموا الناس عبيداً لهم ) , حينما نقول ان من يسب الخاصة من المؤمنين نقصد بهم المطهرين الذين اذهب الله  عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً و هم اهل بيت رسول الله ( ص) و هم علي و فاطمة و الحسن و الحسين و قد اكد رسول الله (ص) هذه الميزة لهم و كثيراً ما كان يميزهم عن سواهم لهذه الامة الضالة لدفعها عن ضلالها و بابسط المفاهيم التي يعيها الجاهل دون العالم و ما اكثر العبر و اقل المعتبرين ( حتى لا تكاد ترى عاقل ) .

قال رسول الله (ص) :

1-    من آذى علياً فقد آذاني   

 

2-  من سب علياً فقد سبني و من سبني فقد سب الله (2) . ذكر الحديث العلامة الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب الباب العاشر ( انحراف بعض الصحابة ( في كفر من سب علي )).

اخرج الحديث : 1- المحب الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 166 , 2- الموفق بن احمد الخطيب الخوارزمي في المناقب 81 , العلامة الزرندي في نظم در السمطين ص 105 , العلامة ابن المغازلي الشافعي في مناقبه ص 394 حديث رقم 447 , و روى ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة ص 72 طبع المطبعة الميمنية بمصر قال ( الحديث الثامن عشر اخرج احمد و الحاكم و صححه عن ام سلمة ( سمعت رسول الله (ص) يقول : من سب علياً فقد سبني ))

و قال رسول الله (ص) : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني و الحديث ورد في كثير من كتب المسلمين ( الصواعق المحرقة ص 112 طبع المطبعة الميمنية بمصر الحديث الثالث و العشرون اخرج احمد و الحاكم عن ميسور ان النبي (ص) قال : ( فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها و يبسطني ما يبسطها ) , حينما نورد اقوال رسول الله (ص) مخصوصة و ليست عامة لبيان الفرق بين من لا يجوز عليه اللعن والسب و يقال عن اللاعن كافر و بين من يلعن و لايكون لاعنه كافراً بل قد يكون مذنباً و بين من يستحق اللعن من الصحابة ! و يكون لاعنه مأجوراً بل يتقرب الى الله بلعنه و البراءة منه كما يتبرأ من المشركين .

و لكي نبين ان من يسب الصحابة او يلعنهم لا يكون بمنزلة الكافر الا من يسب او يلعن المطهرين منهم ( اهل بيت النبي ) انقل لكم هذا الخبر .

روى احمد بن حنبل في مسنده ج 3 و القاضي عياض في كتاب الشفاء ج 4 الباب الاول و ابن سعد في طبقاته ج 5 ص 279 اخرج بسنده عن ابن سهيل بن ابي صالح ان عمر بن عبد العزيز قال : لا يقتل احد في سب احد الا في سب نبي   

و عن الحاكم النيسابوري في مستدركه ج 4 ص 355 و اخرجه احمد في مسنده ج1 ص 9 كلاهما عن ابي برزة الاسلمي قال – اغلظ رجل لابي بكر – فقال ابو برزة الا اضرب عنقه ؟ فانتهره – ابو بكر و قال – ما هي لاحد بعد رسول الله (ص) و السؤال هنا اذا كان ابو بكر لم يدعي ان من يغلظ عليه لا يستحق الكفر و القتل بيد ان من يسب رسول الله يقتل و رسول الله (ص) يقول من سب علي فقد سبني و من سبني فقد سب الله , فلم لم يقلها في ابي بكر او في عمر او في تلك النظائر ؟ الجواب باختصار ان هناك صحابة و صحابة و الدليل قول الله سبحانه و تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) ( و هم قليلون ) ( و قليل من عبادي الشكور ) و من اراد ان ينقلب على عقبيه مع من انقلبوا فلن يضر الله شيئاً و كفى بجهنم حصيراً على ان كثير من العلماء ذكروا ان السب لا يوجب الكفر منهم :

1-    الامام محمد الغزالي صرح بان سب الصحابة لا يوجب الكفر( حتى سب الشيخين لا يوجب الكفر) .

2-  سعد الدين التفتازاني في كتابه شرح العقائد النسفية , تناول هذا البحث بالتفصيل و خرج الى ان ساب الصحابة ليس بكافر.

على ان من سب النبي (ص) و اهل بيته كافر البتة و ملعون الى يوم الدين .

و لاترك قصة الخليفة ابا بكر لاخر الموضوع و ابدا :

1-    عمر بن الخطاب : قال على رسول الله (ص) يهجر.

2-  عائشة ( قالت اقتلوا نعثلاً فقد كفر – قالتها على عثمان – و معنى نعثل كما قال الفيروز ابادي في القاموس – ذكر ابن حجر في كتابه تبصرة المنتبه – ان نعثل يهودي كان بالمدينه و هو رجل لحياني يشبه به عثمان .

3-  معاوية وما ادراك ما معاوية , اما يزيد فلسنا بصدده فجيفة من يتكلم عنه تزكم انوف الملائكة ( هؤلاء كلهم من الصحابة و كلهم تطاولوا على اهل بيت النبي (ص) ليأتي كلاب اهل النار في زمن الفكر الحر يدافعوا عنهم (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ) (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ )  .

من منكم يحكم بكفر ابا بكر ( الخليفة الراشد ) !!! و امير المؤمنين !!! و خليفة رسول الله !!! من منكم بهذه الشجاعة ؟؟!!!

نقل ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 16 ص 214 – 215 ط دار احياء التراث العربي ، عن ابي بكر الجوهري باسناده الى جعفر بن محمد بن عمارة قال : فلما سمع ابو بكر  ( لاحظ ابو بكر لا تكن اعمى فمن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى و اضل سيبيلا ) (1) ) قال : فلما سمع ابو بكر خطبتها شق عليه مقالتها فصعد المنبر و قال : ايها الناس ! ( ما هذه الرعة الى كل قاله ) اين كانت هذه الاماني في عهد رسول الله ؟! الا من سمع فليقل ! و من شهد فليتكلم . انما هو ثعالة . شهيدُهُ ذَنَبُه . مُرَبّ لكل فتنة . هو الذي يقول – كروها جذعة بعدما هرمت – يستعينون بالضعفة و يستنصرون  بالنساء . كام طحال احب اهلها اليها البغي . الا اني لو اشاء ان اقول لقلت , و لو قلت لبحت , اني ساكت ما تُركت , ثم التفت الى الانصار فقال : قد بلغني يا معشر الانصار مقالة سفهاءكم , و احق من لزم عهد رسول الله (ص) انتم , فقد جاءكم فآويتم و نصرتم , الا اني لست باسطاً يداً و لا لساناً على من لا يستحق ذلك منا .

و لأنقل استغراب ابن ابي الحديد :

يقول : قرأت هذا الكلام على النقيب ابي يحيى جعفر بن يحيى بن ابي زيد البصري و قلت له : بمن يعرض ؟ فقال بل يصرح , قلت لو صرح لم اسألك . فضحك و قال : بعلي بن ابي طالب (ع) , قلت : هذا الكلام كله يقوله لعلي ؟؟!! , قال : نعم , انه الملك يا بني , قلت : فما مقالة الانصار ؟ , قال : هتفوا بذكر علي فخاف من اضطراب الامر عليهم فنهاهم , فسألته عن غريبة , فقال : الرعة بالتخفيف اي الاستماع و الاصغاء , و القالة القول , و ثعالة  اسم الثعلب , علم ممنوع من الصرف مثل ذؤالة للذئب , و شهيده ذنبه اي لا شاهد له على ما يدعي الا بعضه و جزء منه , و مربّ ملازم , اربّ بالمكان , و كروها جذعة اعيدوها الى الحال الاولى يعني الفتنة و الهرج , و ام طحال امرأة بغي في الجاهلية يضرب بها المثل فيقال : ازنى من ام طحال !!! . و قد ردت ام سلمة ام المؤمنين على ابي بكركما في دلائل الامامة لابن جرير ص 39 قالت : أ لمثل  فاطمة يقال هذا و هي الحوراء بين الانس و الاُنس للنفس ربيت في حجور امهات الانبياء و تداولتها ايدي الملائكة و نمت في المغارس الطاهرات . نشأت خير منشأ و ربيت خير مربى اتزعمون ان رسول الله (ص) حرم عليها ميراثه و لم يعلمها , و قد قال الله تعالى (  وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) فانذرها و جاءت تطلبه و هي خيرة النسوان و ام سادة الشبان و عديلة مريم بنت عمران و حليلة ليث الاقران . تمت بابيها رسالات ربه فو الله كان يشفق عليها من الحر و القر , فيوسدها يمينه و يدثرها بشماله , رويداً فرسول الله (ص) بمرأى لغيكم و على رسول الله تردون , فواهاً لكم و سوف تعلمون , انسيتم قول رسول الله (ص) : انت مني بمنزلة هارون من موسى , وقوله : اني تارك فيكم الثقلين , ما اسرع ما احدثتم و اعجل ما نكثتم !!! فحُرمت ام سلمة عطاءها تلك السنة .

من منكم يقول بكفر ابا بكر قبل ان اشق الحديث و اعلن ماذا يقصد الـ ( ……. ) بقوله لفاطمة كام طحال , و قوله الا اني لو اشاء ان اقول لقلت و لو قلت لبحت , لكني ساكت طالما سكت عني . الا اني و الحق اقول كلكم جبناء لان الجبان من يعرف الحق و يحيد عنه و ليس جبان غيره .

……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..

(صحيفة الصراط المستقيم- العدد 23- السنة الثانية- بتاريخ 28-12-2010 م – 22 محرم 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى