الإفتتاحية

ما جعل عليكم في الدين من حرج

يحاول البعض لأغراض في نفسه، إيهام الناس بأن مسألة الإيمان مسألة غاية في الصعوبة والتعقيد، بل لعله يصورها وكأنها من أعقد المسائل على الإطلاق، فلا المسائل الرياضية ذات المجهولات المتعددة، ولا مسائل الكيمياء والفيزياء بمعادلات المعقدة يمكن أن تبلغ أو تضارع مسألة الإيمان!
ولهذا تراه بلا كلل ولا ملل يردد ويكرر القصة الأثيرة، قصة الدعاة الضالين المضلين الذي خدعوا الناس في بعض مقاطع التأريخ الإنساني الطويل الذي حفل بالمقابل بالكثير جداً من الدعوات المحقة التي كذبها الناس بحجة أن ثمة دعوات كاذبة!
وتراه إذا ما قلت له أن النص الإلهي التشخيصي، أو الوصية التي تشخص حجة الله تمثل دليلاً قطعياً على حجة الله، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام قد وصفوا الوصية بأنها كتاب عاصم من الضلال، تراه يلجأ إلى المغالطات واللف والدوران، واستخدام أساليب الخداع والترهيب النفسي للتعكير على الحقيقة الصافية الناصعة. فيستنفر شيطنته ويزعم أن الوصية قد يدعيها الكاذب، وقد، وقد، ويتجاهل كلياً ما ورد عن آل محمد عليهم السلام. بل إنه لا يتورع عن توهين أي دليل يمكن أن تتقدم به، ويحاول جاهداً اللعب على فكرة التخويف النفسي، والتشكيك.
والحق إن مسألة الإيمان ليست صعبة ولا معقدة، بل إنها يسيرة للغاية. فإذا كان الإيمان مترتباً على الدليل، فالدليل لا يمكن أن يكون بعيداً عن متناول الجميع، بل لابد أن يكون داني القطوف لجميع الناس؛ عالمهم وجاهلهم. والدليل كذلك لابد أن يكون مصاناً من قبل الله عز وجل عن التلاعب من قبل المبطلين، فرحمة الله عز وجل بالعباد تقتضي حفظه، وكذلك فإن امتحان الناس ليس في معرفة نفس الدليل، بل في الخضوع له، وعليه لابد أن يكون الدليل معروفاً للجميع.
المشكلة إن الناس تضل لأنها تقترح أدلة ما أنزل الله بها من سلطان، بينما عليهم أن يعرفوا الدليل من الله ومن رسل الله عز وجل.
والحق إن مدعي العلم المزيفين الذي يحاولون جاهدين تعكير صفو المياه على الناس، وإثارة الشبهات بوجه الدليل الواضح الجلي لحجة الله هم دائماً السبب في فشل الناس، وهم – ويا للوقاحة – من يستغل هذا الفشل الذي صنعته أيديهم كذريعة أو وسيلة رخيصة للإضلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى