زاوية الدعوة اليمانيةزاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعةغير مصنف

من أوراق الدعوة اليمانية … تعالوا نعرف المهدي كي لا نتورط بمعاداته 6

من هو المهدي الذي يقوم بالسيف ويُنادى باسمه بين الركن والمقام؟

يظن أغلب الناس أن المهدي الذي يقوم بالسيف وينادى باسمه هو الإمام المهدي محمد بن الحسن عليه السلام، بينما الحقيقة التي تشير لها كثير من النصوص الروائية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وعن أهل البيت تقول إنه أحمد ابن الإمام المهدي والذي هو اليماني الموعود. هذه الحقيقة هي ما تحاول هذه الحلقات المبسطة إثباته إن شاء الله تعالى، نرجو من القارئ فقط أن يصبر ويتأمل.

الحلقة السادسة: لوح فاطمة (ع) يعرفنا بالقائم (ع)

عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، قال: (دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت أثني عشر آخرهم القائم (ع)؛ ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي )([1]).

أقول إن القائم في رواية جابر هو أحمد بن الإمام المهدي (ع) بعد استثناء اسم علي (ع) ، لأنه زوج فاطمة وليس ولدها، فالمعدودين هم ولد فاطمة ، ويدل عليه كذلك إن الرواية نصت على أن ثلاثة منهم اسمهم علي بينما هم مع علي أمير المؤمنين يكونون أربعة. ومثله يقال في الرواية الثانية التي استثنت علياً (ع) بقوله : ( وأنت يا علي ) ، وعلى أي حال فإن علياً (ع) أخو رسول الله وليس ولده ، فلا يدخل إذن في قوله: ( وإثني عشر من ولدي).

ومثله ما يلي:

عن أبي جعفر (ع)، قال: (قال رسول الله: إني وإثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الأرض ان تسيخ بأهلها فإذا ذهب الإثنا عشر من ولدي ساخت بأهلها ولم ينظروا)([2]).

تقتضي الأمانة التنويه إلى أن الرواية الأولى (رواية لوح فاطمة عليها السلام) قد وردت في بعض المصادر تارة بلفظ (وثلاثة منهم علي) أخرى بلفظ (وأربعة منهم علي)، ومرة بلفظ و (اثنان منهم علي) واللفظ الأخير واضح الشذوذ ولا يستحق التوقف عنده .

أما المصادر التي وردت الرواية فيها بلفظ ( وأربعة منهم علي ) فأهمها والعمدة فيها هي:

* عيون أخبار الرضا (ع) – الشيخ الصدوق – ج 2 – ص 52:

 حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة  وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثنا عشر آخرهم القائم (ع) ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم على.

*كمال الدين وتمام النعمة – الشيخ الصدوق – ص 269:

 حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، وعبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن محبوب عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم علي صلوات الله عليهم أجمعين .

* من لا يحضره الفقيه – الشيخ الصدوق – ج 4 – ص 180:

وروى الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثنى عشر أحدهم القائم، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم على .

* الإرشاد – الشيخ المفيد – ج 2 – ص 346:

عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ” قال : دخلت عل فاطمة بنت رسول الله عليهما السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها ، فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة ، ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم علي

ويتضح من تأمل هذه الأحاديث إنها قد ورد التعبير فيها جميعاً بعبارة ( من ولدها ) التي تعني أن الأوصياء المشار إليهم من ولد فاطمة (ع)، باستثناء رواية العيون ( الرواية الأولى ) ومعلوم أن علياً (ع) زوجها لا ولدها فلابد من إخراجه من جردة الحساب فيكون المجموع ثلاثة باسم علي لا أربعة. والذي يغلب عليه الظن أن المؤلفين وربما النساخ قد تصرفوا بالعبارة لتستقيم مع ما يفهمونه دون ملاحظة التناقض الذي أوقعوا أنفسهم فيه.

وبخصوص ما نقل الصدوق فالملاحظ أن هذه الرواية نفسها قد وردت في كتاب الخصال – الشيخ الصدوق – ص 477 – 478 بالصورة التالية:

 حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر أحدهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي .

وفيها كما هو واضح ( ثلاثة منهم علي )، والغريب إن عبارة ( من ولدها ) لم ترد هنا ! ومن هنا نستطيع القول إن رواية العيون قد شذت عن مثيلاتها ولا يمكن الركون إليها.

أما رواية الإرشاد فما يؤكد وقوع التصرف فيها إن العلامة الحلي قد نقلها في مختصره المسمى المستجاد من الإرشاد (المجموعة) – العلامة الحلي – ص 237 بلفظ ( وثلاثة منهم علي ) كما يلي:

عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها فعددت أحد عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي.

وقد نص آقا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة ج21 ص2 على أن كتاب المستجاد من الإرشاد هو مختصر من إرشاد الشيخ المفيد. إذن هناك تدخل غير محمود من أيدي النساخ أو محققي الكتب.

وبالنتيجة يثبت أن القائم هو أحمد ابن الإمام المهدي محمد بن الحسن عليه السلام.

 


  ([1])الكافي : ج 1 – ص 532 – والخصال : ص 477 – 478.

  ([2])الكافي / ج1: 534.

(صحيفة الصراط المستقيم / السنة الثانية ـ العدد 32 ـ الصادر بتاريخ 25 ربيع الاول 1432 هـ الموافق ل 01/03/2011 م)

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى