زاوية العقائد الدينيةعقائد السنة

هل أوصى رسول الله في ليلة وفاته أم لم يوصِ كما رووا عن عائشة

بحسب المصادر الشيعة أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة وفاته، والوصية كُتبت ونسختها موجودة في كتاب غيبة الشيخ الطوسي ومصادر أخرى كثيرة، ولكن المدرسة السنية ترفض هذه الحقيقة استناداً على بعض ما أخرجه البخاري من حديث عائشة، فقد رووا عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله مات في بيتها،

ففي صحيح البخاري – البخاري -1401 – 1981 م||دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع||طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول ج 2 – ص 106: (( عن عروة عن عائشة قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري ودفن في بيتي )).

وكذلك أخرج البخاري – ج 4 – ص 45: (( حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع سمعت ابن أبي مليكة قال قالت عائشة رضي الله عنها توفى النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به )).

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد توفي في بيتها كما زعمت، فإنها قالت كما أخرج البخاري في صحيحه- ج 3 – ص 186: (( حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مالك حدثنا طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى فقال لا فقلت كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية قال أوصى بكتاب الله ،

حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال ذكروا عند عائشة ان عليا رضي الله عنهما كان وصيا فقالت متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت انه قد مات فمتى أوصى إليه )). وهكذا بناءً على هذه الوقائع وغيرها حكمت المدرسة السنية بأن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يوصِ لعلي عليه السلام وذريته من بعده بالخلافة، ولكن من يحقق في الواقعة وفي الأحاديث التي تصورها ولاسيما ما رووه عن عائشة يستطيع بسهولة أن يكتشف تناقضات كثيرة تجعله ينفض يده من صحة ما قالوا به،

فقد روى ابن ماجة في سننه تحقيق وترقيم وتعليق: محمد فؤاد عبد الباقي – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- ج 1 – ص 625 – 626: (( 1944 – حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف . ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عمرة ، عن عائشة . وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشرا . ولقد كان في صحيفة تحت سريري . فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها )).

علينا أن نلاحظ أن هذا السرير ينام عليه رسول الله صلى الله عليه وآله، فلو كان قد مات بيتها فسيكون مسجى عليه، فكيف دخلت الداجن وأكلت ما قالت عائشة عنه ؟؟؟ المنطق يقول أن الوفاة كانت في بيت آخر غير بيت عائشة، وهناك تشاغلت عائشة عن الصحيفة، فخلا البيت للداجن فهجمت على صحيفة عائشة !!

…………………………………………………………………………………………………………………….

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 19 – السنة الثانية – بتاريخ 30-11-2010 م -24 ذو الحجة 1431 هـ.ق)

جواب على شبهة وقع فيها الوهابية تقليداً منهم لكبيرهم الألباني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى