خبر عربي وإسلامي

شباب “الفيس بوك” في بغداد يطالب بتغيير سياسة الحكومة وحل البرلمان

المستقبل – السبت 5 شباط 2011 – العدد 3904 –

بغداد ـ علي البغدادي

استوحى المئات من شباب “الفيس بوك” في العراق من موجة الاحتجاجات الجارية في مصر وقبلها في تونس ومدن عربية عدة، ليخرج المئات منهم في تظاهرة تطالب بحل البرلمان العراقي وتغيير سياسات الحكومة الحالية، فيما اثار قمع السلطات المحلية لتظاهرة سلمية في الديوانية (جنوب العراق) انتقادات واسعة وتحذيرات من هزات ارتدادية مماثلة لما يجري في بعض الدول العربية.
ففي بغداد، تظاهر مئات الناشطين والشباب في شارع المتنبي (وسط بغداد) للمطالبة بتغيير سياسات الحكومة وتطبيق الوعود التي اطلقها النواب إبان الحملة الانتخابية، وإيجاد السبل لتحسين الخدمات.
ودعا المئات من المثقفين والناشطين والشباب النواب في البرلمان العراقي إلى الوفاء بوعودهم التي قطعوها أمام الشعب إبان فترة الإعلان عن برامجهم الانتخابية، او حل البرلمان الحالي الذي اتهموه بالطائفية، هاتفين ضد الطائفية السياسية التي تنتهجها بعض الكتل، ومطالبين باعادة ترتيب الوضع السياسي في العراق، حيث حملوا صور الثائر ارنستو تشي غيفارا، ورددوا شعارات مفادها “ارحل ارحل، برلمان غير قادر على الأمان” و”بغداد لن تكون قندهار”.
وطالب المتظاهرون مثقفي العراق مساندتهم في تظاهرة حاشدة وكبيرة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد لنصرة الشعب العراقي، منددين باستخدام الأعيرة النارية في تظاهرة الحمزة اول من أمس في محافظة الديوانية (جنوب العراق) حيث سقط قتيل وإصابة أربعة مواطنين أخرين، داعين إلى عدم فرض القيود على الحريات وعدم استخدام سياسة كم الأفواه.
وفي سياق متصل، تظاهر نحو 4 الاف عراقي في ناحية الحسينية (شمال بغداد) احتجاجا على سوء الخدمات في المقدمة، وقطعوا الطريق بين محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) والعاصمة.
وسط هذه الاجواء، اطلقت مجموعة من الناشطين العراقيين حملة شعبية على موقع “الفيس بوك” للمطالبة باجراء تعديلات على الدستور العراقي وتحديد فترة رئاستي الوزراء والجمهورية والبرلمان بولايتين غير قابلة للتجديد.
وقال علي السامرائي، أحد المشرفين على الحملة، في تصريح لصحيفة “المستقبل” إنه “تم اليوم (امس) اطلاق الحملة الشعبية لاصلاح دستور العراق على موقع الفيس بوك، بالتعاون مع عدد الناشطين والشباب، بهدف الاسراع باصلاح الفقرات الدستورية المختلف عليها، والتي اثارت أزمات سياسية متلاحقة بسبب الضعف الواضح والهفوات في صوغ الدستور العراقي”.
واوضح أن من ابرز المطالب التي ترفعها الحملة هي تحديد ولايتين رئاسيتين غير قابلة للتجديد لمن يتولى المناصب الرئاسية الثلاث (االجمهورية والحكومة والبرلمان) منعا للاستئثار بالسلطة والانفراد بها ولمواجهة اي نزعة دكتاتورية في المستقبل”، لافتا الى ان “المطالب ستقدم الى مجلس النواب لاجراء التعديلات على الدستور خلال مدة زمنية لاتتجاوز ستة اشهر”.
وفي سياق متصل، استنكرت القائمة العراقية (بزعامة اياد علاوي) قمع شرطة الديوانية للتظاهرات السلمية التي كفلها الدستور العراقي.
وقالت الناطق الرسمي باسم العراقية ميسون الدملوجي في بيان لها ان هذه الاحداث “قد تتسبب في تداعيات لا تحمد عقباها، وفي مناخ توتر الشارع عربياً ومحلياً”، مضيفا ان “العراقية تطالب بالتحقيق الفوري في الأحداث ومحاسبة كل من يقوم بممارسة العنف غير المبرر”.
وركز رجال الدين العراقيين في خطب صلاة الجمعة امس على اهمية الاستفادة من الدروس المستوحاة من الاحتجاجات الشعبية في بعض الدول العربية وفي مقدمتها مصر، حيث عزا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني في كربلاء تنامي الشعور بضرورة التغيير في البلدان العربية الى “زيادة الفوارق الطبقية بين ابناء البلد الواحد وليس التفرد بالحكم فحسب، فضلا عن استشراء الفساد الاداري والمالي”، معرباً عن اعتقاده بان “هذه التظاهرات والاحتجاجات ربما تنسحب على انظمة تنتهج الديمقراطية في الحكم والسلطة، وليس فقط على الحكومات التي تنتهج الانظمة الدكتاتورية”.
وفي النجف، اتهم الشيخ ضياء الشوكي إمام وخطيب جامع الكوفة الحكومات المحلية والمركزية “بنهب أموال الشعب”، منتقداً قمع المتظاهرين في قضاء الحمزة الشرقي في محافظة الديوانية الذين كانوا يحتجون على سوء الخدمات والبطالة.
وسأل الشوكي في خطبة الجمعة في مسجد الكوفة امس عن مصير”المليارات التي تدعي الحكومة أنها أنفقتها على المشاريع الاستراتيجية والخدماتية في محافظة النجف”.
وبشان تظاهرة الديوانية، استنكر الشوكي قمع المتظاهرين في قضاء الحمزة الشرقي، مؤكداً أن “هؤلاء الفقراء طالبوا بتوفير الخدمات، وليس تغيير الحكومات كما حصل في تونس ومصر”.
وكانت محافظة الديوانية شهدت أول من أمس تظاهرة شارك فيها عشرات المواطنين للمطالبة بتحسين الخدمات والقضاء على البطالة، جوبهت بإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي من قبل القوات الأمنية، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح خطرة.
وفي نينوى (شمال العراق) دعا خطباء جمعة الموصل الى التضامن مع “ثورة” الشعب المصري، وقال امام وخطيب جامع النبي يونس الشيخ محمد الشماع ان “العراقيين في جميع محافظاتهم يعلنون تضامنهم وتلاحمهم مع الشعب المصري، وان يبعد عنهم الشر ولا يدع للفتنة طريق لهذا الشعب الطيب”. ولفت امام وخطيب جامع الامام علي بين ابي طالب، الشيخ ادريس فاروق المفتي إلى ان “هناك اجندات سياسية تدفع وتدعم الاحزاب في الدول العربية وتحديداً مصر والعراق بهدف زرع الفتنة، لينالوا مبتغاهم من الحكام والوزراء، والضحية دائما تكون الشعوب العربية”، معتبراً ان “الحكام العرب لا يرتضون التنحي عن كراسيهم الا بعد ان يسقط الفقراء من شعبهم ضحايا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى