غير مصنف

كيف يكلم الله سبحانه اهل الارض

بسم الله الرحمن الرحيم
هول الكوارث التي أخذت تنزل على أهل الأرض وتوالي قوافل الراحلين بدون بصيرة او اكتراث بحالهم لابد ان يكون حافزا قويا لإعادة الحسابات لتلافي كوارث المستقبل القادمة
وقبل الخوض في صورة الأحداث التي ستحل بالعالم ارغب في ترجمة هذه الرسالة الإلهية التي ربما غاب مضمونها عن اغلب الناس بسبب انغماسهم في الدنيا وابتعادهم عن الله سبحانه وتعالى ..
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 والعبادة تعني المعرفة ولكي تتم المعرفة الحقيقة بالله ، أرسل الله سبحانه أنبياءه ورسله فنقلوا كلام الله الخالق ، إلى المخلوقين فوضع لهم شريعته ونواميسه وبين حلاله وحرامه وحدود طاعته سبحانه ..
وعلى طول التاريخ تأرجحت الإنسانية بين الإقبال والإدبار نحو الخالق جل وعلا فتراها تارة اتبعت النبيين والرسل في الطريق إلى الله سبحانه وتارة أخرى  أعرضت ونأت فقتلت رسل الله وشردتهم في أقاصي الأرض .
لم يخافوا كلام الله سبحانه و تحذيره ووعيده لهم بل جحدوا الأمر الإلهي وأنكروا النعمة و غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور ..
قرروا مقاطعة الخالق في ملكه واستحدثوا آلهة لهم من أنفسهم ليبرروا إعراضهم عن ربهم فمنهم من صنع أوثانا ومنهم من عبد حيوانا ومنهم من عبد الكواكب ومنهم من عبد نفسه فتوهم لها صرحا اسماه العلمانية او الديمقراطية أو الليبرالية او الحرية او العقل وكلما أرسل الله سبحانه لهم رسلا كذبوهم أو قتلوهم فأوصدوا جميع أبواب الرحمة عن أنفسهم فاستحقوا كلاما من الله سبحانه من نوع آخر لأنهم لا يفهمون غيره ، وهو قدرهم الذي اختاروه بأنفسهم .. وهو العذاب او غضب الطبيعة كما يروق لمن لا يريدون ان يعزون حصوله  إلى الله سبحانه امعانا في انكار العبودية :ـ
عن أَبَا جَعْفَرٍ ع (( …. إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جُنُوداً مِنْ رِيَاحٍ يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ عَصَاهُ وَ لِكُلِّ رِيحٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُعَذِّبَ قَوْماً بِنَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ أَوْحَى إِلَى الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذَلِكَ النَّوْعِ مِنَ الرِّيحِ الَّتِي يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا قَالَ فَيَأْمُرُهَا الْمَلَكُ فَيَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْأَسَدُ الْمُغْضَبُ قَالَ وَ لِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ اسْمٌ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ تَعَالَى كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وَ قَالَ الرِّيحَ الْعَقِيمَ وَ قَالَ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ وَ قَالَ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ وَ مَا ذُكِرَ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يُعَذِّبُ اللَّهُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ ..))
الكافي    91    8
عن رسول الله (ص)(( قام جبرئيل فقال يا محمد أنا صاحب الزلازل فأمرني لأزلزل بهم الأرض و أصيح بهم صيحة واحدة يهلكون …..)) بحار الأنوار    186    45

عن الصادق عن أبيه (ع) قال:  ((  إن الزلازل و الكسوفين و الرياح الهائلة من علامات الساعة فإذا رأيتم شيئا من ذلك فتذكروا قيام القيامة و افزعوا إلى مساجدكم ))  بحار الأنوار    147    88  والساعة في الروايات تعني أيضا الإمام المهدي (ع) لان قيامه يعتبر القيامة الصغرى .
وفي رواية للشيخ المفيد رحمه الله في عن الإمام الصادق عليه السلام يقول: (( يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر في السماء ، وحمرة تجلل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلدة البصرة ، ودماء تسفك بها ، وخراب دورها ، وفناء يقع في أهلها ، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار الإرشاد )) ص361.
فاذا كان اهل العالم غفلوا هذا العذاب الذي اظلهم وقد فتنتهم امكاناتهم المادية الهائلة التي اوهمتهم انهم قادرين على درئ الخطر القادم بالسدود والملاجئ وخطط الطوارئ فما بال اهل العراق عموما والشيعة خصوصا لا ينتبهون إلى هذا الموت الجارف الذي احتوشهم من كل حدب و صوب وباتوا لا يستطيعون لرده سبيلا الا يتفكرون بحالهم !!
ما هو الذنب الذي ارتكبوه ليستحقوا هذا العذاب الإلهي ؟
أليست تلك الروايات تؤكد ان العذاب الإلهي عندما ينزل على قوم لابد أنهم عصوا وطغوا في الأرض وكانوا من مفسدين ؟
الم تذكر آيات الله سبحانه في كتابه الكريم انه سبحانه لا يعذب قوما حتى يبعث رسولا : {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
وهذه اضاءة من دعوة نبي الله نوح (ع) التي كانت نتيجة تكذيبها نزول العذاب على القوم المكذبين : ـ
(( فها هم قوم نوح يبكتونه ويستهزئون به( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (هود:32) ثم يهددونه بالقتل (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء:116) ماذا يفعل نوح لهؤلاء القوم المنكوسين الذين لا يجدون جوابا لكلماته المباركة وحكمته إلا الاستهزاء والسخرية والتهكم ثم التهديد بالقتل ومع أن فيهم علماء ولكن علماء غير عاملين علماء ضلالة بدل أن يستعملوا العلم لمعرفة الحق استعملوه للمجادلة والسفسطة واضلال الناس وابعادهم عن نوح ودعوته الحقة (قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (الشعراء 117-118)هذا بعد أن علم نوح من الله سبحانه ( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (هود:36) لم تنفعهم كلمات نوح كأنهم أموات لا يسمعون قوله لهم (يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:61) (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (هود:25) (َ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (هود: 26)  ( إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأعراف: 59)) وعجيب أمر الناس فإذا كان الملوك يخافون على ملكهم الدنيوي الباطل وإذا كان العلماء غير العاملين يخافون على مناصبهم الدينية فعلى ماذا يخاف الناس هل يعقل أن إنسان يسلم قياده إلى علماء الضلالة كأنه دابة مربوطة يقودها صاحبها أينما يشاء هل يعقل  أن الإنسان يرضى أن يكون تابع لائمة الضلال حتى يردوه في الجحيم  وهل يظن انه إذا قال يوم القيامة أنا تابع مستضعف سينفعه هذا العذر .في ذلك اليوم يتبرأ أئمة الضلال من أتباعهم قال تعالى ( قَالَ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ) (إبراهيم:21) وقال تعالى: ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ) (البقرة 166-167) ولكن هيهات بعد اللتيا والتي فلا بد لهم أن يذوقوا عذاب الخزي في الحياة الدنيا ثم جهنم وبئس الورد المورود يوم القيامة.
ويهدد نوح قومه :( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (هود:39) ولا ينفع الإنذار والتهديد ويبقى الظلم لخليفة الله في أرضه نوح وتكذيبه إلى آخر لحظة ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) (القمر:9) (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) (الذريات:46) (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى) (النجم:52) وتكون النتيجة في هذه الحياة الدنيا العذاب وهو بالنسبة لقوم نوح الغرق لأنهم لوثوا كل شيء وافسدوا كل شيء ..جاء الماء ليهلكهم وليطهر الأرض من آثامهم ( وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) (يونس: 73) (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (الشعراء:66) (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (الصافات:82) ووقف نوح كما وقف صالح وشعيب من بعده متأوها على قومه متحسرا عليهم( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف:79)  (فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ) ( الأعراف: 93) ……)) من كتاب الاضاءات للسيد احمد الحسن
وقد كذبت العلماء في النجف دعوة الإمام المهدي (ع) التي حمل رايتها السيد احمد الحسن اليماني وقد بدأت إمارات العذاب تنزل في جميع أهل الأرض وخصوصا العراق بشكل واضح لا ينكره احد ولا داعي لاستعراضه .
ولكن ينبغي إحاطة القارئ علما بالعذاب الذي نزل بجميع مناطق العراق التي شهدت مظالم لهذه الدعوة فحسينيات انصار الامام المهدي (ع) خلّف هدمها من قبل الطغاة معجزات كبيرة فالحسينية التي هدمها مدير شرطة النجف تسببت في قتل ولداه بعد أيام في معارك النجف وعندما بنيت حسينية أخرى في حي الأنصار جنوب النجف قام جيش المرجعية اليزيدية بهدمها وقام أهل الحي نفسه بنهبها وحرقها فتفشى بينهم مرض سرطان معدي وهذا نادر فقتل العشرات ولم يعرفوا له تشخيصا إلى الآن وحسينية الكوت عندما تقدم البلدوزر لهدمها حصلت هزة أرضية فتراجع السائق من الخوف وجاءه الأمر بالتنفيذ مرة أخرى فحصلت هزة أرضية أخرى فتراجع أيضا وهكذا فعلها عدة مرات حتى اعترض أهل القرية ومنعوا عملية الهدم خوفا من نزول غضب الله عليهم .. وهي قائمة رغما عنهم لحد الان .
وكذلك ما حصل في المجر الكبير من انتشار مرض غريب في نفس الحي الذي هدمت في حسينية أنصار الإمام المهدي (ع) مما استدعى جلب فرق طبية من محافظة ميسان للحد من انتشار الوباء .
أما ما نشرته الصحف أخيرا من تقارير انتشار أفاعي سامة في منطقة سيد دخيل بالناصرية وقد ادت إلى مقتل 28 شخصا وبث الرعب بين افراد القرويين .. وقد عزوا السبب إلى انها حيات سيد دخيل ولكن الحقيقة ان هنالك 17 شابا من أنصار الامام المهدي (ع) قد غدر بهم اهالي هذه المنطقة البائسة فقد مر اولئك الانصار بعد احداث العاشر من المحرم سيرا على الاقدام بين قرى تلك المنطقة متخفين من عيون السلطة وهم عزل من أي سلاح فقاموا بدعوتهم لتناول  الطعام في احد البيوت وبعثوا إلى قوات الأمن المجرمة فسلموهم لهم بعد ان أمنوهم على أنفسهم  !!
والحقيقة ان حوادث نزول العذاب سواء الفردية او الجماعية بسبب هذه الدعوة كثيرة جدا وقد الفت منها بعض الكتب ..
فهل من معتبر فيعتبر بغيرة قبل ان يكون هو عبرة لغيرة فينقذ نفسه قبل نزول العذاب وعندها لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى