زاوية العقائد الدينية

بحث فاطمة الزهراء ع اصل يوم العذاب- الحلقة الثانية

وجاء في كتاب الهجوم على بيت فاطمة ع  باب 113 المسعودي ج1 ص 232
على رواية الخصيبي أيضاً في حديث المفضّل ـ الطويل جدّاً ـ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ـ فيما يفعله مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) بعد ظهوره: “.. ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه. فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقصّ علهيم قصص فعالهما في كلّ كور ودور حتّى يقصّ عليهم… ضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسن والحسين (عليهما السلام) لإحراقهم بها، وضرب يد الصدّيقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها،وإسقاطها محسناً، وسم الحسن (عليه السلام)، وقتل الحسين (عليه السلام) وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) وإراقة دماء آل محمّد (صلى الله عليه وآله  الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) وكل دم سفك


… كل ذلك يعدّده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به، ثم يأمر بهما فيقصّ منهما(الاحتجاج: 449 ; إعلام الورى: 436 ; دلائل الإمامة: 242، 257، 297 ; عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1/58 ; كمال الدين: 253، 378 ; الهداية الكبرى: 163 ; مثالب النواصب: 113 ; ارشاد القلوب: 285 ـ 287 ; مشارق أنوار اليقين: 79 ; مختصر بصائر الدرجات:ص 176 ; مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام): للطبري، عنه حلية الأبرار: 2/599، كشف البيان، للشيباني، عنه حلية الابرار: 2/597 ـ 598 (ط دار الكتب العلمية) باب 28 ; منتخب الأنوار المضيئة: 177، 192 ـ 193 ; اللوامع النورانية: 279 ; الايقاظ من الهجعة: 287 ـ 288 ; كتاب الغيبة، للسيد علي بن عبد الحميد، عنه بحار الأنوار: 52/386 وعن بعضها بحار الأنوار: 30/276 ـ 277 و 36/245 و 52/379، 283)
في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة… إلى أن ذكر (عليه السلام) رجعة رسول الله (صلى الله عليه وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا وسلم) وما تقصّ عليه فاطمة الزهراء (عليها السلام)فقال (عليه السلام):
” تقصّ عليه قصة أبي بكر وإنفاذه خالد بن الوليد وقنفذاً وعمر بن الخطّاب، وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة.
وقول عمر: اخرج ـ يا علي! ـ إلى ما أجمع عليه المسلمون وإلا قتلناك.
وقول فضّة جارية فاطمة (عليها السلام): إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مشغول.. والحق له إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه. وجمعهم الحطب الجزل على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم (عليهم السلام) وفضّة وإضرامهم النار على الباب.
وخروج فاطمة (عليها السلام) إليهم وخطابها لهم من وراء الباب وقولها: ” ويحك ـ يا عمر! ـ ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟!! تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ والله متمّ نوره “.
وانتهاره لها وقوله: كفي يا فاطمة! فليس محمد حاضراً ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله وما عليّ إلا كأحد المسلمين، فاختاري إن شئت وحمل أمير المؤمنين لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وأُم كلثوم إلى دور المهاجرين والأنصار يذكرهم بالله ورسوله وعهده الذي بايعوا الله ورسوله وبايعوه عليه في أربعة مواطن في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا وسلم)، وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها ; فكلّ يعده بالنصر في يومه المقبل، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه.. إلى أن قال (عليه السلام) ـ في ذكر ما يقع في الرجعة ـ: ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أُم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهنّ صارخات وأُمّه فاطمة تقول: ( هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )
( الأنبياء (21): 103)
الـ ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً )
( آل عمران (3): 30.).
قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: ” لاقرّت عين لا تبكي عند هذا الذكر “.
قال: وبكى المفضّل بكاء طويلاً ثم قال: يا مولاي! ما في الدموع…
فقال: ما لا يحصى إذا كان من محق(فبكى المفضّل طويلاً ويقول: يابن رسول الله! إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم،
فقال له الصادق (عليه السلام): ” ولا كيوم محنتنا بكربلاء، وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم (عليهم السلام)وفضّة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ ; لأنه أصل يوم العذاب “.).
ثم قال المفضّل: يا مولاي! ما تقول في قوله تعالى: ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ )
( التكوير (81): 8 ـ 9).
قال: ” يا مفضّل: والمؤودة ـ والله ـ محسن ; لأنه منّا لا غير، فمن قال غير هذا فكذّبوه “.
قال المفضّل: يا مولاي! ثم ماذا؟

قال الصادق (عليه السلام): ” تقوم فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فتقول: اللّهمّ أنجز وعدك وموعدك فيمن ظلمني وغصبني وضربني وجزعني بكلّ أولادي “
(الهداية الكبرى: 401 ـ 418 3).
ورواه محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري
(كتاب العتيق، عنه السيّد الميرجهاني في نوائب الدهور: 3/96 ـ 295 وما اخترناه من الرواية في ص 129، 148، 192.) (المعاصر للنجاشي المتوفى 450)

وبعض المؤلفين
(نوائب الدهور: 3/96 ـ 295 عن كتاب في أحوال الأئمة ودلائلهم من نسخة خطية لسنة 708 الهجرية)
(من القرن السابع)

وروى قطعة منه الشيخ حسن بن سليمان الحلي
(مختصر البصائر: 179 ـ 192) (القرن الثامن)

والميزرا محمّد مؤمن الأسترآبادي(كتاب الرجعة: 100 ـ 134) (المتوفى 1088)

والمحدّث البحراني(حلية الأبرار: 2/652 ـ 676) (المتوفى 1107)

والعلامة المجلسي(بحار الأنوار: 53/13 ـ 24 (عن بعض مؤلّفات الأصحاب)) (المتوفى 1111)

وقد جاء في كتاب ظلامات فاطمة الزهراء ع ج 11 ص 10
عن كتاب نوائب الدهور للميرجهاني
فقال المفضّل للامام الصادق (عليه السلام): يا مولاي، مافي الدموع من ثواب؟
قال: مالا يحصى إذا كان من محقّ. فبكى المفضّل بكاءً طويلاً،
وقال: يابن رسول الله، إنّ يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم.
فقال له الصادق (عليه السلام): لا كيوم محنتنا بكربلاء، وإن كان يوم السقيفة، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب واُمّ كلثوم وفضّة، وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ، لأنّه أصل يوم العذاب.
وقال (عليه السلام): ويأتي محسن مخضّباً محمولاً، تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وهما جدّتاه، واُمّ هانئ وجمانة عمّتاه، ابنتا أبي طالب، وأسماء بنت عميس الخثعميّة صارخات، أيديهنّ على خدودهنّ، ونواصيهنّ منشّرة، والملائكة تسترهنّ بأجنحتهنّ، وفاطمة اُمّه تبكي، وتصيح وتقول: {هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (الأنبياء:103)
وجبرئيل يصيح(أقول: إمّا أن نقول إنّ جبرئيل (عليه السلام) يصيح بما يصيح به المحسن: إني مظلوم فانتصر. أو أنّ العبارة فيها سقط وهي هكذا: وجبرئيل رفع المحسن وهو يصيح…) ـ يعني محسناً ـ ويقول: إنّي مظلوم فانتصر، فيأخذ رسول الله (صلّى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) محسناً على يديه، رافعاً له إلى السماء،
وهو يقول:
“إلهي وسيّدي صبرنا في الدنيا احتساباً، وهذا اليوم الذي تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً، وما عملت من سوء، تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً”.(عنه كتاب فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى (صلّى الله عليه وآله) : 532 ح27)

وجاء في كتاب الاسرار الفاطمية ج1 ص 31
أن المفضل قال للإمام الصادق عليه السلام : يا مولاي ما في الدموع ثواب ؟
قال : ما لا يحصى إذا كان من محقّ. فبكى المفضل ( بكاءاً ) طويلاً ويقول : يا ابن رسول الله إنَّ يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم ،
فقال له الصادق عليه السلام : ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة واحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ ، لأنّه أصل يوم العذاب
(نوائب الدهور : 3 | 194 ، الهداية الكبرى : 417).

من منطلق هذه الرواية التي رواها المفضل عن الإمام الصادق عليه السلام ، واستناداً إلى كلام الإمام المعصوم الذي هو معصوم الكلام ، والذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ، حيث يعتبر كلام الإمام المعصوم من الادلة الشرعية الاربعة : القرآن الكريم والسنة والعقل والاجماع فهو داخل ضمن السنة النبوية الشريفة ، باعتباره يمثل الامتدادات الحية لها نبدأهذا البحث مستمداً من هذه الرواية والتي تروي قصة مظلومية فاطمة الزهراء سلام الله عليها والذي بَيّن فيه الإمام الصادق عليه السلام عِظم ومرارة مصيبة أهل البيت عليهم السلام عند هجوم القوم على دار أمير المؤمنين سلام الله عليه بأعظم تعبير يجعل المؤمن الباحث عن الحقيقة والعقيدة الصحيحة ان يقف عنده كثيراً
ويدقق فيه طويلاً ليرى لماذا عبّر عنه الإمام عليه السلام بهذا القول العظيم بأنه أصل يوم العذاب ، لا شك ولا ريب ان كلام الإمام الصادق عليه السلام لا يأتي اعتباطا وعبثاً دون أن تكون هناك مقدمات أولية يقينية عنده بحيث تؤدي بالأمر إلى أن تصل فيه النتيجة النهائية وعلى ضوء هذه المقامات المهمة أن تكون المظلومية العظمى لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبالخصوص اُم أبيها فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي الاساس والاصل ليوم الحسرة أو كما عبر عنه الإمام عليه السلام بيوم العذاب.

لذا جاء هذا البحث (فاطمة الزهراء ع أصل يوم العذاب) في ظلامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها باعتبارها قطب الرحى الي تدور حوله محورية أهل البيت عليهم السلام والذي اعتمدنا في تسميته هذه على رواية المفضل عن لسان الإمام الصادق عليه السلام لكي لا نخرج حتى في تسميتنا لأي شيء عن تسميات وتعبيرات أهل البيت عليهم السلام.
وسيكون بحثنا في هذا الموضوع عن مقدمات مهمة ، وخصوصيات قيمة مرتبطةٌ بصميم البحث وتكون هي المحور والاساس للنتيجة النهائية للبحث ، وخصوصاً ما يتعلق بمقامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها لما لها من الأثر الكبير على عظم ومرارة مظلوميتها سلام الله عليها فانه كلما كان المقام سامي وعظيم للانسان المؤمن فانه بالنتيجة والقطع اليقيني سوف تكون ظلامته ومظلوميته عظيمة وكبيرة وعلى قدر ايمانه ومقامه الرفيع.
وحتى تكون النتيجة في كيفية تعبير الامام الصادق عليه السلام بأن مظلومية أهل البيت عليهم السلام في ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا هي الأصل ليوم العذاب.

ما معنى أصل يوم العذاب ؟
وأصل الشيء الاساس الذي يُبني عليه ذلك الشيء وقد يكون أصل الشيء المنطلق له أو أسفله وحسب التعريفات اللغوية التي وردت في تعريفه ، ومن هنا نقف مع رواية
المفضل التي رواها عن الإمام الصادق عليه السلام لكي نفهم كيف يجري الحال مع هذه الرواية ،

فالسؤال المطروح فيما نحن فيه يقتضي أن نفهم أن أصل يوم العذاب هل يقصد به الاساس الذي بني عليه ظلم أهل البيت عليهم السلام من ذلك الحين أو أنه يقتضي ـ الاصل ـ معناه يوم القيامة الذي سوف يكون فيه الاساس لعذاب الذين ظلموا أهل البيت عليهم السلام فيكون الجزاء جهنم خالدين فيها أبداً ؟

أما الشق الأوّل

الذي يقصد به ويقول ان أصل يوم العذاب هو ذلك اليوم الذي سُلبت فيه الخلافة من أمير المؤمنين عليه السلام ـ يوم السقيفة ـ وإضرام النار على باب بيت أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام … وقتل محسن بالرفسة ، حيث أسس الظلم والعذاب على أهل البيت عليهم السلام ولم يروّ الراحة والاطمئنان من يوم ظلم فاطمة إلى واقعة كربلاء وقتل أهل البيت وتشريدهم إلى ظهور الإمام المهدي ( مكن الله له بالارض )
فان العذاب موجوع والاذى مبثوث لكل من ولاهم واتبعهم من شيعتهم وعلى هذا الاساس يكون أصل يوم العذاب هو اليوم الذي أسس الظلم على أهل البيت عليهم السلام في هذه الحياة الدنيا ، وهذا القول الذي يقول ان يوم العذاب هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوة بعيد عن المتفاهم العرفي ولا يساعد عليه الحال
لأنّ هناك فرق بين أن نقول يوم الظلم ويوم العذاب لانه الظلم وارد في الحياة الدنيا أما العذاب فيكون له يوم خاص وكما عبر عنه القرآن يوم التغابن ويوم القيامة ….
فلذا الظاهر من خلال الرواية ان يوم العذاب ليس هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوة عليهم السلام
لأن العذاب لا يطلق على هكذا حالٍ وانما يطلق على يوم القيامة الذي سوف يكون فيه العذاب للظالمين أما ما الذي يصح ان يعبر منه فهذا ما يمكن ان نقول به هو يوم المصائب ويوم المحن الابتلاءات والظلامات اذن يكون هذا القول منتفي في كون يوم العذاب هو اليوم الذي أسس فيه الظلم لأهل بيت النبوة.

وعلى الشق الثاني من معنى الأصل ليوم العذاب

يكون معناه ان يوم القيامة سوف يكون فيه العذاب والخزي للذين أخذوا الخلافة من أصحابها الحقيقيين وظلموا الزهراء عليها السلام وأضرموا النار على بيت أمير المؤمنين وقتلوا المحسن بن علي عليه السلام بالرفسة ، فتكون هذه الظلامات هي الاساس والاصل ليوم العذاب في نار جهنم
____
للذين فعلوا ذلك الظلم العظيم وكما عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى ( ان الظالمين لهم عذاب أليم ).

وعليه الذي على ما احتمله ان الصحيح عندي هو المعنى الوارد في تفسير الاصل ليوم العذاب يعني ان أساس يوم العذاب في القيامة سوف يكون بسبب هذا الظلامات من ظلامة يوم السقيفة واحراق النار وقتل محسن بالرفسة وغير ذلك من الظلامات
وذلك لأن هناك عدة أدلة وشواهد تثبت هذه المسئلة
وايضاً نفهم هذا من خلال عدة روايات شريفة وشواهد تاريخية بينت هذه المسألة ،

وهناك قرينة في المقام تثبت هذا المعنى وهي الرواية نفسها
حيث نستفيد منها ان المفضل يسأل الإمام عليه السلام ويقول ان يومكم في القصاص لاعظم من يوم محنتكم … حيث عبر عن يوم القيامة بيوم القصاص الذي سوف تكون فيه جهنم عذاباً للظالمين ، واضافة إلى ذلك قال المفضل ان يوم محنتكم وهذا يدل على ان هناك فرق بين ان نقول يوم العذاب ويوم المحنة ..

وايضاً هناك قرينة متصلة في الرواية الشريفة نفسها
حيث توجد تكملة لهذه الرواية التي يرويها المفضل حيث تقول : ” ويأتي محسن مخضباً محمولاً تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أُم أمير المؤمنين علي عليه السلام وهما جدتاه … وفاطمة تبكي وتصيح وتقول : هذا يومكم الذي كنتم توعدون … فيأخذ رسول الله محسناً على يديه رافعاً له إلى السماء وهو يقول : إلهي وسيدي صبرنا في الدنيا احتساباً وهذا اليوم الذي تجد كل نفس ما عملت من خيراً محضراً وما عملت من سوءٍ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً “.

فعلى أساس هاتين القرينتين نحتمل احتمالاً قويا ان أصل يوم العذاب المقصود به هو يوم القيامة الذي سوف يكون فيه نار جهنم للظالمين أشد عذاباً وأكبر تنكيلاً.

وربما يرد علينا في ما نحن فيه اشكال

وهو اذا كانت ظلامات أهل البيت عليهم السلام من السقيفة واحراق بيت فاطمة وقتل محسن … الخ هو الاساس وأصل يوم العذاب في القيامة فماذا تقول في الذين كانوا قبل هذه الظلامات وقبل زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ أي الامم الاخرى ـ فانهم ما كانوا يعلمون ذلك فكيف توجه هذه المسألة ؟

نقول : انه لا ضيرَ في ذلك ولا يقدح فيما نحن فيه ذلك لكون عندنا رواية تقول انها ـ
أي الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام ـ كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والانس والطير والوحش والأنبياء والملائكة ( دلائل الإمامة : 28) ، فاذا كان هكذا حالها فبالنتيجة تكون الحجة على جميع من خلق الله تعالى وخصوصاً انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ـ أي المتقدمة على هذا الزمان ـ

وعليه لو كان الأنبياء والمؤمنين قبل بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) حاضرين في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

لكانوا قسمين

إما راضين بما فعل القوم من الظلم بحق فاطمة وبعلها وبنيها

وإما لم يكونوا راضين .

فان كانوا راضين كانت لهم جهنم مقراً ومقاما
وان لم يكونوا راضين بظلمها كانت لهم الجنة دار سرور ونعيم

وعلى هذا الاساس يتضح كيف يكون ظلم أهل البيت وخصوصا الصديقة الشهيدة فاطمة عليها السلام
الاساس ليوم العذاب هذا من جهة.

ومن جهة أخرى نحن نعلم ان هناك أحاديث وردت على لسان أهل بيت العصمة مفادها ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها فمن كانت فاطمة راضية عنه رضا عنه الله تبارك وتعالى ولا شك ولا ريب ولا شك أن رضا الله يرضاه الأنبياء والمؤمنين السابقين على زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيكونوا عندئذ راضين عمن رضيت عنه فاطمة وغاضبين على من غضبت عليه

لانها مظهر رضا الله تعالى وغضبه

وعليه يكون الاصل ثابت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى