زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

قراءة في آية إكمال الدين – الحلقة الثالثة ( القسم الثاني )

 ولعلّ القارئ العزيز يتعجب كثيراً ويتساءل أن شخصاً كالآلوسي كيف يتحدّث بمثل هذا الحديث الضعيف والكلام الواهي ؟ ولكن في مقام الجواب نقول إن كلّ إنسان يقف في مقام القضاء ولا يتجنب المسبوقات الفكرية والرسوبات الذهنية فإنّه قد يقع بمثل هذا المصير.

توصية الآية الشريفة:

1 ـ الولاية تبعث على يأس الأعداء.    

 إذا أردنا أن يعيش الأعداء اليأس فعلينا بالتمسّك بالولاية وإحياءها لأنّ الولاية كما أدّت في ذلك اليوم إلى بث اليأس في صفوف الأعداء فإنّها في هذا اليوم أيضاً ومن خلال التمسّك بها وإحياءها ستبعث على نفوذ اليأس في قلوب المنافقين وأعداء الإسلام. 

2 ـ إتمام الدين وإكمال النعمة في ظلّ الولاية.

 ويستفاد من الآية الشريفة أنّ إكمال النعمة وإتمام الدين في ذلك اليوم قد تحقق في ظلّ الولاية، وفي هذا اليوم أيضاً فإنّ إتمام النعمة سواءً النعمة المادية أو المعنوية وكذلك إكمال الدين في جميع أبعاده وفروعاته يتحقّق بظلّ الولاية أيضاً وبدونها حتّى لو عمل الإنسان بأوامر الشريعة وتعاليم الدين ظاهراً إلاّ أنها بلا شك سوف لا تكون مقبولة لدى الحقّ جلّ وعلا، وعلى هذا الأساس فإن إتمام النعمة وإكمال الدين يتحقّق في كلّ عصر وزمان في ظلّ التمسّك العملي بالولاية.

 وتعد الولاية مسألة أساسية في الإسلام فقد وردت روايات كثيرة تتحدّث عن هذا الموضوع وكمثال ونموذج لهذه الروايات نذكر الرواية الواردة عن الإمام محمّد الباقر (ع) حيث يقول زرارة نقلاً عن الإمام الباقر أنّه قال: بُنِيَ الإسْلامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْياءَ; عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ والصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْولايةِ. قَالَ زُراَرَةُ : فَقُلْتُ : وَأيُّ شَيْء مِنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: اَلْوِلايَةُ اَفْضَلُ لاِنَّها مِفْتاحُهُنَّ وَالْوَالي هُوَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِنّ (أُصول الكافي : ج 3، ص 30، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام، حديث5.)

 وهنا بالإمكان استيحاء نقطتين من هذه الرواية:

 1-إنّ هذه القضايا الخمسة التي وردت فيها هذه الرواية ترتبط فيما بينها برابطة معيّنة، فالصلاة تمثّل رابطة الإنسان مع الله بل إنّ أفضل وقت لتحقيق الإرتباط مع الله تعالى هو وقت الصلاة.

 الزكاة؛ بدورها تمثل العلاقة بين الإنسان والآخرين من الأفراد والمجتمع من المحتاجين والمساكين حيث يحققون لهم حياة معقولة وطبيعية بإجراء قانون الزكاة وبذلك يتمكنون من التغلب على مشكلاتهم الاقتصادية التي يفرضها الواقع الصعب.

 الصوم؛ يمثّل علاقة الإنسان مع نفسه، ومع تقوية هذه العلاقة بالصوم فإنّ الإنسان سيوفق في مجال مجاهدة النفس والإنتصار على نوازعه الماديّة والدنيوية بل إنّ الصوم هو رمز لمجاهدة النفس وقوّة الأرادة.

 الحجّ؛ يمثّل الرابطة التي تربط جميع المسلمين فيما بينهم حيث يجتمعون في كلّ عام لمبادلة الأفكار والرؤى وتبادل وجهات النظر واستعراض المشاكل والتحديات المصيرية التي يواجهها العالم الإسلامي والتفكير الجاد في حلّها.

 الولاية؛ هي الضامن الحقيقي والصحيح لتنفيذ وتبيين أحكام هذه المسائل.

 وعلى هذا الأساس فإنّ الأصول الخمسة المذكورة أعلاه لم تجتمع في هذا الحديث الشريف اعتباطاً بل تربطها رابطة منطقية ومعقولة.

 2 لماذا كانت الولاية أفضل من الأصول الأربعة الأخرى ؟

 الولاية تعني تنفيذ قوانين الإسلام بتوسط الأئمّة المعصومين (ع) وخلفائهم، وعلى هذا الأساس فإنّ الولاية هي أفضل وأسمى من الصلاة والصوم والحجّ والزكاة، الولاية هنا تعني الحكومة الإسلامية والولاية التي انبثقت من غدير خم في عملية نصب الإمام علي (عليه السلام) خليفة على المسلمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى