غير مصنف

إمساكية شهر رمضان وحديث المفطرات!!!

السيستاني والمرجعية ياكلون مال اليتامى مع الامريكيين ربما يعد من بديهيات الاستعداد لاستقبال شهر الله المعظم ؛ شهر رمضان لدى المؤسسات الدينية العربية ؛ الرسمية منها وغير الرسمية ، بل وحتى على مستوى الأفراد ، والتجمعات ، وهي تتسابق على إصدار منشور يصطلح عليه بـ(الإمساكية) ، وهذا المنشور يتفنن العاملون عليه ويظهرون إبداعاتهم في تصميمه بحسب الجهة المصدرة له ، وكم المال المصروف لإنجازه ، وهذا الأمر لا تختص به طائفة دون طائفة بل هو قاسم مشترك بين كل طوائف المسلمين (الحمد لله توحدوا أخيراً) ، ويحتوي هذا المنشور الذي يتراوح شكله بين الملصق(البوستر) ، والورقة الاعتيادية ، على آيات قرآنية تخص الشهر الكريم ، وجدول التوقيتات الشرعية ، ومجموعة من الأحاديث الشريفة للرسول وال بيته الكرام(ص) التي تبين أهمية هذا الشهر وحرمته ، وما ينبغي أن يشيع فيه من خلق وأدب ، ومن ثم يأتي على جانب من المنشور جملة من الأحكام الفقهية التي تبين للصائم ما عليه اجتنابه كي لا يقع فيما يفسد عليه صيامه ، وهنا تتفاوت الأحكام (الشيطان يسكن في التفاصيل) ما بين السنة والشيعة بوصفهما الطائفتين الأكبر إسلامياً


، والتفاوت هذا أو إذا شئنا الصراحة (الخلاف) في مسألة الكذب بالإضافة الى بعض المسائل الأخرى ، هو ما سيتوقف عنده المقال لبيان واقعية التزام من أصدر المنشور ومصداقيته في الالتزام بما جاء به ومن ثم مدى التزام الناس به ، لقد اختلف الناس في الكذب المفسد للصيام فطائفة ترى أن الكذب على آل محمد(ص) يعد من المفطرات ، وهم الشيعة ، والطائفة الأخرى ترى أن الكذب على رسول الله(ص) حسب هو من المفطرات !!!
غير أن الغريب في ذلك هو عودة الفريقين الى التوحد ولكن ليس فيما يصلح بل فيما يفسد ، وذلك من خلال ارتكاب فاحشة الكذب على رسول الله(ص) من الطائفتين!!! فالسنة وقعوا في ذلك من خلال تحريف حديث رسول الله(ص) ووصيته حيث أوصى(ص) الأمة بالتمسك بـ(كتاب الله وعترته أهل بيته) ، فالسنة رفعوا (العترة) من حديث الوصية ، والتزموا مصطلح (السنة) لفظاً حسب ، ويا ليتهم التزموا المصطلح بحقيقته لما حدث الاختلاف ووقعوا في فاحشة الكذب ، ذاك أن السنة هي التزام (قول رسول الله(ص) وفعله وتقريره) ، وأبناء العامة الذين اصطلحوا على أنفسهم مصطلح (السنة) هم أول من خالف السنة بقضها وقضيضها ، وذلك بدءاً من قول عمر في حضرة رسول الله(ص) عندما طلب من الناس دواة وقرطاسا ليكتب لهم كتابا لا يضلوا بالتمسك به بعده أبداً ، فكان أن انتفض عمر راداً قول رسول الله(ص) بقوله المنكر (إن الرجل يهجر ، حسبنا كتاب الله!!!) وليته كان صادقا في هذه ، بل هو أول من جعل الكتاب خلف ظهره واحتكم الى رأيه ، وأدى ذلك الى أن طرد النبي(ص) كل من كان بحضرته من الصحابة ولم يبق منهم إلا نفر قليل استبقاهم(ص) ليكونوا شهداء على الناس ، ذلك أن الكتاب (الوصية) التي أراد رسول الله(ص) كتابتها أمام الملأ ، هي (سنة) فما من نبي رحل عن هذه الدنيا إلا وترك وصية وأوصياء يخلفونه من بعده ليحفظ الأمة من الضياع والتيه ، ولم يشذ عن ذلك غير هذه الأمة التي منعت رسولها من كتابة وصيته بشهادة عموم الناس ، ليجعلوه يكتبها بشهادة نفر منهم ، والزمهم بذلك الحجة حيث كان أول من خرج على الـ(سنة المحمدية) هو عمر وصاحبه ابو بكر عندما أكملا مشروع الخروج بعقد مؤتمر السقيفة .
والسنة اليوم هم أتباع سنة عمر وأبي بكر ، وليسوا أتباع سنة محمد(ص) ، وهذا ليس افتراءً على أحد ولا رميا بالباطل ولا اتهاما ، ولا إساءة ، بل كشف للحقيقة التي يثبتها التاريخ الإسلامي عموماً ، ومن لا يصدق فليذهب الى تاريخ الطبري وليبحث عن رزية يوم الخميس التي يرويها ابن عباس ، وليرى بأم عينه ؛ من أول خارج على سنة محمد(ص) ومكذب لها ، ومن ثم من هو الذي وقع في حد الإفطار العمد وليس له من صيامه إلا الجوع والعطش كما صرحت بذلك المرويات عن رسول الله(ص) التي يرويها الفريقان ، وباتفاق الفريقين على تثبيت هذه النقطة في المفطرات التي تفسد الصيام وتوجب التوبة والقضاء والكفارة ، بل هي خروج عن الملة تماماً ، يكون كل من لا يصدق ؛ أن رسول الله(ص) ترك وصية مكتوبة موثقة ثابتة في الأمة قد أفسد صيامه بارتكابه لفاحشة الكذب ، بل وخرج من الملة وصار كاليهود والنصارى المكذبين بنبوة محمد(ص) ، فالذي يكذب رسول الله(ص) في حرف من رسالته فقد كذب رسالته كلها وبالتالي كذب بنبوته ، فاعتبروا يا من تريدون الله سبحانه ورضاه ولا تأخذكم العزة بالإثم .
أما سواد الشيعة اليوم فهم كذلك وقعوا في هذه المفسدة العظيمة ، حيث أنكروا وصية رسول الله(ص) التي أملاها على علي(ص) ليلة وفاته ، حيث ذكر فيها أن الله سبحانه جعل على الأمة قادة لها ؛ اثني عشر إماماً من بعدهم اثني عشر مهدياً ، وسمى فيها أمير المؤمنين(ص) ، أول الاثني عشر إماماً ، وذكرهم واحداً واحداً ، إماما بعد إمام ، وبعد أن انتهى من تسمية الإمام الثاني عشر(محمد بن الحسن العسكري عليهما صلوات الله وسلامه) ، ذكر أول المهديين ، وركز الذكر فيه فسماه ثلاث أسامٍ (عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي) ، واحكم أمره بأن وصفه بـ(وهو أول المؤمنين) .
فالشيعة اليوم بتكذيبهم لوصي من أوصياء آل محمد(ص) فهم قد كذبوا محمداً(ص) ووقعوا في معصية الإفطار العمد ، حيث ورد عن الإمام الصادق(ع) ما معناه (المكذب بآخرنا كالمكذب بأولنا) ومن المعلوم أن أولهم محمد(ص) ، بل وأن حال الشيعة اليوم أشد من أبناء العامة لأنهم يجعلون شرطاً في الصيام وصحته هو عدم تكذيب الأئمة(ص) من آل محمد(ص)!!! وها هم يكذبونهم جهاراً نهاراً ويضعفون رواياتهم ، ويجعلون الدليل على الأخذ بها أو ردها ليس الله سبحانه وكتابه ، بل ما يقوله الرجال وعلمهم الظني المسمى بـ(علم الرجال) ، مع أنهم يقرؤون ـ بحسب زعمهم ـ قول الإمام الصادق(ص) ويقرونه حيث يقول ما معناه (من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من القرآن والعترة تزول الجبال ولا يزول) ، ونراهم صراحة يحكمون الرجال بروايات أهل البيت(ص) فيردون ما يخالف ما تواضعوا عليه على الرغم من أنه الحق الثابت بمتواتر الكتاب والعترة ، فقضية السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي(ص) لو لم يكن لديها من الحجج والبراهين والأدلة التي لا تعد ولا تحصى ، إلا وصية رسول الله(ص) لكفى ، ذاك أنها دليل الأدلة ، فمن قبلها قبل ما سواها ، ومن ردها رد ما سواها ، ومن يردها يكون رادا على حامليها من محمد(ص) وهم أئمة أهل البيت(ص) ، ومن رد عليهم حرفا فقد رد على رسول الله(ص) ورد على الله جلت قدرته وعظم شأنه!!!
لذا ليس أمام الناس خيار اليوم ، إلا أن يعودوا الى الله ويعتصموا بوصية رسوله(ص) قولا وفعلا أو يقرروا الخروج على أمر الله سبحانه والتمرد عليه وعصيانه ، ويكونوا بذلك سائرين على منهج أول العاصين وسيد المتمردين ، وإمام السائرين الى جهنم وقائد الراضين بسخط الله وغضبه وانتقامه ؛ إبليس(لعنه الله وأخزاه) ، ولذا لابد لمن يريد إنقاذ نفسه أن يلتفتوا الى ربه ويقيم حق الله سبحانه بين الناس ، وذلك من خلال إقامة وصية رسول الله(ص) حكماً وميزان عدل للناس كافة في مشارق الأرض ومغاربها ، لأن الوصية سنة الله سبحانه الحق الثابتة المثبتة لمن دعا الناس الى ولاية ، ذلك أن كل ولاية باطلة صغيرة كانت أو كبيرة ، حسبية كانت أو عامة ما لم تكن بوصية مكتوبة مختومة من الله سبحانه تسير بها الركبان ؛ أمة بعد أمة ، ولا تكون مثار شك عند أحد إلا إذا كان في قلبه مرض ومن ثم فالعلة ليست في الموضوع (الوصية) ، بل العلة في الذات (القابل) الذي ينبغي أن تكون الوصية عليه حاكما وله ميزانا يزن فيه قربه من الله سبحانه أو بعده عنه .
وختاما لنطهر قلوبنا بالقول المسك كلام الله سبحانه في بيان حقيقة ما يفعل الناس عسى أن يتأمل من يريد إنقاذ نفسه ، ويعتبر من توقظه العبرة ، حيث يقول الله جلت قدرته فيمن يقول ولا يفعل وهو حال كثير من المسلمين اليوم الذين يقولون (الكذب على رسول الله(ص) من المفطرات وهو مفسد للصيام) وبالمقابل هم يكذبون وصية رسول الله(ص) بالقول والفعل ، قال تعالى{يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}(الصف/2-3) ، وقال تعالى{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}(البقرة/79) ، وقال تعالى{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}(غافر/35) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى